(جزيرة روناك)
طبول طبول، تعلو وتنخفض
أشخاص شبه عراة يتراقصون حول النار، أقنعة تتراقص وتتراقص
أسرع فأسرع، أعنف فأعنف، صاح أحدهم " الخطر قادم"
تعالت الطبول أكثر فأكثر، مازالوا يرقصون حول الضوء الأصفر
وجوه مطلية، أجساد مغطاة بالتراب والطين الجاف، هناك طقوس يجب أن تُنفذ قبل..
قبل فوات الأوان
أحضرت النساء الزهور الأرجوانية، إنها في كل مكان، يلقونها في النيران على مراحل ويرددون شيئًا ما غير مفهوم
يجب أن ننتهي بأسرع ما يمكن..
هناك المزيد..
بل أكثر من المزيد..
ما العمل الآن؟
صاح زعيم القبيلة قائلًا
- إنه الغضب، فات الأوان، لم يعد هناك ما يُفعَل، لن نستطيع الهرب، ليس بعد الآن..
بدأ يرتجف للحظات ثم تحولت عيناه للون الأرجواني،
توقف الراقصون عن الرقص والطبالون عن الطبل، الشر نال من الزعيم
الشر قادم، أين النجاة؟
تعالت الصيحات وسط هلع الجميع، بدأت عملية الهرب
- الكل ينجو بنفسه
هكذا صاح الكثيرون،
يجري أحدهم ثم يتوقف فجأة فتتحول عيناه للأرجواني فيعود ليهدم خيمته وخيم الآخرين ثم يتجه بهدوء نحو الغابة
القبيلة كلها تتجه نحو الغابة، المكان خالٍ، خالٍ تمامًا، هُدمت الخيام، انطفأت النيران..
منذ لحظة كان المكان يعجُّ بالحركة والحياة لكن الآن.
ذهب الجميع إلى حيث لا رجعة،
هناك غناء، صوت أنثى تغني بلهجة غير مفهومة، لكنه غناء هادئ ينتشر بنعومة مع الريح كالهواء البارد يقشعر له البدن دون حتى أن يفهمه،
هناك من يرضى عما حدث بل ويغني محتفيًا وآخر كلمة نطقت بها شفاه أي من هؤلاء الضحايا
(باثين)
أنت تقرأ
العين الثالثة
Aventuraهل ستفتقده.. ذلك العالم الذي تعيش فيه؟ أستطيع أن أحكي لك قصتي.. قصة مليئة بالشجاعة والبطولات، لكني سأكون كاذب.. أنا لستُ بطلاً. انتظار.. وانتظار.. وانتظار.. هذا ما تجمدت عنده أفعالي قصر محاط بالظلام.. هذا ما تقلص إليه عالمي. آسف أنا. .لقد أطلقت شيئا...