عام۱٨۰۰/إحدى قرى صعيد مصر

104 8 0
                                    

يعمل العمال بجهدٍ مضاعَف رافعين جلابيبهم إلى خصورهم، يحملون الفؤوس، يضربون ويضربون الأرض باحثين عن شيء ما، اقترب رئيسهم وأخذ يحثهم على العمل

- الهِمة يا رجال، أسرعوا قليلًا، إنها أوامر الخواجة عباس

اقترب الخواجة من الموقع مشجعًا بلهجته العربية الركيكة ذات الطابع الفرنسي

- أسرعوا أيها العمال، لقد اقتربنا كثيرًا..هيا

اتجه الخواجة إلى خيمته بالموقع ليستريح قليلًا، تبدو حروق الشمس واضحة في وجهه.

السماء دامية كوجهه المحترق.قريبًا سيحل الليل ويكون يوم آخر قد ذهب هباءً لم يعثر فيه على ما يريد..

قريبًا سيطالب العمال بأجورهم وبراحتهم ثم يرحلون ليتركوه وحيدًا يفكر في حلم مفقود، يفكر فيما لم يعثر عليه بعد.

من قال إن التنقيب عن الآثار ممتع؟

إنه شاق ويحتاج للكثير من الصبر. الكثير جدًّا

انقطعت أفكاره عندما أقبل رئيس العمال مهللًا

- أبشر يا خواجة عباس..عثرنا عليها، لقد ظهرت البوابة

صاح الخواجة مهللًا

- أخيرًا!.أحسنتم يارجال، لقد عثرتم على المقبرة

أسرع كلاهما إلى المكان فقال رئيس العمال

- يبدو أن الباب محكم الإغلاق، الرجال يطرقون عليه منذ فترة دون جدوى، هل سنضطر لتفجيره؟

انتفض الخواجة معترضًا

- لا يا ريس عبد الدايم،..لا يجب أن نفسد هذا المكان الجميل بأي شكل من الأشكال كما..

توقف الخواجة عن الكلام فجأة عندما سمع والآخرين صوت (طَرقة) عالية صدر من الداخل.

تراجع العمال بهدوء ودهشة عن البوابة وقد بدا الذعر يتشكل على ملامحهم

عم الصمت للحظة طالت أو قصرت ومن ثَم تكرر الطرق بشكل متكرر وأكثر عنفًا

دخل العمال في حالة هياج وهلع مرددين

- "المساخيط، احذروا المساخيط، إنهم غاضبون آآآآآآآآآآ"

حاول الخواجة تهدئتهم قائلًا:

- الممياوات لا تعود للحياة، هلا هدأتم؟!

هدأ العمال ووقفوا في صمت يُنصِتون لذلك الطرق المتكرر ومن ثَم صمت بدوره..وفجأة

فُتح الباب الحجري الثقيل بعنف. يقف العمال مشدوهين شاغري الأفواه في انتظار أي شيء قد يلفظه الظلام القابع بالداخل في وجوههم..

مرت لحظة صمت ومن ثَم اندفعت مجموعة مخلوقات شبيهة بالرجال سود اللون حليقو الرؤوس صفر العيون يرتدون خرقًا بالية أخذوا يطيحون بكل ما يقابلهم كالقطار الخارج عن مساره..

غير مرئيين، بالنسبة للموجودين بالموقع هناك شيء خفي يطيح بالجميع.لا يراهم أحد

وقف أحدهم بجانب الخواجة شاغر الفِيه ينظر له للحظة شعر فيها الخواجة بقشعريرة دون أن يدري بالسبب ومن ثَم انطلق ذلك الشيء مبتعدًا.

رحل ذلك القطيع تاركًا الموقع في حالة فوضى، يحاول البعض جمع شتات نفسه والبعض يحاول استعاب ما حدث للتو والخواجة واقف لم يبرح مكانه يتأمل في صمت..

العين الثالثةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن