الفصل الخامس عشر : سر ينكشف !!
_______________________
حبيبى .....
..
عُد شريداً أو غريباً أو عنيداً
..
فالقلب خلف الذكريات سجيناً
..
أحلام وآمانى ووعود
..
هل قبسٌ منها يعود ؟
..
لهيب الشوق وحرارة العناق
..
ونار الحنين عذاب لا يطاق
..
عُد حبيبى وأملأ كأسى غراماً
..
يُسكرنى فيشرد عقلى وينسى عتاباً.
احيانا نتمنى حدوث شيء نعلم انه مستحيل ...... فنخدر آمالنا و نتقبل استحالة تحققه..... لكننا نتفاجأ بتحقيقه يوم لا ننتظر تحقيقه فهل سنسعد ام انه قد فات الاوان..........!!!
دقيقة كانت هي المدة القصيرة لتستوعب كلامه ضيقت عيناها و خرج صوتها شبه مسموع :
- بتقول ايه ؟
ابتسم جاسر بخفة :
- قلت جاي اطلب ايدك.
حمحم محمود قائلا وهو يرى ما ترتديه :
- ادخلي اوضتك يا سارة.
اخذتها سلمى و هي لا تبدي رد فعل و بمجرد ان دخلت للغرفة نظرت لها و صاحت بدهشة :
- هو جاسر اللي كان برا ولا بيتهيألي ؟!!!
سلمى بضحكة :
- ايوة هو ياحبيبتي جاي يطلب ايدك بدري و شافك بالبيجامة ديه كمان تحبي احكيلك اكتر ولا كفاية كده.
سارة وهي تحدث نفسها :
- جاسر.... جاسر جاي يتقدملي أنا بس ازاي و امتى و ليه انا مش فاهمة حاجة و....احتدت عيناها وتابعت :
- اكيد في حاجة فباله والله يا جاسر لأندمك عشان فكرت تجي تتقدم اهه.
افاقت من شرودها على كلام سلمى :
- بت يا سارة روحتي فين انا بكلمك ؟
سارة بعدم مبالاة :
- موجودة اهو.
- كويس انا هختار طقم حلو تلبسيه و تطلعي بيه.
قالتها وهي تتجه للخزانة فتمتمت سارة بسخرية :
- ليه ان شاء الله هقابل وزير الداخلية يعني.
سلمى :- لا ياماما بس بيقولو ان ده جاي يتقدم ولازم تكوني حلوة وشيك عشان ميقولش ديه بنت معفنة و يلا بطلي رغي وخدي البسي ده.
زفرت سارة بضيق و بالفعل ارتدته كان فستان باللون الزهري الفاتح ذو اكمام و يصل للاسفل يلتف حول خصره حزام ستان باللون الاسود كان فستانا بسيط لكنه انيق للغاية صففت شعرها بعد محاولات كبيرة من سلمى لاقناعها فهي لا تريد الاهتمام بنفسها من اجله....
........................................
اما جاسر فبمجرد ذهاب سارة ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه و جلس على الاريكة بجانب محمود يكلمه في مواضيع جانبية جاءت سعاد وقدمت واجب الضيافة و ذهبت لغرفة سارة وبعد دقائق رآها تدخل وتتقدم نحوه بخطوات بطيئة تسارعت نبضات قلبه و ادرك فعلا انه كان سيضيع حياته بنفسه بسبب عناده فهي القطة التي طالما احبها وان انكر ذلك !!
جلست سارة وهي تجز على اسنانها بعصبية و بعد مدة قامت سعاد و محمود ليجلسا بمفردهما.... غادرا فغمغم جاسر بحب :
- وحشتيني.
رفعت رأسها له و همست بحدة :
- انت جاي ليه ؟؟ عايز ايه فهمني ؟؟
لوى شفته بتهكم :
- انتي لحقتي تنسي مش انا قولت اني اا...
قاطعته بغضب مكتوم :
- بلاش الحوار التافه ده عشان مدخلش دماغي اصلا و على فكرة الجوازة ديه مرفوضة انا مستحيل اوافق عليك فاهم !!
و بعكس ما توقعته ضحك باستفزاز واردف :
- حبيبتي متتسرعيش وفكري بهدوء كده عشان متندميش بعدين ، و اكمل بغمزة :
- ثم انتي رافضة ليه انتي بتعشقيني والنفروض تفرحي وتوافقي ع الطول.
شهقت سارة باحراج وغضب من كلامه و تشدقت ب :
- متبقاش واثق من نفسك اوي كده و اه انا كنت بحبك بس دلوقتي مات كل الحب اللي جوايا.
صمت لوهلة ثم قال بثقة :
- تؤ لسه بتحبيني وده واضح على عيونك جدا.
ابتسمت بتهكم ساخر وهتفت :
- سيبك مني انت مش بتحب مراتك و متعلق بيها و بذكرياتها ومش عايز ترتبط ببنت تانية ايه اللي غيرك دلوقتي ؟
تنهد جاسر بعمق مجيبا اياها :
- السؤال ده هجاوبك عليه في الوقت المناسب ، سارة بتمنى تفكري و متتسرعيش في الرد عشان انا....
قاطعه دخول سعاد و محمود نهض جاسر و ذهب على وعد الاتصال بعد يومين و الرد عليه.
دلفت سارة لغرفتها و جلست على فراشها تفكر مالسبب الذي جعله يطلب يدها للزواج هكذا وبدون سابق انذار لا تعلم ان كان يجب عليها الموافقة ام الرفض هي تحبه بل تعشقه وتتمنى قضاء بقية حياتها معه لكنها تعلم ايضا انه يعشق زوجته و ستتعذب معه لو وافقت على الزواج منه....
اما جاسر فبمجرد خروجه زفر بقوة و تذكر أنه حلم بورد مجددا و اعترف لها بحبه لسارة و اعتذر منها لتقول له بصوت ناعم كالحرير " جاسر انا فرحانة جدا انك حبيت تاني لو عايزني ارتاح اتجوز البنت اللي بتحبها بطل تعلق حياتك بالماضي اللي انتهى ومش هيرجع " ، ركب سيارته و انطلق بها و تذكر ايضا عندما اتصل بمحمود و طلب منه موعد مناسب لزيارته و كيف تفاجأ لانه نفس الشاب الذي احبته اخته من سنوات و رفضت الارتباط بأي شخص بسببه ، فجأة ضحك وهو يتذكر ماحدث منذ ساعتين تقريبا عندما رأى سارة تخرج من غرفتها بملابس بيتية لأول مرة يدرك كم انها طفولية كان يعتقد انها فتاة حادة الطباع و المزاج لكنه اللن ادرك انها ليست سوى طفلة صغيرة تحتاج لأحد يتفهم طفوليتها يحبها و يحترمها لتظهر له شخصيتها الحقيقية و الان اقدم على خطوة كان يخشاها و ينتظر النتيجة فحتى لو لم توافق لن تكون لسواه....
________________________
ترجل من سيارته و دخل للشركة بخطوات واثقة و هيبة تفرض نفسها على الجميع ، وقف الجميع احتراما بل خوفا منه و قبل ان يدخل لغرفة مكتبه توقف ونظر بطرف عينه لشيري و غمغم بنظرات صارمة :
- عايز سيليا فمكتبي بعد 5 دقايق.
بنبرة مستهزئة ماكرة اجابته :
- لسه مجتش يا فندم.
حدجها رعد بحدة و قال :
- و هي الساعة كام تكونش مستنية دعوة خاصة عشان تجي فميعادها ، المهم اول ما توصل عرفيها تجي على مكتبي ، وتابع بصوت عال :
- الكل على شغله !!
ادعى باقي الموظفين الانشغال فدخل مكتبه وجلس وهو يزفر بضيق لقد.... اشتاق لها !! سمع طرق فأذن بالدخول وهو يتوقع انها كريستين كالعادة لكن تفاجأ عندما رأى جاسر يدلف.
جلس امامه و تشدق بسعادة :
- رعد انا عندي ليك خبر حلو ، انا النهارده طلبت ايد سارة للجواز.
لم يستطع منع ابتسامة واسعة من الظهور على شفتيه فكم كان يتمنى ان يتخلى عن ماضيه و يرى مستقبله والان تحقق جزء من امانيه ، حمحم واردف ببرود :
- و هي وافقت و لا طفشت.
جاسر بغيظ :
- تطفش ليه ياخويا ما تخلي عندك دم و ترفعلي معنوياتي ، ثم تابع بحالمية :
- اتفقنا ترد عليا بعد يومين بس انا مش عارفة اذا كانت هتوافق ولا لأ.
ضحك رعد بسخرية من حالته :
- حتى لو موافقتش اخطفها و اتجوزها وحطها تحت الامر الواقع.... سهلة.
جاسر بتفكير :
- اه والله معاك حق فكرة حلوة اعملها انت كمان مع مراتك.
رمقه بحدة مميتة فأردف الاخر بغمزة :
- اقصد يعني انت بتحبها بس غرور و كبرياء رعد السيوفي مخليك شايف نفسك الصح و هي الغلط رجع الشبح كام يوم كده و اجبرها ترجعلك ولو رفضت اخطفها فكرة حلوة صح.
لوى رعد شفته و تمتم بازدراء :
- و انا هخطف مراتي ليه يا غبي انا لو كنت عايزها هجيبها غصبا عنها بس مش اخطفها.
- تقصد ايه ؟
هتف بها في استغراب و فضول ليجيبه رعد بعدم اكتراث :
- جاسر روح شوف شغلك انا مش فاضيلك.
انتصب جاسر واقفا و قال بضحكة وهو يغادر :
- انا هعرف انت بتخطط لايه و قريبا هاااا.
..........................................
كانت سيليا قد وصلت للشركة و دلفت للمصعد عتدما رن هاتفها زفرت بضيق و اجابت :
- ايوة يا شيري خير.
ردت عليها الاخرى بغرور :
- انتي ناوية تجي امتى اتأخرتي ساعة كاملة و RS متنرفز و عايزك.
سيليا بتعجب :
- متنرفز و عايزني ؟؟ ماشي دقيقتين و بكون عنده.
اغلقت الخط دون ان تسمع ردها خرجت من المصعد و اتجهت لمكتبها وهي تتنهد بسخط من نظرات الموظفين اتجاهها و همساتهم عنها ، دخلت ووجدت شيري فقالت باستغراب :
- انتي بتعملي ايه فمكتبي.
كادت شيري تتكلم لكنها لاحظت يدها الملفوفة بالشاش فرفعت احدى حاجبيها وهي تسألها :
- ايدك مالها ؟!!
حمحمت و قالت متجاهلة السؤال :
- انا هروح للاستاذ ياريت انتي كمان تطلعي من مكتبي وتشوفي شغلك.
مطت شفتيها بامتعاض و مشت بخطوات متمايلة للخارج فزفرت و همست :
- صبرني يارب.
اتجهت لغرفة مكتب رعد و طرقت الباب عدة مرات و دخلت ، كان رعد ينظر لعدة اوراق امامه رفع وجهه اليها و سقط نظره على يدها المصابة فأخذ نفسا عميقا وهو يشعر ببعض الندم ثم هتف بهدوء :
- اقعدي يا سيليا.
جلست امامه فقال :
- في ملفات هنا عايزة تعديل و انتي اللي هتعدليها.
سيليا بإيجاب و تجاهل لنظراته :
- حاضر يا فندم ، وقفت و اخذت الملفات و كادت تخرج فغمغم بجدية :
- متروحيش اقعدي هنا و عدليها.
تنهدت سيليا و جلست تطالع الاوراق و هو يتأمل عينيها و اااه من لونها الذي يعشقه و شفتاها التي تتحرك بخفة وهي تقرأ تثير بداخله الرغبة اتجاهها اصابع يدها التي تعبث بالقلم و خصلات شعرها الذهبية التي تمردت وسقطت على جبينها ووجنتها ليتمرد قلبه معها.....
اما سيليا فكانت تدرك جيدا نظراته نحوها و رغم ادعاءها التجاهل لكنها تشعر بالتوتر و الخجل و كأنه ليس زوجها و لم ينظر لها يوما !! حركت يدها الاخرى وقد نست انها مصابة فتأوهت بصوت مكتوم لكي لا يراها وهي تتألم ، لكنه انتبه فقال بصوت صلب :
- ايدك واجعاكي اوي صح ؟
بتهكم صريح ردت عليه :
- ده سؤال ولا حاجة تانية ، ماهو واضح انها بتوجعني بس عادي انا اتعودت على اوجاع ابشع بكتير من ده.
حمحم رعد و فجأة سحب الملفات من يدها و تشدق بشيء من الحدة :
- كفاية كده انا هكلف شيري تعدل الباقي.
جزت على اسنانها و سحبت الملف ثانية وهي تهمهم بغيظ :
- ليه يعني شايفني مبفهمش في الشغل ولا ايه النظام ؟
ضيق رعد عيناه وابتسم باستمتاع لرؤية الغيرة الواضحة عليها :
- لا أستغفر الله بس شيري اذكى و اسرع منك و....
قاطعته سيليا بلهجة تنم عن غضبها :
- ماشاء الله ده انت معجب كبير بقى !!
حدجها بنظرات تحذير وهو يمسك معصم يدها الممسكة بالملفات :
- رعد السيوفي مش بيبص على حته موظفة عادية بتشتغل عنده حتى عشيقاتي بيكونو في المستوى اللي يليق بيا.
ضحكت سيليا بسخرية من كلامه :
- و عشيقاتك دول هوما نفسهم اللي بترميهم بعد ما تزهق منهم صح ؟
- تماما.
قالها بوقاحة و تابع :
- ماهو لازم على كل واحد يعرف مقامه . شغلك خلص يلا اطلعي.
عضت على شفتها بحنق و غادرت بسرعة زفر هو بنزق ثم رفع حاجباه بتعجب بعد ان تذكر غياب كريستين لحد الان و ليس من عادتها ابدا.....
عندما خرجت سيليا رفعت رأسها بكبرياء و مشت بخطوات واثقة نحو مكتبها لتقول احدى الموظفات لصديقتها بضيق :
- انا مش عارفة شايفة نفسها على ايه.
اجابتها الاخرى بتبرم :
- ياختي حقها ، ديه مرات الباشا رعد السيوفي مش اي حد.
في هذه اللحظة جاءت شيري و قد سمعت كلامها فهتفت بتهكم :
- تقصدي طليقته مش مراته و يلا بطلي رغي انتي وهي وشوفو شغلكم.
استدارت لتشهق بذهول وهي ترى اياد يدلف بهيبته و بجانبه زوجته التي تسير بثقة و غرور تقدمت منهم ووقفت امامها بابتسامة دلع :
- هاي استاذ اياد الشركة نورت بوجود حضرتك.
كاد يجيبها لكن لين تشدقت من بين اسنانها :
- ده نور الميك اب اللي حاطاه على وشك يا شيري.
كتم اياد ضحكته واشاح وجهه كي لا تراه لين و تفتعل مشكلة فقالت شيري بضحكة استفزاز :
- ميرسي يا مدام ، حضرتك مجبتيش بنتك معاكي ؟
- و انتي مالك.
هتفت بها في غضب فنظر لها اياد بتحذير :
- لين حبيبتي اهدي.
قلبت عيناها بتملل و اجابت :
- اياد مكتبي هيكون فين ؟
شيري باستغراب :
- مكتبك.... حضرتك هتشتغلي في الشركة ؟
هزت رأسها بنعم و نظرات انتصار :
- ايوة ياحبيبتي انا بقيت مصممة جديدة هنا.
اياد بجدية :
- لين انا رايح مكتبي الحقيني.
- حاضر.
غادر اياد فتمتمت شيري بضيق :
- انا بقالي سنتين بصمم و معنديش مكتب خاص فيا اشمعنا انتي عندك.
ضحكت لين باستهجان :
- عشان انا مرات واحد من مدراء الشركة و مش حلوة متكونش عندي اوضة خاصة بيا ، يلا عن اذنك.
تجاوزتها بعدما رمقتها من اللعلى للاسفل باحتقار فزفرت شيري بحنق و حدثت نفسها :
- جوزك ده اللي انتي شايفة نفسك عليا بسببه هاخده منك وابقي وريني هتعملي ايه.
_______________________
في مكان اخر.
توقفت بسيارتها في احدى الاماكن المنعزلة عن المدينة رأته واقفا امام سيارته فتقدمت نحوه وقالت بحدة :
- لماذا طلبت رؤيتي " ديفيد " ؟
ابتسم و قال وهو يحتضنها :
- اشتقت لك عزيزتي.
ابعدته عنها بقوة و صاحت به :
- توقف عن هذه التراهات أخبرتك من قبل ان علاقتنا لا تتجاوز حدود الصداقة ورغم ذلك لحقت بي الى هذا البلد و لازلت تزعجني.
امسك معصمها بعنف وهو يقول بغضب :
- ترفضين حبي من اجل ذلك الذي لا يقدرك و يستمر في اهانتك منذ متى اصبحت هكذا كريستين لقد كنت سيدة مثالية واثقة من نفسها يتهافت عليها جميع الرجال مالذي حدث لتقللي من شأن نفسك و تهرعي خلف رجل لا يريدك ؟!!!!!
هتفت بثقة :
- لأنه اعجبني و اريده بشدة و كريستين تحصل على كل ما تريده.
ابتسم باستهجان و اجابها :
- الان ادركت كم انك غببة تركضين خلف من تحبيه و تتخلين عن من يحبك ، كريستين من الافضل ان تتنازلي عن الذي تفكرين به و تعودي معي و إلا....
- و إلا ماذا ؟؟
قالتها باستخفاف فرفع رأسه بشموخ وهو يرد عليها :
- و إلا سأخبر رعد بأن الطفل الذي تحملينه داخلي هو طفلي أنا........!!!!
_______________________
ستووووب انتهى البارت
رايكم بيه
اكتر لحظة حلوة
اكتر لحظة مؤلمة
سارو هتوافق على الجواز ؟؟
سيليا و رعد هيفضلو بعاد كده ؟
شيري هتعمل ايه ؟
و اخييرا اتضح ان كريستين حامل من راجل تاني ياترى رعد هيعرف ؟؟
أنت تقرأ
العشق الاسود
Romanceالمقدمة. ذلك القلب اصبح كنقطه سوداء في رقعه معتمه لا يلحظ وجودها احد علي الرغم من العتامه و السواد وكل ماحولها من جنسها تسرب له الشعور باليتم...... رغم السواد الذي يغمر حياتها الا ان الشبح المخيف كان لها الحامي و العاشق.... و نسيا كلاهما ان القاتل...