18(1)

57.9K 1.1K 14
                                    

الفصل الثامن عشر ( الجزء الاول ) : غيرة !!
______________________
باللهِ كيف أُعيدُ قلبي سالما
وأنا أراه على يديكِ يذوبُ
واللهِ لا أنساك مهما أشرقتْ
هذه النجومُ وضمّهنَّ غروبُ
أنساكِ كيف ومنكِ شمسي أشرقتْ
والشمسُ إنْ غاب الحبيبُ تغيبُ
أنا قد أتوبُ عن الغرامِ وشهدِه
إنْ تاب عن عشقٍ له يعقوبُ
يا مَنْ له في الحبِّ خِبرة عاشقٍ
أيتوبُ عن عشقِ الحبيبِ حبيبُ
قلبي الذي شرب الندى من مبسمٍ
هيهات عن كاس الغرامِ يتوبُ...

صدمة جعلتها تقف و تلتف لتنظر اليه بعدم تصديق هامسة :
- ا...ايه ؟

وقف ووضع يده في جيب بنطاله مغمغما بابتسامة ثقة وجبروت :
- زي ما سمعتي ، لو مجيتيش معايا القصر اوعدك ان الملجأ اللي حياتك كلها معلقة بيه و بالناس اللي فيه هيتهد و يبقى مكانه مصنع من مصانعي ليه رايك ؟

اختفت صدمتها ليحل مكانها الغضب و العصبية اندفعت اليه و هي تصيح بجنون :
- للدرجادي وصلت قسوتك ؟؟ بتهددني بالاطفال اللي ملهمش مكان يعيشو فيييه ؟ ابتسمت بسخرية منها و تمتمت وكأنها تحدث نفسها :
- انت متغيرتش ، انا كنت فاكرة ان الشبح مات و رعد السيوفي ظهر بشخصيته المسالمة بس كنت غبية انت مستحيل تتغير و دلوقتي انا عرفت ليه منتقمتش مني اول ما شوفتني..... انت عايز تذلني و تقتلني بطريقتك صح ؟

رغم كلامها الموجع لم تهتز شعرة منه و بقي يطالعها ببرود متفرسا ملامحها المذهولة و المتألمة و الخائفة غي نفس الوقت !! تنهد و تحرك ليذهب وقبل ان يتجاوزها تحدث بنبرة خالية من المشاعر :
- قدامك 24 ساعة تفكري لو عايزة حريتك اتأكدي ان حياة الولاد اللي بتحييهم هتنتهي.... انما لو عايزاهم يعيشو مرتاحين من غير مرمطة تعالي معايا.

- قصدك ايه من الحركة ديه على حد علمي انت مش من النوع اللي بتدي خيارات لغيرك وهو يقرر بمزاجه رعد اللي انا عارفاه بياخد الحاجة من غير ما يستأذن و لو عايز واحدة تروحله القصر بيخطفها ع الطول و مبيستناش !!

هتفت بها في شرود فتشدق بتهكم وهو ينظر لها بطرف عينه :
- زي مانتي قولتي.... عايز اذلك بطريقتي الخاصة ، وتابع  بهمس مخيف كحفيف الافعى وهو يداعب وجنتها  :
- بس خلي فبالك انك حتى لو موافقتيش هاخدك غصب يعني تعالي بإرادتك احسن ما اجيبك بالعافية تمام يا قطة.

لم تجبه واشاحت وجهها عنه غادر غرفة المكتب بهدوء وكانه لم يفعل شيئا..... كأنه لم يحطم قلبا..... و لم يخيب أمل احدهم !!

انهارت جالسة على الاريكة تفكر و تفكر مالذي عليها فعله الآن كيف تعيش معه تحت سقف واحد مع القاسي الذي يعميه حب الانتقام كيف ستتحمل ما يفعله لذلها و اهانتها من المستحيل ان تعود اليه فهي تعلم غايته من وراء كل هذا لكن اذا رفضت سيخطفها و يدمر حياة الاطفال و يعيشون ما عاشته بعد طردها من الملجأ في سن صغير سينهي السبب الذي تعيش من أجله لقد استغل نقطة ضعفها ابشع استغلال و ليست مستغربة ذلك فهو لا ينفك يستغل ضعف غيره لصالحه....

العشق الاسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن