البارت الثامن
تنحنح وليد وبدا كلامه : اسمعى يا عنود صمت كلاهما فجاة فبكت لانه حتى وهو معها منفردين اخطا فى اسما فتاكدت انها لم تعد تشغل شىء فى حياته
بينما تنحنح هو بخجل مرة اخرى وعاد الكلام مصححا اسمها بعدما اعتذر : وقال اسمعينى يا ولاء : عيشى حياتك بسكون وهدوء انك تستحقين ذلك ولا تشغلى يومك بما يهمك دون داعى فان شعرتى بيوم ان نفسك تنحدر نحو مضمارها المحموم فالجى الى الله ففى مناجاته النجاة من اى ضجيج ومن ارق الحياة واعلمى انه ما من احد فينا على وجه الارض سيموت وانه لم يتم اعماله بعد فلكل منا ميعاد فكيف لك ان تستقدميه عنوه وجبرا ؟
يا ولاء امس قد انتهى كما انتهى ما بيننا واما عن غدا فهذا لا نملكه ولا نضمنه ان صح الكلام ولهذا كل ما فى مقدورنا ان تستمتع بيومنا وحتى مره وجب علينا ان نعديه ولا ناخذه معنا للغد الذى من الاساس لم نملكه وكل ما عليكى فعله فى يومك ان تستفيدى من تجارب امسك فلا تضيعى يومك تنشدى فيه سكون الغد
اخرجى من قوقعه وهم رجوعى فانا لن اعود حتى وان اظلمت ايامى ولا اعتقد لايامى ظلام الا عند فقد عنود فعيشى حياتك دونى ولا تاملى فى اى لقاء حب
ولا تذهبى الى حيث تاخذك الحياة بل خذى الحياة الى حيث انتى ذاهبة وتذكرى انما انتى ولدتى لتحيى ولكنك لم تحيى لانك ولدتى فولاء كتبت على قيد الحيا ة حتى وان لم يكن هناك وليد وكذلك الحال عند وليد
كان يتحدث وهى تنظر له ترجوه بصمت ان يتوقف عن تلك الكلمات المرة التى تمزق فيها وتجرح كبريائها فها هو لم يرحمها حتى وهى على فراش المرض يعترف بحبه لعنود ويعترف اناه لم تعد ملهمته كما كانت من قبل او ربما لم تكن هى حبا حقيقيا فى حياته
قالت فى نفسها : اختار القدر فراقاً كنت اخشاه يوما ورغم الالم لم يفارقنى الامل حتى اننى لم اشبع روحى عتابا ولوما فقلبى يا وليد على عهد الوفاء لم يزل نابضا
كم احرقت شموع املى لاجلك وسرت مغمضة العينين لا ارى غيرك
ونهاية المطاف كان وداعا ينتظر بلهفة فقد ذابت روحى واملا اخر لم اعد املكلاحظ هو شرودها وتمعنها فى ملامحه فشعر انها ذهبت بافكارها للماضى وانها ليست معه الان فصمت يراقبها
قالت : لقد صدقت يا وليد فى كل كلمة تفوهت بها فنحن عشنا حبنا فى طفولتنا حتى استغرق حبنا طفولتنا او ربنا استغرقت طفولتنا حبنا ولكن الحقيقة المؤكدة اننى ربما لم اكن حبا حقيقيا فى حياتك لانى لو كنت كذلك لتالمت لالمى وما جئت لتلقى على اذنى تلك الحروف او ربما انك عشقتنى ولكنى لم اكن استحق هذا ولم اصل لتلك المكانة التى وصلت اليها عنود 0 فانا اثق بكلمة انت قلتها لى من قبل الحب رزق فليس بمقدور احد ان يسرق قلب رغما عنه او ربما عشقتنى عشقا لا نهاية بعده ولكنى انا التى كنت الخائنة والبادئة بالفراق . ربما ... وربما ...وربما كلها اسباب نبرهن نحن بها عن انقطاع علاقتنا و لكن اهم ما فى المسالة هى الصفة والصفة هنا او النتيجة هو اننا لم نعد مع بعضنا كما كنا نتمنى
فلم يعد يهم من البادىء ومن التابع او من الذى خان ومن تجرع مرارة الخيانة المهم اننا لسنا معا
كم تمنيتك يا وليد فى كل وقت وحين ولن يهمنى ما ان كنت تندم علي او تتمنانى من عدمه فهذه نفسى ولها امنياتها واحلامها وانا المسئولة ان عاعيشها فى احلام واوهام او فى حقيقة وعذاب ولا اعدك ان اخرجك من خيالاتى هكذا بسهولة وما استطيع ان اعاهدك عليه ان اخلعك من واقعى بسهوله فمن السهل ان ابعد عنك وتبعد عنى ولكن ليس من السهل ان تبتعد منى وابتعد منك فسيظل كلانا عند الاخر كالنقطة على الحرف فالحرف يبقى حرفا ولكن وصفه لا يعطى الا بالنقطة فستظل انت وليد وانا ولاء ولكن بداخل كلانا وصف كبير للاخر
ساعدك ان ابدا حياتى من جديد واتركك و شانك فى حياتك ولعل ان عاش كلا منا مع ماضيه اكتشف ان كان هناك حب حقيقى داخله للاخر ام انه عاش فى اوهام لا تنسب للحب فى اى شىء
عش حياتك يا وليد كما تحب وترضى وتذكرنى بخير
اذا التفت حولك يوما وشعرت بالوحدة تتسرب الى عالمك وقتها اذكرنى بخير
ان لم تلمح يوما قلبى المحب ما عاد يتبعك كظلك وقتها اذكرنى بخير
ان شعرت ان انفاسك لم تعد مختلطة بانفاسى وقتها اذكرنى بخير
ان جلست يوما وخانتك عينك وعاندتك ونظرت الى شرفتى جبرا عنك وايقنت مع حلول الظلام ان الاوان قد فات وانه لن تبكيك امراة كما بكيتك انا وقتها اذكرنى بخير
أنت تقرأ
العنود والغول..الجزئين .. للكاتبة رباب عبد الصمد
Aléatoireجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل والاقتباس