العين الثالثة

الليلة الأخيرة

انتشرت الإشاعات مرة أخرى وهذه المرة تدعي أني أخطط لتحريض (اﻠﯿﯖﯽ ﭽﺮى) للانقلاب على السلطان فصدر الأمر بإعدامي وأخذ رجال السلطان يبحثون عني في كل مكان، مازالت أنا والمنجم حائرين في اكتشاف ما الذي تتحدث عنه تلك الورقة اللعينة.

وفجأة.

اقتحم حرس السلطان جنود اﻠ(قابو قولو) منزل المنجم وأمسكوا بي وزجُّوا بي إلى السجن وهناك علمت بأمر تلك الإشاعات.

مكثتُ في السجن طوال الليل أحاول فك اللغز بلا فائدة لا شيء يطرق ذهني على الإطلاق، قد يكون اللغز صعبًا حقًّا أو قد أكون مشتتًا لأني سأُعدَم في الصباح، وفي منتصف الليل جاءتني زيارة إلى حدٍّ ما متوقعة، هناك شخص يرتدي عباءة لا يظهر منه أي شيء يسير في دهاليز السجن ويقترب من زنزانتي

إنها روكسلانة.

- يجب أن تعذر كوني زوجة السلطان لا أريد لفت الانتباه

- لا شيء لافت على الإطلاق عند رؤية عباءة تسير بين دهاليز السجن

- لم تستمع لنصيحتي وإليك ما حدث

- التشفِّي من شيم العظماء

- لا تسخر مني أيها السجين وإلا....

- ماذا؟ ستقتلينني؟

- أتعلم؟ إنما يطرب قلبي لرؤيتك ملقى بالسجن هكذا ولسوف أقيم احتفالًا غدًا بعد إعدامك وسأسعد كثيرًا عند رؤية ذلك.هل تعلم أننا سنقطع رأسك؟

- ..

- نعم، توصية خاصة من أجلك فقط أحضرنا مثقلة ولسوف نعدمك أمام الأشهاد وسأزيِّن باب القصر برأسك، هذا جزاء من يتحداني وجزاء من يقتل الشاهزاده، لما فعلت ذلك؟ لقد كان صديقك

كاد رأسي ينفجر فصرخت بها صائحًا

- أيتها اللعينة، ستدفعين ثمن ذلك

ضحكت ساخرة وهمت بالرحيل فناديتها

- روكسلانة

نظرت لي في غضب واقتربت مني متوعدة

- كيف لك أيها الحقير أن تدعوني هكذا دون ألقاب؟

- هذا بالضبط ما أردتك أن تفعليه، أن تقتربي

فأخرجت من جيبي مسحوق يشبه التراب فنفخته في وجهها فانتفضت مبتعدة للخلف في هلع، أخذت تعطس وتسعل وهي تتساءل في جزع

- ما... ما الذي فعلته بي؟

- عجيب، مشعوذة ولا تعرف ما الذي فعلته للتو؟

- ..

- كان من الممكن أن أجعلك تهلكين على الفور ولكني سأكون رحيمًا حينها وأنا لا أريد أن أكون كذلك.ليس مع أمثالك

- ما الذي فعلته؟

- ستعرفين وأستطيع أن أخبرك أنكِ ستتألمين كثيرًا وستصرخين كثيرًا ثم ستهلكين بعد أن تتمني ذلك

ابتعدت جزعة وهُرِعت راكضة خارج السجن وشعرتُ حينها بالرضا نوعًا ما أنها عاجلًا أم آجلًا ستدفع ثمن ما فعلته بصديقي ولن تتمكن من إنقاذ نفسها لقد تأكدت من عدم حدوث ذلك.