الفصل السابع والثلاثون

22.4K 496 3
                                    

الفصل السابع والثلاثون
في بيت مهاب
فريدة  كعادتها هذه الايام بكاء مستمر
مهاب بزهق : وبعدين بقي يا فريدة خلاص يابابا لما تبقي كويسة انا هوديكي لها " انا مش هتحمل مواجهتها  خالص دلوقتي "
فريدة ببكاء يقطع القلب : هشوفها بسرعة ونيجي والله مش هتعبها خالص
مهاب وهو شايلها : لا حول ولا قوة الا بالله خلاص يا فيفي بكرة نروح لها ان شاء الله
فريد بفرح  : صحيح يابابا
مهاب : ايوا يا حبيبتي صحيح
///////////////////////
في شركة شهاب
دعاء زميلة مريم في المكتب : معلش اهدي كده ان شاء الله هتقوم بالف سلامة
مريم بحزن يارب يا دعاء يارب
دعاء : شوفتي بقي كنتي هتنسيني ازاي
مريم : خير في ايه
دعاء : اتفضلي يا ستي
مريم : ايه ده
دعاء : دي دعوة فرحي بعد اسبوع ان شاء الله وهبقي مبسوطة اوي لو جيتي
مريم بإبتسامة  : مبروك يا حبيبتي الف مبروك ان شاء الله هاجي بس انتي ليه ماخدتيش اجازة لسه
دعاء ببسمة : النهاردة اخر يوم وهمشي بدري بس كان عندي شغل لازم يتسلم  لمستر شهاب انتي عارفة  انا بقيت مديرة مكتبه دلوقتي  وكل حاجة علي دماغي
مريم بود : ربنا يسعدك يا حبيبتي وانا تحت امرك لو احتجتي اي حاجة او اي مساعدة عرفيني
دعاء : تسلميلي يارب يا مريم ربنا يخليكي
مريم : تسلمي يا حبيبتي انتي بس لو في حاجة متاخرة سلميهالي وقولي اعمل ايه وامشي انتي
دعاء بفرحة : ربنا ما يحرمني منك يارب
مريم بضحكة : يارب يا ستي
دعاء في خمس دقايق فهمت مريم طبيعة الحجات اللي لازم تعملها واستأذنت منها تودي ورق لمستر شهاب علي ما تخلص كام حاجة معاها
مريم راحت علي مكتب مستر شهاب
مريم : طق طق طق
شهاب : ادخل
مريم : الورق يا فندم اللي كان عند استاذة دعاء خلص
شهاب ببسمة : اوك متشكر يا ؟
مريم : مريم حضرتك
شهاب : شكرا يا مريم تقدري تتفضلي ولما احتاج بقية الورق هكلمك
مريم : اوك عن اذن حضرتك
شهاب : اتفضلي
رجعت مريم وهي سرحانة ودخلت عند دعاء ومأخدتش بالها من اي حد كان قاعد في امكتب دعاء
مريم بمزاح : بقلك ايه يا دودو
دعاء بإستغراب : خير
مريم بإستهبال : انتو المدير بتاعكم ده علطول  جنتل وعسل كده ولا ساعات ساعات
دعاء بتوتر : احم كح كح  بتحاول تلفت نظرها
مريم : ايه يا بت مالك وكملت بنفس الاستهبال اصل بصراحة مشفتش مديرين طيبين وحلوين ومزز كده مع الموظفين يا اختي محترم زيادة عن اللزوم  وانخرست فجأة مع سماع ضحكات شديدة جدا معاهم في نفس المكتب
مريم بصت لقيت سيدة محجبة ترتدي طقم رسمي في منتهي الشياكة تمنت مريم لو ان الارض انشقت وبلعتها من فرط الاحراج
السيدة بمحاولة السيطرة علي ضحكها : اسفة جدا يا حبيبتي سوري
مريم بتوتر مقدرتش تنطق
جيهان بنظرات طيبة ولكن بخبث ايضا : مش تعرفيني بالانسة يا دعاء
دعاء بتوتر : مريم شئون قانونية  وبصت لمريم  وبتشاور علي السيدة : ودي مدام جيهان والدة مستر شهاب
جيهان مدت ايدها لمريم تحت صدمة مريم الشديدة: اتشرفت يا مريم
مريم بخجل شديد وخدود حمراء من شدة الاحراج وخلاص هتعيط : انا اكتر يا فندم عن اذنكم وخرجت جري للحمام تدي فرصة لدموعها  تنزل
دعاء بتوتر : بصراحة مش عارفة  اقول لحضرتك ايه بس والله مريم بنت محترمة جدا بس هي بتحب تهزر شوية وعمرها ما جابت سيرة مستر شهاب الا دلوقتي  حظها بقي حضرتك تسمعيها
جيهان ببسمة : في ايه يا دعاء هو انا يعني مش هقدر افرق بين الناس واضح اوي انها انسانة كويسة ولو شوفتيها فين دلوقتي مش بعيد تلاقيها بتعيط من الكسوف يلا انا هدخل لشهاب والف مبروك كمان مرة يا دعاء
دعاء : الله يبارك في حضرتك وهستناي حضرتك ياريت تشرفيني مع مستر شهاب هو وعدني هيحضر
جيهان ببسمة : ان شاء الله يا حبيبتي
مشيت جيهان لابنها وراحت دعاء تشوف مريم
دعاء بتخبط علي الحمام : مريم اتي هنا
مريم بصوت مخنوق : ايوا ثواني وطالعة يا دعاء
دعاء بصدمة " دي فعلا بتعيط زي ما مدام جيهان قالت "
مريم طلعت عيونها منفوخة ووشها احمر من كتر العياط
دعاء بصدمة : ايه يا بتي ده كله هو كان حصل ايه يعني
مريم بدموع : ده كله وحصل ايه عمالة اتغزل في الراجل قدام مامته وتقوليلي حصل ايه انا والله ما قصدي اي حاجة نهائي
دعاء وهي بتحضنها وبتطبطب عليها : عارفة يا حبيبتي والله عارفة متدايقيش نفسك انتي وتعالي نرجع المكتب عشان مستر شهاب ميطلبنيش ومردش
وهما ماشيين رايحين المكتب قابلوا شهاب ووالدته
شهاب لدعاء : انا همشي دلوقتي يا دعاء وهاجي كمان ساعتين حطيلي كل حاجة علي المكتب قبل ما تمشي
دعاء : حاضر يا فندم ومريم عامة هتكمل مع حضرتك الناقص
شهاب وهو بيبص لمريم بإستغراب : اوك مفيش مشكلة : انسة مريم انتي كويسة
مريم بخجل وبتتلاشي تحط عينها في عينه وكأنه عارف باللي حصل : اه يا مستر الحمد لله كويسة
شهاب برفعة حاجب : اوك
جيهان ببسمة لمريم وبتمد ايدها وبود : فرصة سعيدة يا حبيبتي
مريم سلمت عليها ومشيوا
//////////////////////////////////
في بيت عادل
ليال رجعت بدري مقدرتش تكمل في الشغل
ليال بتعب " لا مش حالة دي انا تعبت اوي "  وخطر في بالها جاكت نمر وريحته
" لالالا اهدي يا ليال ايه التخلف ده الموضوع مبقاش ريحة بتخلي الترجيع يخف لا ده بقي هوس "
" انا  عمري ما حصلي كده نهائي قبل كده "
طلعت تليفونها وطلبت الدكتورة اللي تابعت معاها وعلطول السكرتيرة حولتها للدكتورة
ليال : الو
الدكتورة : اهلا يا مدام ليال خير
ليال : اسفة جدا يا فندم بس هو استفسار بسيط
الدكتور : اتفضلي
ليال بتوتر مش عارفة تسأل السؤال ازاي واستجمعت شجاعتها : هو يمكن الوحام ده ميبقاش اكل
الدكتورة : ازاي مش فاهمة وضحي اكتر
ليال : يعني يا دكتور ينفع مثلا احب ريحة معينة واحس اني لو مشمتهاش ممكن يجرالي حاجة
الدكتورة : ايوا  طبعا ممكن دي كلها اعراض بتختلف من ست لست  واحدة تحب الحادق وواحدة المسكر وواحدة علي شرب حاجة وكده وفي حالتك في ريحة معينة عادي وارد يعني
ليال بتوتر : اها ميرسي جدا يا دكتورة اسفة علي الازعاج انا بس فكرت  ان دي حاجة غريبة وخفت
الدكتورة ببسمة : لا لا متقلقيش اي استفسار تاني
ليال : لا متشكرة جدا
الدكتورة : العفو مع السلامة
ليال بتوهان : مع السلامة
" ده ايه الحظ ده يعني من كل الستات حبهم للاكل والشرب انا اتوحم علي ريحته هو ده ايه ده بقي  مش حالة دي ياربي "
في خلال خمس دقايق ليال كانت علي السلم بتبص تحت ولقيت الدنيا هدؤ " كده يبقي لسه مجاش اكيد "
اتسحبت بالراحة  علي اطراف صوابعها قليلا وكانت في اوضة نمر
فتحت الباب غنمضت عنيها واخذت شهيق ملت صدرها من الريحة اللي قابلتها  وفتحت عينها " همممممم الله جميلة اوي "
دخلت جوة مش عارفة  هتعمل ايه ولا ليه جت هنا وفجأة عينها وقعت علي تشيرت مرمي بإهمال علي الكرسي واضح ان ده اللي كان لابسه 
سمعت صوت  كلام نمر وعادل علي السلم
ليال بفجعة " يا نهار اسود يادي المصيبة لو جه وانا هنا المشكلة مش هعرف اخرج  بسرعة جريت واستخبت ورا الستارة بخوف شديد
دخل نمر الاوضة  قعد علي السرير وقلع الجاكت والكراف والجزمة
ليال قلبها طبول " يادي المصيبة السودا يارب عديها علي خير يارب "
وقلع نمر قميصه وقام
ليال  ضربت نفسها علي خفيف اكنها بتعاقب نفسها " بتتفرجي علي ايه يا غبية غمضي عنيكي "
وسمعت قفلة باب الحمام ومطلعتش الا لما سمعت صوت الماية اشتغلت جوة طلعت من ورا الستارة جري ووصلت الباب وفجأة لقيت نفيسها رجعت تاني وبتاخد التيشرت وخرجت جري علي اوضتها
ليال قفلت الباب وسندت عليه " اووووف الحمد لله " وبصت للتيشرت " ايه الغباء ده بس افرض عرف واستوعبت اللي قالته " يا لهوي لالا ان شاء الله مش هيعرف ايه اللي هيعرفه  هينسي ان شاء الله هينسي " وراحت فتحت الدولاب وخبت التيشرت وتنفست الصعداء
خرج نمر من الحمام وغير هدومه ولبس بنطلون بيتي وقعد يدور علي التيشرت ملقهوش " الله ما هو كان هنا راح انا متاكد ان قالعه هنا " اووووف مش مشكلة هيظهر هيروح فين يعني وطلع تيشرت تاني ولبسه ومدد علي السرير وغمض عنيه  وبكده يكون تحقق دعاء ليال وامنيتها
//////////////////////////////
عند خلود منطقتش كلمة مع حد خالص ولا بقيت بتكلم حد ودايما سرحانة وكأنها في عالم تاني ومش سمعاهم والدكتور قالهم حالة نفسية وان شاء الله هتبقي كويسة
وصل مهاب ومعاه فريدة لاوضة خلود ملقيش حد برة فأضطر يخبط  وانتظر لما انفتح الباب
خديجة : اهلا وسهلا يا فندم
مهاب بتوتر وخجل : انا بجد اسف جدا علي الازعاج بس والله غصب عني فريدة مش سيباني في حالي
فريدة وبتحاول تتملص من ايد باباها وتدخل وهو ماسك فيها جامد
فريدة بتافف : بابا سيبني ادخل لميس خلود " طبعا ده كان شرط مهاب لفريدة عشان يجيبها هنا "
خديجة : لا يا فندم مفيش ازعاج ولا حاجة ثواني بس
مهاب : اه طبعا اتفضلي
مهاب بحدة : فريدة وبعدين معاكي اهدي بقي عشان ماخدكيش وارجع
فريدة : لالا خلاص
خرجت خديجة بعد ما لبست خلود طرحة وهي كانها جسد بلا روح
دخل مهاب وفريدة وعينه عليها  وهي قاعدة نص قاعدة ومريحة راسها لورا وسرحانة في السقف وبشرتها الصفراء بدون نفطة دم وشفايف مشققه  ووجه لا يظهر منه الا العظام
مهاب بوجع : مساء الخير
خلود : لا رد
خديجة بخجل : ارجوك متزعلش بس حالتها النفسية تعبانة شوية
مهاب ومازال عينه عليها : ربنا يقومها بالف سلامة
فريدة راحت لها وحاولت توصل ودانها معرفتش : بابا
مهاب : نعم يابا
فريدة : تعال شيلني اقول لميس خلود كلمة سر
قرب مها شالها وميلت علي ودان خلود وبهمس وصل لمهاب : متزعليش عشان بقلك ميس خلود ماشي وبدموع والله بابا قال لو قلت ماما خلود مش هيجبني اشوفك تاني  مش زعلانة ؟
خلود نزلت دموعها ومردتش
مهاب جه ينزل فريدة
فريدة بسرعة : لالالا استني يابابا عاوزة اقولها حاجة تاني
رفعها مهاب تاني  قربت فريدة وباست خلود من خدها : شكرا عشان انتي مش خليتي بابا يروح عند ماما ويسبني لوحدي  زييها بس هو قال انتي متعورة وبتتوجعي  عشان الوحشين ضربوكي  وبصوت عالي : بابا مش انا لو بستها هتطيب بسرعة زي ما ببوسك وبتخف بسرعة
مهاب هز راسه ومنصدم من كلام بنته
رجعت فريدة باست خلود تاني : لسه بتوجعك كده
خلود بدموع هزت راسها
فريدة ببداية بكاء لما نزلها مهاب : طيب انتي ليه مش بتكلميني انتي زعلانة مني عشان ضربوكي مكان بابا
مهاب بصدمة : مين قالك كده يا حبيبتي
فريدة بدموع : سمعتك وانت بتقول انها انضربت وهي بتشيلني من الناس الوحشة  وكنت انت هتموت
خلود بدموع عارفة مدي حساسية فريدة وحبها لابوها مقدرتش تسكت لفت لفريدة ومسكت ايدها وباستها  وبصوت مبحوح : لا يا حبيبتي مش زعلانة انا فرحانة ان بابا معاكي وكويس ومسابكيش لوحدك
خديجة انصدمت لانها ردت علي فريدة وهما قعدوا يترجوها تكلمهم مرضيتش
فريدة بفرحة : صحيح
خلود بوجع : صحيح يا حبيبتي
مهاب انصدم لما سمعها لان الدكتور مبلغه انها عكفت عن الكلام
فريدة : امال ليه مكلمتنيش
خلود بدموع وشهقة لم تسيطر عليها : عشان التعويرة بتوجعني شوية يا حبيبتي ومش قادرة اتكلم
فريد بفرحة اطفال : ابوسك تاني عشان تخف بسرعة
خلود مستحملتش وانهارت من البكاء اول ما سمعت كلمتها : ااااااااااه
وبدأت موجه حادة من البكاء  ورجعت لحالة الانهيار تاني
خديجة ضربت الجرس  وجت الممرضة والدكتور بسرعة وادوها مهدئ وسابوها وخرجوا لقيوا مهاب برة وبنته لسه بتعيط من اول ما شافت خلود عيطت  وهو بيحاول يهديها
مهاب قام بسرعة لما شافهم وبخوف جلي : خير يا دكتور
الدكتور بإبتسامة متقلقش هي بخير ده كله طبيعي يا جماعة بس هي لما البنوتة كلمتها تقريبا بتحبها شوية فأثارت مشاعرها ومقدرتش تتجاهلها فاضطرت تواجه الواقع وده اللي رجعها لحالة الانهيارمرة تانية
خديجة : يعني طبيعي يا دكتور
الدكتور : طبعا طبيعي وياريت الانسة الصغيرة دي تشرفنا علطول عشان المريضة مترجعش لموضوع الصمت مرة تانية خليها تزورها علطول
مهاب بسرعة : اكيد اكيد يا دكتور كل يوم هجبها
الدكتور : تمام كده يلا عن اذنكم وغادر المكان
خديجة بتوتر : احنا هنتعب حضرتك كده
مهاب بحزن : تتعبوني ايه بس  كفاية ان اللي هي فيه ده بسببي انا
خديجة : لا ده قدر ونصيب والحمد لله علي كل شئ

نيران تملكي بقلم fatma Ahmed" قطرة حياه"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن