الفصل الخامس

6.5K 209 11
                                    

البارت الخامس

............

نظرت له متوترة وقالت بسرعة لا اشكرك لا اود ان يرانى احدأ معك وهمت ان ترحل ووقفت فجاة وسالته : كيف حال عمر لقد استوحشته كثيرا
ابتسم لها وقال بهدوء : لقد صار عمره سنة وانتى تمنعين نفسك عن رؤيته وربما انتى اكثر الناس قد يشعر معكى بحنان امه فرائحة الاخوات تتشابه
توترت من كلمته وقالت : انى اطمئن عليه من راجية وعلمت انه بصحة جيدة
اذا انتى لم تفهمين شيئا مما قلته انفا
نظرت له بعين مستفهمة فرد عليها دون ان تسال وقال بابتسامة عذبة وهو يميل قليلا نحوها : الان سارد عليكى دون ان تسالى لاثبت لكى ان الجهاز العصبى يفهم حتى النظرات ويترجمها ولاثبت لكى انه فى مقدورى ان اقرا وجهك ببساطة
توترت اكثر ولكنها ظلت صامته بينما قال هو : الم اقل لكى هناك فرق بين الصحة وبين الجياع للعواطف وعمر فى صحة جيدة ولكنه فاقد لمشاعر الام او الخالة الودودة مثلك
ابتلعت ريقها فى توتر وقالت بصوت متلعثم : سازوره بالتاكيد وهمت ان ترحل من امامه الا انه استوقفها بصوته العذب مرة اخرى وقال : متى
عنود : قلت سازوره ولم اقل سازوره قريبا
وليد : ولكنى اريده ان يكون قريبا
اخذت نفس عميق وقالت : سيكون قريبا
افسح لها الطريق ولازالت ابتسامته تشرق وجهه وقال بنفس صوته الرخيم : اريده فى القريب العاجل وسانتظرك ولن امل
خرجت بسرعة قبل ان ينطق بحرف اخر وما ان خرجت الا ووقفت قليلا لتستنشق بعضا من الهواء النقى الذى شعرت انها تفتقده كلما واجهته ثم ابتسمت على حالها ومدت يدها لتربت على قلبيها وكانها تهدا من نبضاته وعاودت السير فى طريق عودتها لمنزلها وما ان دخلت لبيتها الا واول شىء فتحته هو حاسوبها وبدات تكتب له
ما ان شعر باهتزاز هاتفه ينبا عن وصول رسالة الا وضحك وهو يبتعد عن العجوز وقال انها هى ايها العجوزساتركك الان لاعيش احلامى السعيدة معها
ضحك عليه مراد ولوح له بيده وهو يراه يغادر المكان
.......
العنود : مرحبا بك ايها الغول انا اكتب لك الان وانا فى قمة سعادتى فقد انست اليوم بحديث طويل معه وكم وددت الا ينتهى هذا الحديث ابدا
وليد : مادمتى سعيدة فهذا اهم ما فى الموضوع ايا كانت طبيعة تلك المقابلة ولكن استشعرى السعادة وهناى بها نفسك ولكن لى طلب عندك فما دمتى اشاركك سعادتك الان فاود ان اشاركك اسرارك فكم انا ايضا اود ان اشارككى اسرارى ولكنى اشعر انك لا ترغبين
عنود : على العكس تماما ولكنى اخشى ان حكيت لك الا تفهمنى او ربما تغيرت صورتك عنى و هذا ما اخشاه فانا حقا اشعر معك بتكامل غريب
الغول : ان كنتى تعرفين معنى كلمة التكامل حقا ما كنتى شعرتى ان صورتك ستتبدل ملامحها فالشى المتكامل ان نقص فيه شىء نقص فى نصفه الاخر ايضا فالمتكاملان لا يصيران متنافران ابدا حتى وان توهموا التنافر
مر الوقت عليهم استفاضت فيه عنود بالكلام مع الغول وللوهلة الاولى شعرت بالسعادة انها حكت له كل شىء بصراحة ولم تشعر منه باى مبادرة لفهمها بعكس ما قالت ولعل هذا قربها منه اكثر وربطها اكثر ولكن الغريب ان بدا بداخلها شعور غريب فبدات تشعر انها تكلم وليد او ربما استشعرت انهما متشابهين درجة ان يصبحوا شخص واحد فقد طلبت منه ان تحادثه صوت وما ان سمعت نبرة صوته الدافئة الا وودت ان تراه ولكنها كانت تخشى ان ينفرها هو
لكن ما اسعدها انه لم يرهقها فى طلب اعلاء صوته فقد قدر هو حالتها وحدثها بصوت تسمعه مما جعلها لا تشعر بغر به معه ولا حرج
عنود : هل لى ان اعترف لك بشىء . ان صوتك لدافىء حنون على الرغم من قوة نبراته لكنه اخذنى لعالم اخر
ضحك عاليا فاقشعر جسدها فقد شعرت ان من يضحك هو وليدها
صمتت للحظة وعادت تقول : لقد صار اكثر جاذبية بعدما اطلق لحيته واجمل ما فيها تلك الشعرات البيضاء التى تتخلل سوادها
لم يضحك هذه المرة على الرغم منسعادته وهى تصفه هكذا ولكن هو الاخر كان يتخيل قمة ملامحها وقال : انتى ايضا تمتازين بصوت هادىء يبعث الحياة فى اذن من يسمعه ولعل اباكى كان محقا ان يغار عليكى
تعجبت من كلمته وقالت : هل اخبرتك من قبل ان هذا هو راى  العجوز ام انه مجرد رايى لك
وليد : بل انتى من اخبرتينى ايتها الصغيرة بكل مادار بينك وبينه
.......
استيقظ وليد فى صباح اليوم التالى واخذ حمامه وخرج من غرفته ورائحة عطره المنعشة تركت خلفه نسيم نبه ولاء انه خرج لتوه من غرفته فركضت نحو باب غرفتها وفتحت المقبض بسرعة حتى انه هو الاخر تنبه لصوت فتح الباب وعلم انها تسرع لتلحق به قبل ان يهبط لوالدته فى الحديقة ونادت عليه بصوت يملاه الرجاء للاستيقاف
ولاء : وليد
اهتز وليد للحظات فلازالت نبرات صوتها تذكره بالم حب مضى ومع ذلك وقف لها
وليد بثبات : اهلا ولاء كيف حالك ؟
ولاء : ليس لى اى حال مادمت افترقت عنك
وليد بجفاء : يا ولاء ليس لهذا الكلام اى داعى الان
ولاء : الا زلت تعاند وتصر على الا تغفر لى ؟
وليد : يا ولاء انا لا اعاند انا فقط اواجهك بحقيقة انتى تحاولين اغفالها
اقتربت منه ولاء ومدت يدها ولامست كفه لعله يشعر بالحنين لها من لمساتها وهذا بالفعل ما فهمه منها فسحب يده بهدوء بينما واصلت هى قائلة : الم تعد تحن الى لمساتى بعد ان كنت لا تشعر الا بدفئها
وليد : ارجوكى يا ولاء قلت لكى لا داعى لهذا الكلام فقد كبرنا ونضجنا وخاض كل منا تجربته الخاصة
ولاء : ولكنى تجربتى معك هى الحقيقة الوحيدة فى حياتى التى لم اشعر بانى انثى الا وانا اعيشها معك

العنود والغول..الجزئين .. للكاتبة رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن