البارت الرابع

4.1K 171 13
                                    


البارت الرابع

فى اليوم التالى كان الجميع معزوم فى بيت وليد وكلا من عنود وولاء حاولتا ان تظهر جمالها باناقتها الخاصة بها
كانت ولاء حقا كلها انوثة تنبض من كل انش فيها
فى حين ان عنود كان لها ذوقها الهادىء الخاص بها فى اختيار اناقتها وفى حين انها رات ان ولاء اجمل منها الا انها فى تلك المرة لم تغار فقد شعرت انها هى الفائزة بقلب وليد بلا منازع جلس الجميع يضحكون بينما كانت ولاء مركزة مع وليد تشاهد تدليله لعنود ومدى بساطة العلاقة بينهما ثم اخذت تدور ببصرها فى كل اركان البيت وشعرت براحة كبير وقالت لنفسها انه على الرغم ان الاشجار لم يكن محفور عليها حرف الواو والعين الا ان الياسمسن والريحان والفل جميعها تنضح برائحة حب وليد لعنودته
انتبهت على صوتوليد يتحدث اليها وقال : ما رايك يا ولاء ان عملتى معى بالمركز
هو كان يريد ان يشغلها باى عمل حتى لا يطرق لها اى وقت للتفكير فى الماضى حتى تجد حياتها من جديد والاهم انها لن تسعى لافساد حياته مع حبيبته
قالت بياس : وكيف تحتاجنى فى مركزك ؟
وليد : بل انا فى اشد الحاجة اليكى فقد اصبح لدينا مرضى كثيرين فى حاجة الى من يعينهم على اجتياز مرحلة الشفاء
ترددت للحظات الا ان عبير شجعتها قائلة : ليتك توافقين فمنذ ان عملت هناك وقد تغيرت حياتى بالفعل وتعلمت الكثير
نظرت لها ولاء تتفرس فى معنى كلماتها واخيرا ابدت موافقتها ولكن دون انجذاب فربما شعرت انها طريقة مثلى للتقرب من وليد من جديد
انتهى اليوم وقد دعاهم وليد الى الزيارة فى المركز خلال الايام المقبلة

