الفصل الحادي عشر : اسرااار.
____________
الليل حزين والايام قاسيه على قلبي..
ابكي في صمت متعب رقة روحي ونفسي الغارقة في وحشة الايام تتالمِِ..
وبداخلي اوجاع رقدت بصدري.. لاتترك قلبي يغرق في مراره البعد فلقد ذاب الياس في صدى كتاباتيِِ.. لكنك مازلت بعيدا عني بين قلوب الحيارى ترش الحزن على
وجهي تجعل اوجاعي تتدفق
كالسم في شرياني..
اليوم تتركتي للكتابه كريشه شاعر مغروسة بالدمع كي اكتب كلمات حزينه من عيني والموت يخطو خطواته قرب آلاميِِ يشرب من دموعي كاس جراحي اليوم تتركني لصمتي لوجدي خلف النوافذ كالشموع الدامعه فوق نار الشعر فوق افواه الجراح الجائعه اليوم يتركني الضياع في ساعه الليل الحزينه بدمعتيِِِِ.. فانا لست سوى انسان يائس في الليل البائس...لا تهدأ جراحي...
ولاتسكت اشعاري..
احيانا نشعر بصفعة عنيفة مما نسمعه...تعجز الكلمات عن التحرر....و يصبح الفاه مجرد جندي اخرس في تلك الحرب....
و يصبح وجود العقل كعدمه....ليبقى الجسد حلقة وصل...حلقة ما بين الكتمان و الانفجار....
انفجرت شفتاها اخيرا لتسمح للسانها بالكلام :
- اا...انت...انت ب..بتقول اا..ايه...ثم تابعت باستنكار :
- انت مفكر ان بكدبة زي ديه هتخليني اسلم نفسي بيك ههههه لا فوق يا رعد انا عميا اه بس مش غبيا و اااا....
باغتها بامساك كتفيها و الضغط عليها بعنف واضح هامسا بتهكم :
- الشبح مش محتاج يكدب يا حلوة لاني لما اعوزك هحصل عليكي و غصبا عنك مش هقولك انك مراتي.
وضعت يداها على اذنيها و صرخت بغضب :
- بطل كدب حرام عليك و بعدين احنا اتجوزنا امتى هاا ف الاحلام !!!
سمعت صوت قهقهاته تعلوا ايردف بثقة و مكر :
- انتي كأنك نسيتي الورق اللي خليتك تبصمي عليه من فترة.
قضبت حاجباها و فجأة لاحت في ذاكرتها تلك اللحظة عندما تشاجرا و ادخلها لغرفتك كان على وشك الاعتداء عليها لكنه ابتعد عنها في اخر لحظة و جعلها تبصم على ورقة ما....
اتسعت عيناها لتهمس بدون وعي :
- ده كان ورق زواج !!
- تماما.
قالها بنبرة مرعبة و تابع :
- يعني اي حاجة بعملها هتكون من حقي... فاهمة !!
حركت رأسها يمينا و شمالا دليلا على رفضها لكلامه فصاحت به في انهيار :
- حراااام عليييك لييه تعمل فيا كده ليه خليتني اتجوزك من غير ما اعرف....جوازنا ده باطل.
ضحك بسخرية عليها :
- ههههه لا يا قطة جواز رسمي بالشهود و المأذون و موافقة العروس كمان.
مسحت دموعها و همست بصوت متحشرج :
- انت...انت عرفت اني مخططة عشان اهرب ازاي.
توقف عن الضحك ووقف امامها امسك فكها بعنف مغمغما بشر :
- عارفة مشكلتك ايه مش بعماكي لا المشكلة بعقلك انتي نسيتي ان القصر ده قصري و قولتلك من قبل مفيش حاجة بتحصل غير ب اذني و مش صعب على الشبح يعرف خطط الاغبياء اللي زيك.
رفع عيناه ووزعها كالصقر في سقف الغرفة ليجد كاميرات المراقبة ابتسم بغرور و تذكر عندما كان يغادر القصر و يجلس في مكتب شركته يراقبها وهي نائمة و ايضا عندما تتناول الطعام و كل تفصيلة منها كان يراها فكيف لن يعلم بخططها مع الجاسوسة.
طرق على وجنتها بطريقة مستفزة مردفا :
- حسابي معاكي لسه مخلصش صدقيني من النهارده هتكرهي حياتك و تتمني الموت كل لحظة ولا تطوليه مش الشبح اللي تنيميه على ودانه يا سيليا ، انهى كلامه وهو يدفعها لتسقط على الفراش تقوس ثغره بابتسامة متعجرفة اتجه نحو الباب و كاد يخرج لكنه سمعها تتكلم بحرقة :
- انا عملت ايه فحياتي عشان اتجوز واحد مجرم بيقتل ارواح بريئة من غير ما يتردد.
تنهد بعدم مبالاة و حدث نفسه :
- اللي عملتيه اخطر بكتير مما بتتوقعي....انتي قطعتي عليا النوم لسنين طويلة و مش هسمحلك تبعدي عني دقيقة لحد ما اعرف ليه كنتي بتجي ف احلامي مش هسيبك لانك ملكي يا سيليا....ثم خرج و صفق الباب خلفه بعنف.
انتفضت مكانها ثم دفنت رأسها في الوسادة ليتعالى صوت شهقاتها بقوة تلعن حظها العاثر الذي اوقعها في براثين هذا الوحش....
____________________
حركت جفناها بخفة وهي تطالعه حتى تمتمت بضياع :
- اياد انت...بتقول ايه انا.....
قاطعها وهو يحتضن وجهها بحب :
- اه يا لين انا بحبك لا انا بعشقك فاكره من سنة لما جيتي تشتغلي ف الشركة كنا بنكره بعض جدا و بقعد اغيظك و انتي تزعقيلي.
ابتسمت وهي تتذكر مشاجراتهم المستمرة فأكمل :
- انا من وقتها بدأت اتعلق بيكي و عرفت ان مفيش يوم هيعدي عليا من غير ما اشوفك بقيتي عايشة فقلبي و عقلي و مشاعري كلها اديتهالك اه انا فعلا كان ليا علاقات مع بنات كتير اوي بس من لما حبيتك بعدت عنهم انا كنت عايز اتقدملك بس ملقيتش فرصة مناسبة و من شويا لما لقيت الراجل الغبي ده بيقربلك اتجننت من فكرة انك تضحكي او تبصي لراجل غيري انتي مينفعش تكلمي حد غيري لانك ملكي يا لين انا بحبك.
سقطت دمعتها و تبعتها شلالات من الدموع و هي تستمع لكلماته هذه اول مرة تشعر بصدق كلمة " احبك " تشعر فعلا بوجود شخص يحبها هي فقط حتى جلال لم يعبر لها عن حبه بهذه الطريقة....افاقت من تفكيرها بذهول ماهذا الذي يحدث كيف تقارن بينهما.
ابتعدت يديه عن وجهها و قالت بصوت مختنق :
- استاذ اياد ارجوك انا مش لعبة عشان اي حد يجي يقولي بحبك و اصدقه.
اياد بذهول من ردها :
- لعبة !! حبي ليك معتبراه كذبة لين انا جدي فكلامي انا بحبك فاهمه يعني ايه يعني مش بقدر اعيش من غيرك ، و اكمل بحماس :
- و هنتجوز و اعملك فرح كبير اوي تحكي عليه كل الناس صدقيني هخليكي اسعد انسانة ف الدنيا.
وضعت يداها على وجهها و صاحت به في بكاء :
- بس بقى يا اياد كفاية كفااااية.
اياد و قد اقترب منها بقلق :
- لين في ايه مالك اا...
قاطعته و هي تشهق بخفة :
- رجعني على المطعم انا سايبة عربيتي هناك.
كاد يعترض لكن حالتها لا تسمح له بأن يتكلم تنهد بضيق و تمتم :
- اتفضلي.
ركبت سيارته و هو ايضا انطلق بها دون ان ينبس ببنت شفة بينما هي تضع رأسها على النافذة جسدها هنا اما عقلها فهو غارق في بحر اخر....
___________________
فتح باب القبو و دلف لينحني له الحراس نقل نظره لها وهي مقيدة ووجهها به الكثير من الكدمات و تبكي بألم فابتسم بغل و اقترب منها.
انحنى بجسده قليلا و سحبها من شعرها صارخا بصوت اخترق الجدران :
- ده جزاء اللي زيك يا ***** كنتي واخدة سيليا على فين هاا !!
انهى كلامه وهو يصفعها مجددا صاحت بألم و تحدثت ببكاء :
- سامحني يا باشا انا عبدة المأمورة و بعمل اللي يقولولي عليه.
قبض عليها اكثر و همس بنبرة كحفيف الافعى :
- مين اللي قالك تعملي كده..... انطقي !!
- ج...جلال باشا.
قضب حاجباه و اردف :
- و ليه يحاول يهربها هو بيعرفها ولا ايه ؟!
نورهان بخوف :
- اااا...الصراحة هو حاطط عينه عليها انا مش عارفة شافها امتى بس بعتله صورها و قالي انه بيعرفها من زمان و بي....بيحبها.
كلماتها كانت كافية لجعل روحه تحترق بنيران اشعلها الغضب و الحقد....و الغيرة !!!
سألها وهو يحدجها بنظرات لا تحمل ذرة رحمة :
- كنتو واخدينها على فين.
توترت و اخفضت بصرها متمتمة :
- ااا...كان عايز ياخدها مع البنات الجداد عشان يتاجر بيها و انا اااااه !!
صرخت وهي تتلقى صفعة اخرى منه و تلتها عدة صفعات و لكمات منه حتى فقدت الوعي !!
ابتعد عنها و عدل سترته ليزمجر بالحراس بقوة :
- صحوها و عذبوها تاني.....مرر يده على شعره قائلا بحدة :
- ديه اخرة اللي يحاول يأذي مرات الشبح.
غادر سريعا و صعد لجناحه وجد زهرة تخرج منه فاشار لها بالاقتراب و امتثلت لأوامره....وقفت امامه فقال بجمود :
- بتعمل ايه دلوقتي.
زهرة باحترام :
- كانت قاعدة بتعيط بعدين نامت يا سيدنا.
هز رأسه و اشار لها بالانصراف دخل هو ووجد سيليا نائمة بعمق ، جلس بجانبها و لمح اثار اصابعه على وجنتها البيضاء تقوي فمه بغضب و حدث نفسه :
- غلطتي اوي يا سيليا لما حاولتي تهربي مش انا قولتلك اللي بيدخل ع القصر ده مبيطلعش ليه بقى مسمعتيش كلامي و عندتي.
زفر بقوة و نهض دلف لحمامه و استحم ارتدى ملابسه و استلقى على الفراش بجانبها....
_________________
- هههههه بتتكلمي جد !!
تعجبت من ضحكاته و قالت :
- اه يا جلال بتكلم جد ثم انت ليه فرحان المفروض تتنرفز لما حد يقول لمراتك انا بحبك مش تضحك كده.
جلال بمكر :
- يا غبية اللي حصل ده لمصلحتنا الايد اليمين للشبح بيحبك و متعلق بيكي و احنا لازم نستغل الموضوع ده.
لين بذهول من كلامه :
- تقصد ايه !!
جلال بابتسامة ثقة :
- يعني توهميه انك بتحبيه بردو و موافقة تتجوزيه خليه يثق فيكي و يكلمك فكل حاجة خاصة بشغله و ااا....
قاطعته بصدمة وهي تقف لتصرخ به :
- جلااال ايه الكلام ده عايزني اوهم واحد اني بحبه و استغله كمان و فوق كل ده انا مراتك المفروض تغير عليا مش ترميني فحضن راجل غيرك.
نهض و قبض على ذراعها مردفا بحدة و نفاذ صبر :
- انتي لازم تنفذي اللي بقولك عليه يا لين....و تابع بحب مزيف :
- يا قلبي مش انتي بتحبيني و مستعدة تعملي اي حاجة عشاني طب ليه معترضة على كلامي.
لين بضيق :
- لاني هجرحه يا جلال و لو عرف اني بخدعه هيقتلني.
جلال بمكر :
- متخافيش مش هيعرف بس انتي اعملي اللي بقولك عليه ماشي.
قال الكلمة الاخيرة بحدة فهزت رأسها باستسلام ثم همهمت بتعب :
- الوقت اتأخر وعايزة انام.
اومأ و طبع قبلة على وجنتها هامسا :
- تصبحي على خير....ثم غادر الشقة.
تنهدت هي بقلة حيلة ووضعت يدها على شعرها قائلة بغضب :
- انتي واحكة حقيرة يا لين حقيييرة !!
__________________
عندما خرج جلال اتصل بأحدهم و بعد دقائق اغلق الخط وهو يصرخ بغضب :
- ازاي اتقفشو ازاااااي....ضرب مقود السيارة بعنف و اكمل بشر :
- يعني مخططاتي كلها فشلت الشبح عرف ينقذها مني بس لا يا رعد صدقني مش هتفرح بيها كتير انت مينفعش تكون معاها اصلا لانك دمرتها و بسببك فقدت احلى بنت كنت هكسب منها ملايين.
زفر بانفعال شديد ثم قال :
- نورهان الغبية اكيد هتعترف عليا و الشبح هينتقم متي لازم اتصرف حالا و لين ديه تعرف كل المعلومات اللي تخصه لازم.
اخرج زجاجة الخمر من الدرج و اخذ يتجرعها بشراهة و يفكر فيما سيحدث....
___________________
في صباح اليوم التالي.
استيقظ رعد و نهض سريعا ارتدى ملابسه بنطال جينز باللون الاسود و سترة جلدية سوداء اخفى سلاحه داخل جيب الحزام ثم تطلع للمرآة بخبث :
- وقت العقاب.
اخذ مفاتيح سيارته و هاتفه نزل للاسفل ووجد اياد ينتظره كالعادة.
وقف امامه و قال بجدية :
- يلا.
اياد بتوتر :
- طب ممكن تهدى شويا عشان متعملش حاجة غلط.
زمجر به في عنف :
- اهدى ازااااي هااا و ال ***** كان عايز يخطف مراتي انا هقتله يا اياد هقتله.
حاول الاعتراض لكن لم يستطع فتنهد بيأس :
- براحتك اعمل اللي عايزه.
مسح على وجهه و غادرا القصر ركب سيارته و اياد بجانبه كان كوال الكريق شاردا بلين هل ستقبل حبه ام ترفضه....
بعد دقائق توقفت السيارة بقوة مصدرة احتكاكا عنيفا ترجلا من السيارة و دلفا للفيلا بعدما تخلصا من الحراس....كان جلال جالسا في غرفة مكتبه عندما اقتحم احدهم المكان رفع رأسه بغضب لكن سرعان ما تحول لرعب وهو يرى الشبح يقف امامه بشموخ و قسمات وجهه تكاد تحرق المكان من الغضب.
جلال بخبث :
- الشبح بنفسه جاااي ليا منور يا باشا.
قبض على يده بعنف و قد احتضنت جهنم عيناه و فجأة انقض عليه يلكمه و يركله بعنف و يصرخ بعصبية :
- جتلك الجرأة ازاااي عشان تحط جاسوي فقصري و تاخد سيليا مني.
جلال بضحكة شريرة رغم المه :
- ههههههه مفيش حاجة تصعب عليا يا شبح.
اياد بجدية وهو يبعد رعد عنه :
- رعد سيبه هو بيحاول يستفزك متسيبوش يوصل ل اللي عايزه.
ابتعد عنه فسقط جلال على الارض يتأوه بألم ركله رعد في بطنه و قال بتهديد :
- ابقى فكر تقرب من مراتي و انا هربيك.
جلال بصدمة :
- مراتك.
ابتسم و لم يرد بل استدار ليغادر و خلفه اياد....كادا يخرجان لكن جلال وقف و اردف بغضب و عصبية :
- مستحيل تكون ليك و انت اصلا السبب فحالتها.
توقف مكانه و لف رأسه له اقترب منه يغمغم بحدة :
- تقصد ايه.
تأوه الاخر وهو يضحك بألم فجذبه الرعد من ياقة قميصه صارخا :
- تقصد ايييييييييه !!!
نظر له جلال و همس بحقارة :
- سيليا اتعمل بسبب شخص خبطها بالعربية من 5 سنين....و الشخص ده هو انت يا رعد !!
__________________
ستووووووب انتهى البارت
رايكم وتوقعاتكم
اكتر لحظة حلوة
اكتر احظة مؤلمة
لين هتوافق تخدع اياد ؟
سيليا هتتقبل جوازها من رعد ؟؟
و اخيرا الكلام اللي قاله جلال ايه رايكم فيه و امتى حصل ده و رعد هيكون موقفه ايه؟؟
رايكم و توقعاتكم وحاوبو على الاسئلة
أنت تقرأ
العشق الاسود
Romanceالمقدمة. ذلك القلب اصبح كنقطه سوداء في رقعه معتمه لا يلحظ وجودها احد علي الرغم من العتامه و السواد وكل ماحولها من جنسها تسرب له الشعور باليتم...... رغم السواد الذي يغمر حياتها الا ان الشبح المخيف كان لها الحامي و العاشق.... و نسيا كلاهما ان القاتل...