عدت إلى خيمتي بالمعسكر لأجد هناك من بالداخل، نظر لي نظرة عتاب ثم قال بهدوء
- كيف حالك أيخان؟
نظرت له فبدأت الذكريات تتدفَّق إلى ذهني مرة أخرى وكأني أتعرف إلى نفسي داخل رأسي، فهذا الشاب الذي أمامي والذي يرتدي زي الأمراء الحريري هو الشاهزاده مصطفى الابن الأكبر للسلطان العثماني سليمان القانوني وهو هنا في خيمتي،
استغرقني بعض الوقت حتى أجبت عن سؤاله
- بخير أيها الشاهزاده.أشكرك
نظرت لجبهته لأجده وسيطًا، الذكريات تتدفق إلى رأسي من جديد، الشاه زاده هو من كوَّن هذا الفيلق السري من وسطاء فرقة (اﻠﯿﯖﯽ ﭽﺮى) وجعلني قائدًا عليهم، فنحن فرقة مُدَرَّبة ومنظَّمة على ما يبدو وكما يعلم الجميع أن فرقة (اﻠﯿﯖﯽ ﭽﺮى) هي أقوى فِرَق الجيش العثماني لذا فنحن الأفضل،
قاطع الشاهزاده سلسلة أفكاري سائلًا
- لِمَ لَمْ تنتظرني كي أخرج معكم كالمعتاد يا أيخان؟
- أعتذر لكن لم نكن لنتمكَّن من الانتظار أكثر لقد ألتهمت تلك الغيلان بالفعل خمسة من القرويين واثنين من رجالنا، كان يجب أن نتحرك
- ...
- نحن أصدقاء أيها الشاهزاده، لم أكن لأتجاهلك أو أنقص من قدرك، لقد عيَّنتني قائدًا للفيلق السري كي أتخذ القرارات الصائبة وهذا ما فعلته
ابتسم الشاهزاده معبرًا عن اقتناعه ثم سأل
- وما تقريرك عن هذه المهمة؟
- قضينا على واحد وعشرين غولًا ولا خسائر من جانبنا فقط بعض الإصابات
- أستطيع رؤية ذلك
ساعدني الشاهزاده على تضميد جراحي بنفسه فكان ساعدي ينزف بشِدَّة إثر عضَّة أحد الغيلان فقلت له
- كان الوضع جنونيًّا هناك، ليتك حضرت
- الظلام لم يُغلِق بوابته فهناك دائمًا معارك
- هل أحضرت لنا مهمة أخرى؟
- ليس هذه المرة، لا أريد أن يتطير الرجال من رؤيتي
هَمَّ الشاهزاده بالرحيل
- إلى أين؟
- تأخَّر الوقت، يجب أن أعود إلى منزلي الآن فأخي سيأتي غدًا للزيارة
- جهاﻨﮕﯿﺮ سيأتي لقونية؟( تُنطَق ﭽهانجير)
- نعم، فمنذ أن أبعدني - أقصد ولَّاني - والدي على قونية لم أعد أراه كثيرًا، ولكن هاهو قادم، فأنت تعلم أنه المفضَّل لدي من إخوتي
- نعم، وأنت المفضَّل لديه أيضًا
- ليتني لم أكن ابن السلطان، كنت أتمنّى أن أكون شخصًا طبيعيًّا له علاقة طبيعية مع إخوته، لا نصنع المكائد لبعضنا، بل نقتل بعضنا من أجل كرسي
- صدقني، ليس من الضروري أن تكون ابن سلطان كي يكرهك إخوتك فأنا لست كذلك وأخي..أشعر كثيرًا أنه يكرهني
- أي أخ؟ أنت ليس لديك أي إخوة
كنت مشيرًا بذلك إلى اخي " إياد" من حياتي كسامي ويبدو أن أيخان ليس لديه إخوة
- أ..أنسى الأمر فقط صِل له تحياتي
- أتمزح؟ سأحضره غدًا للمعسكر كي تحييه بنفسك
..............................................................................
الشاهزاده(الشاه زاده): هو لقب يُطلق على أبناء السلاطين العثمانيين
أنت تقرأ
العين الثالثة
Aventuraهل ستفتقده.. ذلك العالم الذي تعيش فيه؟ أستطيع أن أحكي لك قصتي.. قصة مليئة بالشجاعة والبطولات، لكني سأكون كاذب.. أنا لستُ بطلاً. انتظار.. وانتظار.. وانتظار.. هذا ما تجمدت عنده أفعالي قصر محاط بالظلام.. هذا ما تقلص إليه عالمي. آسف أنا. .لقد أطلقت شيئا...
