تحقيق

95 7 0
                                        

عكفت مونيك وماتياس على البحث وسط أساطيل الكتب التي جمعتها طوال حياتي والتي تحتوي على الكثير من الموسوعات المتعلقة بمخلوقات الظلام والكثير من كتب السحر وبعض الكتب التي خطها وسطاء آخرون.

أما أنا فنزلت للتحقيق ميدانيًّا فيما حدث فقد أستطيع تقصِّي الأمر ومعرفة ما الذي يحدث..

اتجهت إلى مستشفى المدينة واطلعت على التقارير الطبية الخاصة بوفات هؤلاء المساكين، يسر لي الأمر بعض الوسطاء العاملين هناك.

أكَّدت التقارير باختصار أنهم تُوفُّوا نتيجة لحالة انفجار في القلب.

بدا اسم الحالة مفجعًا، سألت أحد الأطباء عن تلك الحالة فأكد لي أن ذلك كان نتيجة لحالة من الهلع غير العادي أدَّى إلى تدفُّق الدم إلى القلب بقوة وبسرعة وبكمية تفوق احتماله أدى إلى انفجار في القلب.

لم أستوعب هذا الأمر جيدًا فمثلًا أظن أن الإنسان عندما يتعرض لحاله عنيفة من الخوف أو الفزع يتوقف قلبه، لكن انفجار؟

أكدت التقارير أيضًا أن جميع الحالات ماتت أثناء نومها.

يبدو أنه لم يستيقظ أي منهم كي يحكي عما حدث فقط ناموا ففَزِعوا فماتوا..

الكثير من علامات الاستفهام بدأت تتراقص في رأسي،

اتجهت إلى القرية وبدأت أستجوب أسر وأقارب وجيران الضحايا والذين أكَّدوا أنهم سمعوا صراخهم وأنينَهم أثناء نومهم حتى ماتوا

" يا إلهي، ما الذي يحدث بالضبط، يجب أن يضع أحدهم حدًّا لما يحدث، يجب أن أتصرف"

وبعد يومٍ شاق وطويل، عدت للمنزل

- هل وجدتما شيئًا؟

أجابت مونيك

- لم نقترب حتى، وأنت؟

قصصت عليهم ما توصلت له حتى الآن، فسألت مونيك

- هل نتحدث عن جاثوم أو ثقوبة؟

- مستبعد، فأنا لم أسمع عن أي منهما قتل أحدًا من قبل، كما أن هذه ميتات عنيفة ومؤلمة وفزع لا أظن أن جاثومًا أو ثقوبة يستطيعان تدبرها

فقال ماتياس

- لكنك قتلت اثنين منهم الشهر الماضي أيُعقل أن يكون انتقامًا؟

فقلت

- لا أظن ذلك، أشعر أن لهذا علاقة بما اكتشفته في الصحراء منذ أيام يا ماتياس

فاقترحت مونيك

- إذًا لم لا نقوم بزيارة إلى هناك؟

قطع حديثنا طفلة اندفعت إلى الحجرة مستغيثة

- أمي.يجب أن توقفي آدم عند حده

فسألت مونيك باهتمام

- ماذا حدث الآن؟

- لا يتوقف عن مضايقتي

اندفع إلى الغرفة خلفها صبي مراهق مطاردًا إياها لكنه توقف عندما وجدنا بالحجرة، فعلقت مونيك

- هلا توقفت عن مضايقة أختك؟

- لكني لم أقم بذلك، هي من يتصرف كالأطفال، انظروا.حماقة الأطفال في عينيها

فصاحت الفتاة موبخة إياه

- الغباء بالنسبة لك هواية

فرد بدوره

- حمقاء

- غبي

- بلهاء

- فارغ الرأس

لم أستطع التحمل فصحت

- توقفا..

نظرات الدهشة سلطت علي..فبالنسبة للأستاذ إبرهيم فالصياح ليس باحتمال وارد فهو يبدو هادئ الطباع ومسالم، لا أعرف كيف أصبح هذا الأحمق وسيطًا! لكن ليس إبرهيم الجديد الممزوج بسامي وأيخان وفيليب.

علّق ماتياس

- عجيبٌ أمرك إبراهام، لم نعهدك هكذا من قبل

وأيدته مونيك قائلة

- ماتياس محق، لم نعهدك عصبيًّا هكذا خاصة مع الأطفال

- ستعهدون ما هو أكثر من ذلك مني وذلك من الآن فصاعدًا وإذا لم يتوقفا عن ذلك الآن سأضربهما بإحدى أرجل أحد المقاعد

صمت سيطر على الموقف للحظة ثم قلت مستطردًا

- والآن أيها المعاقان ذهنيًّا، كل ما نعتُّما به بعضكما البعض مترادفات ذات نفس المعنى، والآن اعتذرا لبعضكما ثم تواريا عن الأنظار

اعتذر كلاهما لبعض ثم خرجا بهدوء، فقالت مونيك

- تعجبني قوة الشخصية المفاجئة التي أصبحت تتمتع بها لكني لست واثقة أني معجبة كثيرًا بطريقة معاملتك لأطفالنا

"مزيد من الأطفال؟.كم أكرههم! هم من وضعني في ذلك الموقف السيئ مع باثين وتسببوا في قتلنا جميعًا."

غيرت موضوع الحديث قائلًا

- ليس لدينا اليوم بطولة، إننا نخسر ضوء النهار، لنذهب إلى تلك المصيبة التي اكتشفها الخواجة عباس لنحقق في أمرها

فقالت مونيك في غضب

اذهبا وافعلا ما تشاءان، لنأبارح مكاني    

العين الثالثةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن