الفصل السادس ( الجزء الاول ) : غموض
______________________
دموع الشوق تغرق وسادتى .. والحنين يشكو وحدتى
ولهفه القلب ترجونى والذكريات تدعونى ..
لغرام عنيد لا يستجيب ..
يأتينى كما يريد ويذهب سريعا بعيد
أين أنت حبيبى الآن ؟
مع أخريات ؟؟
تمرح وتنطلق معهن
وتنسى غرامى وحنينا قد ناداك قرباً ونادانى
نار اللهفه والحيره تسألنى أين الحنان ؟
أين الدفء وحضن الأمان ؟
أين غرام يقتلنى عشقاً وهوى بى قد هوى ؟
أين أنت يا حبيب روحى ونبض قلبى وضياء عينى ؟
ليلى طويل بين نجوم تسألنى وقمر يشبه حبيبى
ونهار عنيد تداعبنى فيه الذكريات ..
فأغيب معها ولا أريد أن أعود دون حبيبى ....
أيام تمضى بعذاب يصر الا يمضى ..!!
وقلب يحترق يأبى إلا أن يعود دون حبيبى ..
و أنت حبيبى بعيد عنى بعد السماء عن الأرض ..
أين أنا منك وأمانى تأخذنى هنا وهناك
علنى أجدك تهفوا الىَ تأخذنى لأحضان الحنان
نرتشف معا قبلات الهوى
هيا حبيبى دونك العقل تائه مجنون ..
والقلب عاشق مفتون ..
وأنت لا تدرك ما بى ولا كيف أكون !!؟؟
دونك أنت ..لا سلام
لا أمان .. لا أمل .. لا حياه !!
أدرك قلبا معذبا فى هواك يئن حرمانا ولهفه
يكتوى بلهيب البعد وأنت لا ترحم....
مرت دقيقتان تقريبا وهي متجمدة امامها....جبل من جليد يعيق سير دقات قلبها التي تكاد تتوقف نهائيا....اما هو فحاله كانت اشبه بمن رأى شبحا ولا يصدق وجوده...ظل يطالعها بصمت و مقتطفات خفيفة من الماضي تمر على ذاكرته بشكل سريع بداية من تعرفه عليها في احلامه و لقاءه بها و اخذها لقصره الى يوم هروبها....
و في ثواني كانت عيناه تحمر بدرجة مخيفة و عروق جبينه و عنقه و قبضتيه تبرز بعنف حتى خيل لسيليا انها ستنفجر الان....!! بدأت قدماها تعود للخلف بتلقائية وهي لا تصدق انها تراه بعد فراق سنين لا تصدق ان القدر جعله مديرها في العمل هو نفسه من كانت تسأل عن هويته الشخص الذي يتبرع للملجأ بشكل دائم و صاحب الشركة التي تعمل فيها هو نفسه....زوجها... الشبح !!
هزت سيليا رأسها بعدم تصديق و اتسعت عيناها برعب عندما وجدته يتقدم منها بخطوات بطيئة و في لمح البصر كانت تلتف و تغادر غرفة المكتب بخطوات راكضة !!
صرخ رعد بغضب وهو يركض خلفها :
- ســـــــــيـــــلــــيا !!
انتفضت شيري التي تقف كالبلهاء لا تفهم شيئا من لغة العيون هذه نظرت لرعد الذي اتصل برجال الامن وهو يخرج ايضا ، هدر بصوت جهوري حاد :
- في بنت شقرا هتلاقوها بتجري ناحية الباب الرئيسي اوعى تخلوها تطلع مفهوووم !!
اغلق الهاتف و همس بنبرة مميتة :
- جيتي لموتك بنفسك !!
من جهة اخرى كانت سيليا قد خرجت من الاسنسير الذي انزلها للطابق السفلي ركضت للباب و هي تهتف بدموع و عدم تصديق :
- لا مستحيل.... مستحيل يرجع بعد ما نسيته ، توقفت عندما وجدت احد رجال الامن يقترب منها وقف امامها قائلا بجدية :
- استني عندك ممنوع تطلعي.
بلعت ريقها بخوف و قد ادركت انها اوامر رعد بعدم السماح لها بالخروج نظرت له و قالت بحدة زائفة وهي تنظر خلفها :
- ابعد من وشي مش ناقصاك.
هتفت بآخر كلمة وقد تحركت مجددا لكنه رفع يده يمنعها من التحرك بفضاضة :
- الاحسن توقفي و الا...
توقف عندما رأى سيده يظهر و يتقدم نحوهم بخطوات سريعة ارخى يده غي نفس اللحظة التي غافلته فيها سيليا و هربت للخارج حاول الامن ايقافها لكنهم لم يستطيعوا خرجت للطريق العام و اوقفت سيارة اجرة و انطلقت و هي تلهث بقوة ركض رعد لسيارته و قبل ان يركب شعر بيد توضع على كتفه . استدار بانفعال ليجدها كريستين فصاح بتعجب متكلما بالفرنسية :
- ماذا تفعلين هنا ؟!!
انتفضت من صيحته و تمتمت :
- رعد هل نسيت اننا اتفقنا على قدومي لمصر من اجل العمل.
اشاح وجهه عنها بدون مبالاة وجد التاكسي قد اختفت فضرب بقدمه عجلة سيارته و همس بأبشع الالفاظ ابعد كريستين و اقترب من رجال الامن وقف امامهخ و هدر بعنف :
- فهموني انتو ازاي مقدرتوش توقفو بنت واحدة يا غبي منك ليك انا مشغل بهاااايم ولا اييييه.
رجل الامن بارتباك :
- يا باشا احنا ااا...
قاطعه كريستين بنفاذ صبر :
- رعد مالذي يجري هنا انا لا افهم شيئا مما تتحدثون عليه ومن هي تلك الفتاة التي كنت تلحقها كالمجنون ؟؟
اغمض عيناه و مسح بيده على ذقنه اخذ نفسا عميقا و زفره ببطئ مجيبا بجمود :
- لا تهتمي . تفضلي معي لندخل.
اومأت و امسكت ذراعه وهي تبتسم بغرور دلفت معه وهو لا يزال غير مصدق لما حدث منذ بضع دقائق !!
______________________
خرج جاسر و اياد من المكتب بعدما سمعوا صوت ضجة في الخارج وجدوا الموظفين واقفين يهمسون فيما بينهم و شيري تقف معهم . اشار لها اياد بالقدوم اقتربت منه فقال باستغراب :
- في ايه انتو واقفين كده ليه و مبتشتغلوش ليه ؟؟
اجابته وهي تمط شفتيها بامتعاض :
- يا فندم حتى انا نش فاهمة قبل شويا المستر RS أمرني اجيبله الموظفة اللي اتعينت جديد و اول ما شافوا بعض فضلو متنحين شويا و بعدين البنت طلعت تجري و هربت و الباشا طلع وراها.
نظر جاسر له بدهشة ثم اعاد نظرها اليها وهو يهتف بتوجس :
- الموظفة الجديدة.... انتي تقصدي سيليا خيري !!
اومأت و قد ازداد تعجبها يبدوا انهم يعرفونها كذلك.... افاقت من تفكيرها على صراخ اياد بصرامة :
- بطلو تجسس على خلق الله وكل واحد يشوف شغله يلاااا.
نظر لشيري و تابع :
- وانتي كمان اتفضلي كملي شغلك.
قلبت عيناها و ذهبت نظر لجاسر و غمغم بتوتر :
- رعد و سيليا شافو بعض هنعمل ايه دلوقتي !!
رفع كتفيه بجهل مجيبا :
- مش عارف انا متوقعتش تطلع سيليا موظفة عندنا في الشركة و رعد يشوفها بعد م....
قطع كلامه عندما رأى رعد يدخل بصحبة المدعوة بكريستين اقترب منه و قبل ان يتحدث تمتم رعد ببرود :
- جاسر وري كريستين مكتبها و بعدين تعال مع اياد عايزكم.
حمحم جاسر و قال بابتسامة عملية :
- مرحبا كريستين كيف حالك.
ردت عليه بابتسامة مماثلة :
- بخير و انت.
