رسالة من الأستانة

169 9 3
                                    

ذات يوم جاءت لي رسالة من قصر الأستانة "قصر السلطان" والغريب أنها لم تكن بخط همايون أي خط السلطان أو الديوان الهمايوني، لم يكن عليها حتى طغراء السلطان

"إذًا من يريد ماذا؟"

لكنها رسالة من القصر السلطاني فكان يجب أن ألبي الطلب وأحضر.

سافرت على الفور من قونية إلى إسطنبول متجهًا إلى قصر الأستانة وهناك وجدت رستم باشا في انتظاري

- أخيرًا؟ ظننا للحظة أنك لن تحضر لكن اتضح أنك أذكى من ذلك

- ...

- ادخل هذه الحجرة، هناك من يريد مقابلتك

لم أتفوه بكلمة لكن بمجرد رؤية هذا الثعبان لم أستبشر أي خير، كانت الحجرة شاسعة ذات ستائر حريرية وأثاث فاخر ولم يكن بها أحد، فجأة دخل أربعة رجال من الجلادين أحاطوا بي وحاولوا قتلي، لكني أخذت حذري وقضيت عليهم، بعد أن هدأ الوضع دخل الثعبان رستم ليتفقد الوضع ليجدني واقفًا بينما لم يفعل الآخرون،

أمسكت به بعنف وأقسمت على قتله قائلًا

- لا يهمني الإعدام فقط سأقتلك وليحترق العالم بعد ذلك

فسمعت صوتًا نسائيًّا يصدر من خلفي ليصيح بي قائلًا

- توقف!

إنها روكسلانة، جاءت بنفسها لمتابعة الوضع فقالت لي

- يبدو أن ما نسمعه عنك صحيح، لقد قتلت لتوك أربعة من خيرة رجالنا

- خُرّم سلطان؟

- إذًا تعرف من أنا، ولابُد أنك تعرف أيضًا أني بكلمة واحدة أستطيع تحويل أحلامك إلى حقيقة أو إلى كوابيس وهذا منوط باختيارك

- تريدينني أن أقتل الشاهزاده

- لن توافق لذا لن أطلب

- جيد

فقالت بعصبية واضحة

- فقط انظر في الاتجاه الآخر عندما يحدث هذا وتوقف عن لعب دور ملاكه الحارس اللعين هذا

- أنتِ تَهزِين، قد لا يكون باستطاعتي أن أبلغ السلطان أو أثبت أي شيء لكني سأظل هناك بجانب الشاهزاده

- لا تكن غبيًّا، ستحصل على منصب لم تحلم به بدلًا من كونك جنديًّا لا اسم له ولا قيمة وﺳ..

- وفَّري هذا الهُراء، أما بالنسبة لكِ ولرستم فلتذهبا للجحيم ولا تعودا أبدًا

اتجهتُ صوب الباب كي أرحل فقالت

- تظن أن كونكم تتسامرون مع الأشباح وتقتلون بعض المشوهين أن لكم قيمة وأن هذا سيَحُول دون وقوع كارثة حتمية لكما...أليس كذلك؟

- ...؟

- نعم، أنا أعلم بشأن ناديكم الصغير، أنت ومصطفى والفيلق السري

- لابُد وأن كلمة مشعوذة بالنسبة لكِ أكثر من سبابة

- لن أنكر، أنت لا تعرفني ولا تعرف ما الذي تعلمته عندما كنت أعيش في المجر، أنا سيئة أعترف بذلك لذا تجنبني ولا تكن غبيًّا

- أنا بالفعل لست غبيًّا لذا لن تقنعيني مهما حاولتِ، وبالنسبة لفكرة الجحيم تلك يجب أن تفكري بها جديًّا...وداعًا

أسير مبتعدًا فسمعت صرختها الغاضبة يرتد صداها في دهاليز القصر

" لن ينتهي هذا على خير" فكرة سيطرت على تفكيري ذلك اليوم.

..............................................................................................................................

"خُرّم سلطان": لقب يُطلق على زوجات السلاطين العثمانيين


العين الثالثةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن