بعد بضعة أشهر فقط اكتشفت أني حظيت بأفضل صديقين قد أحصل عليهما يومًا الشاهزاده مصطفى وأخيه جهاﻨﮕﯿر، كانا بمثابة أخوين لي وأفضل، على الرغم من أن أحدهما ابن لتلك الأفعى روكسلانه أو هكذا كان يطلق عليها رجالنا من دون علم السلطان، أما الشاهزاده مصطفى فهو بن للسلطان من زوجته الأولى "ماه دوران" (تُنطق دﭬﺮان)
اعتاد جهاﻨﮕﯿر أن يأتي من وقت لآخر إلى معسكرنا بقونية ويلقي بعض أشعاره والتي نالت استحساننا جميعًا لقد كان ذا موهبة في هذا المجال، لكن أخاه مصطفى يحظى بصفات القائد، هادئ الطباع وذكي وحسن الخلق، لقد تنبَّأنا له جميعًا أنه سيكون السلطان الجديد بعد والده،
ولأني لم أكن قارئًا جيدًا للتاريخ، لم أكن أعرف ما سيحدث بعد ذلك، وتلك الفاجعة التي سيجزع لها قلب الكثيرين.
.........
ذات ليلة دخل إلى خيمتي الشاهزاده مصطفى ليجدني شارد الذهن مستغرقًا في التفكير فسألني باهتمام
- ماذا بك يا أيخان؟
كأيخان لم أكن أشارك همومي مع أحد ولم أكن أتحدَّث عن مشاعري فكنت أصف ذلك بأمور الفتيات وليس من شيم الرجال.
لقد نال مني اللغز الذي لم أحله بعد، وتلك الإجابات التي بدا أني لن أحصل عليها يومًا عن سؤالين كبيرين، كيف حدث هذا؟ وكيف سأعود لحياتي السابقة؟
أنا سامي ريان لست أيخان دنيز لكن حتى بالنسبة للوسطاء فهذا جنون مُطبَق، كيف لي أن أشرح له شيئًا كهذا؟
لذا آثرت الصمت.
مر عام كامل على كوني أيخان لدرجة أن سامي بدأ يتلاشى لم أعد أتذكَّره كثيرًا ولم أعد واثقًا أني أريد أن أكونه مرة أخرى.
أصرَّ الشاهزاده على أن هناك خطب بي خصوصًا أني أحيانًا أتصرف بغرابة "بالنسبه لهم" لم أستطع أن أبقي فمي مغلقًا خصوصًا بعد أن بدأ الشاهزاده يشعر بالإهانة لإخفائي أمورًا عنه قائلًا
- ألم تعد تراني أهلًا للثقة الآن يا أيخان؟
لم يكن هناك بدٌّ من أن أخبره إلى جانب أنه قد يساعدني على حل اللغز الذي أصبحت جزءًا منه الآن.
وقفت للحظة لاستيعاب ما قلته لتوي فقلت ملطفًا
- أعلم أن هذا جنون حتى بالنسبة للوسطاء لكنه حدث
- طوال هذا العام وأنت مزدوج الشخصية؟ لكني أعرفك لوقت طويل، أطول من ذلك العام
- أعلم، لدي ذكريات تخبرني بذلك لكني لم أعش أيا منها فقط ذلك العام، لا أعرف كيف أتصرف لقد أرقني التفكير لوقت طويل
- الجن مخادع، أعترف لك بذلك، يعطونك الكثير من الخيارات ثم يتركونك تتساءل، ماذا لو كان اختياري مختلفًا.. سؤال لن تعرف إجابته أبدًا
- عن خبرة؟
- خبرة ليست سيئة، لكن كبار القبائل لا يخدعون
- هي ليست كبيرة القبيلة بل مساعدة كبيرها
- إذًا كان يجب أن تبحث عن كبير قبيلتها وتخبره بما حدث فمنصب كبير القبيلة منصب شرفي إذا لم يكن هناك شرف لا يكون هناك منصب
- لم يكن ليصدقني
- هل تعلم أن كبراء قبائل الجن لهم القدرة على قراءة الأفكار ورؤية حدث معين مستخدمًا عينيك؟ وذلك بعد موافقتك بالطبع
- حقًا؟
- نعم
- هذا يعني أنك تصدقني؟
- لم تكن نفسك منذ عام بل أفضل بكثير، على الرغم من أنه سيؤلمني كثيرًا أن يرحل عني صديقي المقرب إلا أن الأنانية لا يجب أن تجد مكانها بين الأصدقاء لذا سأساعدك
- ..
أنت تقرأ
العين الثالثة
Adventureهل ستفتقده.. ذلك العالم الذي تعيش فيه؟ أستطيع أن أحكي لك قصتي.. قصة مليئة بالشجاعة والبطولات، لكني سأكون كاذب.. أنا لستُ بطلاً. انتظار.. وانتظار.. وانتظار.. هذا ما تجمدت عنده أفعالي قصر محاط بالظلام.. هذا ما تقلص إليه عالمي. آسف أنا. .لقد أطلقت شيئا...