الفصل الرابع

96.7K 1.8K 36
                                    

الفصل الرابع : مفاجآت !!
__________________________________
احلام نتصدى بها واقع . وواقع نريده بأحلامنا و احلام يطيل انتظارها....و عمرا يمضي مودعا لأصحابه و ذكريات تبحر في اعماق قلوبنا . و عينان تودان ان تبصرا على ما تتمناه قلوبنا . و عقل سارح بين ارواحنا يتمنى لو للحظة سكونا يتوقف فيها صارخا بأفكارنا و ذكرياتنا الهاربة بين بحور قلوبنا....قلوب لا تتقن سوى لغة الموت و قلوب اخرى تتمنى الموت......
فتحت عيناها لترى الظلام الذي تراه وهي مغمضة اياها لا يهم فهي لا تبصر شيئا سوى السواد....
تلمست الفراش بيديها و ادركت من نعومته انه ليس فراشها وهي ليست في الشقة اذا اين هي ؟؟؟
انتفضت جالسة و ذاكرتها بدأت تسترجع تدريجيا ماحدث منذ بضع ساعات وضعت يدها على قلبها وهي تحدث نفسها....اين انا وماذا فعل بي هذا المجرم ؟!!
بالطبع سيليا تدرك جيدا من هو الشبح ومن لا يعلم من هو مجرم خطير على البشرية !!
افاقت من شرودها على صوت فتح الباب تشنجت مفاصلها وهي تهتف بتلعثم :
- م...مين.
وصلها صوت ضحكة رجولية سمعتها من قبل جلس امامها و تمتم :
- انتي لسه مستوعبتيش انا مين.
تراجعت للخلف بسرعة حتى كادت تسقط من السرير لكنه امسكها من خصرها قائلا بحدة :
- حاسبي هتقعي.
ابعدت يده وهي تنتفض ببكاء :
- ملكش دعوة بيا انت جايبني فين و ليه و عملت ف صاحبتي ايه !!
رعد بتهكم ساخر :
- صاحبتك نفسها اللي طلعتك من بيتها فنص الليل و زقتك من على السلم.
صمتت ثواني ثم تشدقت ب :
- انت قتلتها زي ما قتلت الراجل.
ضحك باستفزاز مغمغما :
- مش من حقك تسأليني انتي حاليا فقصر الشبح الوحيد اللي يسأل و يعمل اللي عايزه هو انا....داعب وجنتها هامسا ببحة مخيفة :
- فاهماني يا قطة و اي حاجة حصلت تنسيها ده من مصلحتك طبعا.
- يعني هتقتلني انا كمان.
هتفت بها في صلابة فقهقه عليها بخبث واضح :
- لما تكبري هقولك.
سيليا بتعجب وخوف من ضحكته :
- اااا....انا مش فاهمخ حاجة و انت جبتني لقصرك ليه و عملت ايه ف لين قولي و النبي.
رعد ببرود :
- معملتلهاش حاجة هي موجودة فبيتها بس انتي يا حلوة اللب هتقعدي هنا.
لا مستحيل !!!
صرخت به في حدة فوضع يده خلف عنقها و جذبها منه ليهمس بشراسة :
- و قانون تاني من قوانين القصر ممنوع صوتك يعلى او تقولي لأ على اي حاجة بيقولها الشبح سواءا رضيتي او لأ مش عايز اسمع غير كلمة حاضر تمام.
حاولت ابعاد يده لكنها لم تستطع فنطقت بألم :
- انت بتوجعني.
تركها فورا و نهض و قبل ان يخرج سمعها تقول له :
- يعني رعد السيوفي رجل الاعمال هو نفسه الشبح السفاح !!
ابتسم و اردف بهدوء :
- متقوليش رعد انا اسمي الشبح و بس.....يلا هسيبك تنامي تصبحي على خير.
سيليا بسرعة :
- طب انت جايبني هنا ليه...يا شبح...انت طلعت ولا ايه ؟؟
لم تسمع ردا فأيقنت انه غادر نفخت بضجر ولم تمر ثواني الا و سمعت دق الباب ثم فتح.
سيليا بتوجس :
- اا...انت جاي ليه.
ضحكت بخفوت متمتمة برقة :
- انا الشغالة زهرة يا هانم متقلقيش.
تنفست بارتياح و قالت :
- بتعملي ايه هنا ؟
زهرة وهي تضع صينية الطعام امامها :
- سيدنا الشبح امرني جيبلك العشا اكيد جعتي.
وضعت يدها على بطنها هاتفة باحراج بسيط :
- اه والله انا جوعانة جدا.
ابتسمت و بدأت باطعامها و بعدما انتهت نهضت قائلة :
- اي حاجة تعوزيها اندهيلي و انا اجيلك ع الطول انسة سيليا.
قضبت حاجباها باستغراب :
- وانتي عارفة اسمي منين ؟
- الشبح قالي اطلعي لسيليا و...
قاطعتها بتعجب اكبر :
- وهو عرف اسمي منين انا مقولتلوش عليه خالص.
زهرة بقهقهة :
- ده الشبح يا هانم مفيش حاجة بتخفى عليه.
زمت شفتيها بحنق و اردفت :
- طب انا هطلع من هنا امتى.
- اللي بيدخل ع القصر مبيطلعش منه.
هتفت بها في بساطة فشهقت الاخرى :
- بتقولي ايه !! يعني انا هفضل محبوسة هنا.
لم تجب عليها وخرجت انتصبت سيليا واقفة تستند بيديها على السرير و تمشي بخطوات حذرة حتى وصلت للباب.
فتحته و تقدمت للامام لكن فجأة اصطدمت في شئ صلب جعلها ترتد للخلف بقوة كادت تسقط لكنه للمرة الثانية جذبها من ذراعها حتى التصقت به....اخفض رأسه لها و همس بجوار شفتيها في نبرة رجولية مغرية :
- متحاوليش تعملي حاجة انتي مش قدها يا قمر و تزعلي الشبح منك اخاف عليكي من الكوابيس.
- ها.
قالتها بغباء فحملها بين يديه متجاهلا محاولاتها لابعاده وضعها على السرير و هم بالذهاب لكنها رفعت يدها بحركة تلقائية ووضعتها على وجهه تتلمسه ببطئ.
ابتسم عليها و تركها تفعل ما تشاء حتى تمتمت :
- هو انت عمرك كام ؟
رفع احدى حاجبيه :
- افندم !!
ابعدت يدها و قالت بخجل :
- اصل انا كنت فاكرتك كبير ف العمر بس باين غير كده.
- ايه ده اللي باين ؟
قالها بهمس اثار القشعريرة في كامل اعضائها اغمضت عيناها بخوف وهي تشعر به يميل عليها اكثر وقالت :
- اا...انت بتعمل ايه.
رفع الغطاء ووضعه على جسدها و خرج من الغرفة تاركا اياها تغرق في بحر من الافكار و الاحاسيس المختلفة....

العشق الاسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن