عدت ثانيًا صفر اليدين إلى المنزل فانهارت مونيك
- ماذا حدث له يا إبراهام؟ هل؟
- لا، لم يصبه مكروه. أعني، لم أعثر عليه.بعد
فسأل ماتياس
- ما العمل إذًا؟ يجب العثور عليه قبل فوات الأوان
- وتظن أني لا أعرف ذلك؟..والآن دعني أفكر
- ..
" أظن أني قد أستعين بسامي في هذا الأمر"
تذكرت د/واثق من نفسه عندما أخبرنا شيئًا عن تتبع مخلوقات الظلام ومن ثم هُرِعت إلى قَبْو المنزل وأخذت أفتش هناك، تبعتني مونيك وماتياس
فسألت مونيك
- ما الذي تبحث عنه؟
فأجبت بسؤال آخر
- أين تلك المرآة الكبيرة ذات الإطار الأبانوسي؟
- أيهم؟
- المنحوت عليها personne n'est parfait (لا أحد كامل)
- إنها بالخلف هناك..ما الذي تفعله؟
- .
لا زلت أفتش متجاهلًا أسئلتها فصاحت بي قائلة
- توقف وأخبرني، ما الذي تفعله؟
تنهَّدت ثم قلت
- لقد علَّمني أحدُهم طريقةً لتتبُّع مخلوقات الظلام..لا تُفلِح مع الجميع لكن هذا يستحق المحاولة
فسأل ماتياس
- كيف ذلك؟
- أي مخلوق يدخل مكان ويرحل يترك أثرًا ضعيفًا وإذا ارتكب جريمة هناك ترك أثرًا قويًّا وقد أستطيع تتبعه عبر المرآة
- ..؟!!
.....
حملتُ وماتياس المرآة واتجهنا إلى أسرة مصيلحي، كم يبدو المكان مأسويًّا، أسرة بالكامل تنتهي ويصبح المكان خاليًا وخَرِبًا..لقد تراكم عليه التراب سريعًا.
طلبت من ماتياس مساعدتي على وضع المرآة بمواجهة إحدى الجدران ثم طلبت منه الرحيل، لكنه رفض تمامًا.
وانتظرنا طويلًا كي يحل الليل..
حاولت قتل الوقت فأخذت أتفقَّد المكان لأجد ذلك التنوُّر (فرن بلدي بالطوب اللَّبِن) منحوت عليه شيء ما. اقتربت قليلًا لأجد الآتي
" تلك النقوش."
نقلتُ تلك النقوش على قطعة من الورق الأصفر ووضعتُها في معطفي، وبحلول الليل وضعنا المرآة في مقابل إحدى الجدران وأحضرت مصباح كيروسين ووضعته بالقرب من المرآة ليسقط ضوؤه عليها لتعكسه على الحائط فسأل ماتياس
- حسنًا، وما الذي نفعله بالضبط؟
- الظلامي الذي يترك أثرًا كافيًا قد يصبح بوابة إلى عالمه أو بُعده الذي جاء منه إذا استخدمت الأدوات الصحيحة
- والمرآة من الأدوات؟
- مرآة منحوت عليها (لا أحد كامل) تعكس ضوءًا ما على جدار في المكان حيث الأثر
- وماذا بعد؟
- لا شيء بالنسبة لك.. أما أنا فسأعبُرُ باحثًا عن الصبي، فقط احرِصْ أن يظل الضوء مسلطًا حتى عودتنا وإما أُغلقت البوابة علينا
- حسنًا
- وتذكر..لا تفكر حتى في أن تغفوَ
- ..
أخذ الضوء شكل المرآة على الحائط، مستطيل طويل يشبه الباب، وضعت يدي مختبرًا إياه فوجدتها تنفذ عبر الجدار إلى فراغ ما.
" لقد أفلح الأمر..يجب أن أسرع..فلديَّ شعور سيئ"
أحضرت خنجري ماركة الجلاد ومن ثَم عبرت تاركًا خلفي ماتياس يرتعد
أنت تقرأ
العين الثالثة
Abenteuerهل ستفتقده.. ذلك العالم الذي تعيش فيه؟ أستطيع أن أحكي لك قصتي.. قصة مليئة بالشجاعة والبطولات، لكني سأكون كاذب.. أنا لستُ بطلاً. انتظار.. وانتظار.. وانتظار.. هذا ما تجمدت عنده أفعالي قصر محاط بالظلام.. هذا ما تقلص إليه عالمي. آسف أنا. .لقد أطلقت شيئا...