جاسر :- بخير عزيزتي....تفضلي معي سأريك مكتبك.
هزت رأسها و ذهبت معه اخذها لمكتبها و كلف شيري باستقبالها استقبالا يليق بها ثم عاد مع اياد و دلفا لمكتب رعد...
كان هو جالسا على الكرسي ينظر لملف سيليا بشرود و بمجرد ان رآهما اعتلت ملامح الغضب وجهه و انتصب واقفا ، اقترب منهما و صرخ بشراسة :
- انتو كنتو عاارفين انها شغالة هنا و معرفتونيش منيميني على وداني يا جاااسر.
اياد وهو يحاول تهدئته :
- رعد اهدى احنا معرفناش غير من نص ساعة مفيش داعي العصبية ديه كلها.
فقد سيطرته على نفسه فألقى بمحتويات سطح المكتب على الارض و اكمل صراخه :
- مفييش داااعي اتعصب هاااا سيليا بتشتغل عندي و انا مش عارف البنت اللي يكرهها كانت قدامي و مكنتش عارف عايزني اهدى و متعصبش ازااااااااي !!!
جاسر بحدة :
- رعد بطل جنان بقى كفاية كده انا بحسب انك نسيتها من زمان بس اللي شايفه أكدلي ان اا...
توقف عن الكلام عندما جذبه رعد من ياقة قميصه قربه له و همس بشر :
- لا منسيتهاش.... كل يوم وكل ساعة و كل دقيقة بفكر فيها و قد ما كنت عايز انتقم منها بس كنت بدعي مشوفهاش و ادام جاتلي برجليها تبقى تستحمل بقى....
ابتعد عنه و التف تاركا اياهما يطالعانه بذهول نظر للملف و همهم بسخط :
- مكتوب هنا انها عايشة في منطقة ***** و ديه منطقة كبيرة هاخد وقت عشان اعرف مكانها بالضبط.
تنحنح اياد و اردف بهدوء :
- لا هي عايشة في ملجأ....نفس الملجأ اللي انت بتتبرعله كل فترة.
اتسعت عيناه بصدمة و استدار له قائلا :
- ايييه !!
جاسر بجدية :
- بص احنا هنحكيلك كل حاجة....
________________________
دلفت لغرفتها بخكوات مترنحة متجاهلة نداءات حنان و الاطفال جلست على السرير و همست بتفكير و خوف :
- طلع نفسه انا كنت حاسة اني هشوفه قريبا جدا بس متوقعتش انه يطلع صاحب الشركة....ازاي مخدتش بالي من الاسم آر اس يعني رعد السيوفي صاحب اكبر شركات للصناعة و التصدير ايه الصدفة ديه انا....انا هعمل ايه دلوقتي !!
تذكرت عندما رأته فنزلت دموعها بحرقة يالله كم اشتاقت له و لمطالعة ملامحه الرجولية الصارخة و سماع صوته الذي يأسرها لم يتغير بعد كل تلك السنوات لا يزال صارما مغرورا ووجوده يعكس الهيبة و الوقار الذي كان يتميز بهما دوما و هي كعادتها تنهار كلما ترى وجهه ، مسحت على شعرها بتوتر و خدثت نفسها :
- اكيد هيدور عليا و يلاقيني انا عارفة انه عايز يأذيني بس مش هسمحله انا لسه منستش اني بسببه اضطريت اهرب و انقذ ابني اللي مات قبل ما يشوف الدنيا....بسببه انا اتعميت و عشت في الظلمة 5 سنين ضربني و اهاني و ظلمني و رغم كده ليه مكتفاش.....لا يا رعد انت غلطان لو فكرت اني لسه سيليا بتاعت زمان اللي كانت بترشى بأقل كلمة منك ، وقفت امام المرآة و تشدقت بثقة :
- سيليا بتاعت زمان ماتت انا اتغيرت يا RS.
سمعت فجأة ضجة كبيرة في الخارج غادرت غرفتها و ذهبت للصالة و سرعان ما انتفضت وهي تشهق بفزع :
- ر...رعد !!
نظر لها رعد بابتسامة شر و قال :
- اهلا و سهلا يا انسة.
تمتمت حنان وهي تنظر لها :
- تعالي يا بنتي اتعرفي على الاستاذ RS هو نفسه اللي بيتبرعلنا بمبالغ كبيرة جاي المرة ديه بنفسه.
مد يده لها و غمغم بصوت قاتم :
- اتشرفت بمعرفتك.
بلعت ريقها بصعوبة و نظرت حولها وجدت الجميع مركز عليها فمدت يدها ببطئ و تردد هامسة بصوت خافت :
- الش....الشرف ليا ح...حضرتك . ااااه.
صرخت عندما شعرت به يضغط بعنف على يدها سحبتها فقالت حنان بتعجب :
- سيليا مالك في ايه ؟
هزت رأسها بنفي وهي تنظر اليه :
- مفيش.... عن اذنكم.
كادت تذهب لكنه اوقفها بكلامه الحاد :
- استني عندك.
سيليا بدون ان تنظر اليه :
- نعم...خير.
وضع يده في جيب بنطاله و تقدم منها وقف خلفها مباشرة و اردف بتهكم ساخر :
- انا ليه حاسس انك مش على بعضك يا انسة.
اغمضت عيناها تستجمع شجاعتها التفت له مجيبة بكبرياء :
- مين أنا ؟ لا خالص انا كويسة ثم انت شاغل بالك بيا ليه.
جز على اسنانه و قبض على يده بعنف كم يود لكمها الان عدة مرات بينما ابتسمت سيليا بانتصار فهي لا تزال تتقن استفزازه.... قطع تفكيرها كلام حنان :
- بنتي مش قولتي انك بتشتغلي فشركة آر اس يعني...
رعد بهدوء :
- ايوة بتشتغل عندي...شوفتي الصدف سبحان الله.
عقدت سيليا ذراعيها امام صدرها بتحدي :
- قصدك كنت بشتغل... لعلمك انا سبت الشغل يا فندم.
ضحك بسخرية واضحة و اردف :
- على حسب شروط العمل انتي لو سبتي الشغل قبل ما تخلص المدة المعينة هتضطري تدفعي الشرط الجزائي...ها انتي معاكي المبلغ اللي لازم تدفعيه.
عقدت حاجباها بصدمة و استغراب و توتر في نفس الوقت على حد علمها هو يكرهها ولا يريد رؤيتها و ان رآها سيقتلها لقد كانت تعتقد انها ستراه في ابشع عصبيته لكن العكس تماما يتكلم معها بهدوء كأنه لا يعرفها ابدا و يستفزها لتبقى في العمل فهو يدرك جيدا انها لن تستطيع الدفع اذا مالذي يحاول فعله !!!
ساد الصمت لحظات بينهم و حنان تطالعهم بتعجب و شك قبل ان يغمغم بصلابة :
- من بكره ترجعي للشركة مش عايز اهمال فاهمة.
كادت تصرخ في وجهه لكنه لم يدع لها الفرصة فلقد غادر الملجأ و خلفه رجاله بينما رمقت حنان سيليا بحزم و اقتربت منها . وقفت امامها و هتفت بتساؤل و نظرة حسابية :
- انتي بتعرفي آر اس من قبل صح ؟؟
انصدمت سيليا من سؤالها ولم تدري ماتقوله اغمضت عيناها و سكتت قليلا ثم قالت :
- الصراحة.....
_______________________
عارفة ان البارت قصير اوي عكس اللي وعدتكم بيه بس النت بتجي و تقطع و مستحيل اقدر اكتب بارت كامل لازم اصبر لحد مالمشكلة تتحل.
![](https://img.wattpad.com/cover/168000722-288-k40430.jpg)
أنت تقرأ
العشق الاسود
Romanceالمقدمة. ذلك القلب اصبح كنقطه سوداء في رقعه معتمه لا يلحظ وجودها احد علي الرغم من العتامه و السواد وكل ماحولها من جنسها تسرب له الشعور باليتم...... رغم السواد الذي يغمر حياتها الا ان الشبح المخيف كان لها الحامي و العاشق.... و نسيا كلاهما ان القاتل...