.....
فى اليوم التالى دخل وليد مركزه واخذ يمر بين المرضى وهو يبتسم فهم لا يعلمون انه طبيبهم المعالج فوجد من يزرع ووجد من يساعد باعمال الحياكة ومنهم من يساعد بتعلم الاخرين اللغات ومن من يساعدهم بابداء رايه
الخلاصة ان جميع المرضى امتزجوا مع بعضهم البعض وعمل كلا منهم بما يخصه وحاول ان يبدى مهارته فى تخصصه فاصبح فى المركز افضل المحاصيل وافضل الطباخين وافضل المعلمين ثم مر على تلك الام العجوز وابتسم وقد راها تجلس وتطعم ذاك الشاب المدمن الذى ترك امه واخيه فانشرح صدره لتلك العلاقة فاقترب منهما وقبل راس الام وابتسم لها وقال : كيف حال امنا العزيزة اليوم ؟
ابتسمت له الام وهى تعتقد انه من ضمن المرضى او ربما من ضمن الاطباء فالكل فى المركز لا يعرف هوية وشكل الاطباء الحقيقين ولكنها شعرت بدفء قبلته كما لو كان ابنها حقا وقالت : حمدا لله يا بنى لقد عوضنى الله عن فقد ابنى بغسان فانه ابن مطيع وبدا يتعافى من الادمان واصبح فى حالة متقدمة ربى يعافيك انت الاخر فى بدنك ويحقق لك ما تتمنى
ابتسم لها وامن على دعوتها ونظر الى غسان فوجده الى حد ما هزيلا فقد فقد كثيرا من وزنه وشاحب الوجه الا ان هذا يعتبر انه فى كامل قواه مادام بدا يبتعد عن الادمان
ابتسم له وربت على كتفه هو الاخر وقال : لكلا منكما عندى نبا سار
انصت كلاهما بشغف له دون ان يسالاه بينما قال هو : لقد سمعت وانا قادم ان رجل ما يبدوا انه طبيبا يخبر احدى موظفينه انه قد عثر على عنوان ابنك وعنوان والدتك وانه سيتحدث اليهم
بالطبع لم يكن هناك رجلا بل ان وليد نفسه هو من بحث عن كلا الشخصين
الام بفرحة ولهفة :احقاص يا ول
ى سمعت هذا ؟ هل ساقابل ولدى ثانية واملى عينى منه
ابتسم لها لها فى حنان وقال : اقسم لك ان هذا ما سمعته وانى متاكد من تحقيقه
قال غسان وقد دبت فيه هو الاخر الروح : هل حقا ساعود الى امى واخيك هل حقا سيشد م عضدى ؟
ابتسم له وربت على كتفه وهو يشد عليه وقال : نعم ولكن عليك ان تهتم بصحتك حتى اذا اتتك لا تجدك هكذا هزيلا بل اجعلها تقر عينها منك خاصة ان المركز لن يتحدث معها عن فترة كبوتك بل سيشرح لها انك جئت الى هنا لمساعدة المرضى حتى لا تخيب ظنها فيك
اتسعت ابتسامة غسان واشرق جهه وبدا انه عاد سنوات للخلف فدبت فيه حيوية طفل
.......
ولج وليد الى مكتبه فوجد اكرم فى انتظاره فصافحه ورحب به ثم جلس خلف مكتبه مواجها لاكرم
اكرم بلهفة : جئت حسب موعدى فهل اجد عندك حل لما انا فيه ؟
ابتسم له وليد وقال : مهلا ايها الرجل ما الداعى لتلك العجلة ؟
عاد اكرم الى الوراء بظهره واسند على مسند المقعد واغمض عينيه وقال : اريد ان ارى نظرة رضا من نفسى لنفسى قبل ان اراها من احد فاصعب شىء ان تخسر ذاتك وتشمئز من نفسك فما بالك بمن هم حولك
امسك وليد بورقة وقلم وقال : ما هى احب الالوان لديك
نظر له اكرم وبدا غير مقتنع ومع ذلك رد بفتور وقال : احب الالوان الهادئة ولا احب الصاخبة ابدا فهذا يشعرنى بصداع كما اميل الى الالوان الفاتحة وان اردت الوانا داكنة اخترت الدافىء منها ولا احب المزركشات ابدا
كان وليد يدون ما يكتبه ولم يرفع راسه ليواجهه حتى عاد وساله السؤال الثانى : اى الروائح العطرة تفضل ؟
هنا قال اكرم بعصبية : جئت لاعالج مشكلة الخيانة عندى ولم اجىء الى هنا لتتعرف على اهم ما احب واكره
لم ينزعج وليد من تهجمه لانه ببساطة قد اعتاد على ذلك من غيره والفارق انه يجلس مواجها لاكرم بينما يجلس مع الاخرين عبر جدار فاصل
عاد وليد السؤال وكانه لم يسمع من اكرم اى شىء
اخذ اكرم نفس عميق دليل على عصبيته ثم قال وصوته يحمل التهكم : احب الروائح الهادئة ولا اميل الى النفاذة واحب كل انثى تهتم برائحتها الذكية حتى انى اعشق كل جسد معطر وكل شعر لامع
هنا ابتسم وليد لانه لم يساله عن ذلك ولكنه شعر ان اكرم بدا يستجيب
دون وليد ما قاله ثم ساله : ان كنت تحب ان تقضى مكانا تنفس فيه عن ذاتك فاى الاماكن تختار الملاهى ام الصحراء ام التسوق ؟
اكرم : ولا اى شىء من هذه الاماكن بل احب ان اجلس بمفردى او مع من احب على شاطىء اى بحر واحب ان كان هادئا ليس تعلوه الامواج
وليد : ان اردت ان تاخذ معك حيوانا فاى حيوان تفضل ان يصحيك فى خلوتك هل الذئب ام الكلب ام الهر ام الجمل
اكرم بدون تردد : الهرة وحبها انثى ويا حبذا ان كانت بيضاء اللون
ابتسم وليد وضع قلمه ثم صمت قليلا يرقب اكرم عن قرب ليقرا تفاصيل وجهه
نظر له اكرم فى صمت ولم يساله عن شىء وهم ان يتحدث الا ان وليد استوقفه وقد دعا له بكاسا من الليمون
قال وليد : قص على طريقة حياتك مع راجية
ابتسم اكرم وبدا الحديث بسرعة وكانه كان على اهبة الاستعداد لان يتحدث عنها وقال : كانت راجية رئيستى فى العمل وفى الحقيقة كنت منجذبا لشخصيتها القيادية وما ان عرضت على الزواج لم اصدم انها اكبر منى بل شعرت انى انا الفائز كون انسانة نشيطة مثلها ستتزوجنى ولكن ما ان تزوجت بها الا ووجدت انى قد اخطات الاختيار هذا ليس معناه انى لم اعد احبها بل على العكس فلازلت احبها حبا جما ولكنها انسانة فى الحقيقة كئيبة وربما انا المحب للحياة اكثر من اللازم واحب ان اقبل عليها دوما قل ما شئت فانا راضى بكونى هكذا وكم كنت اتمنى ان اراها مثلى فنعيش الحياة كما اردنا ولكنها كل يوم ليس لديها الا الشكوى من اخوتى وامى والاولاد وهلم جرا من الشكوى وان لم يكن هناك شكوى لا اجدها الا وهى تتحدث عن فلانة وعن كونها لا تهتم ببيتها او فلانه وكونها مسرفة اكثر من اللازم وتريدنى ان اشترك معها فى تلك المهاترات فما لى انا وبحياة الناس انا اريد حياتى فقط
ثم كثيرا ما كنت اشعر نحوها بفتور غريب فمهما تفعل باناقتها اجدها وكانها صديق الى جوارى ليس فيها اى شيئا من الانوثة
ومع كل هذا كنت بين الوقتوالاخراحاول ان ارضيها بمجرد الانصات الظاهرى دون الانصات الفعلى ولكنى كنت اكره نفسى على ذاك الوقت الذى اضيعه فى هذا الكلام الفارغ
ناهيك عن خلافاتها معى فى كل جنيه انفقه حتى وان كان على امى او اولادى
تجهم وجهه وقال : لا انسى مرة اردت ان ادعوها على الغذاء وا ان دخلنا المطعم الا وقالت لما كل هذا التبذير و...و.. حتى ندمت على الدعوة برمتها
انا احب النساء واحب اللف فيهم واجد حياتى منفسى مع كثيرات منهن ولا اخبىء عليك امرك فقد تقدمت لاحداهن ونحن فى طريقنا الى اتمم الزواج ولكن بعدما جلست معك اخر جلسة فى الحفلة السابقة الا وشعرت انك تقصدنى انا لكلماتك عن السعادة فشعرت انى ايضا انتبهت لسعادتى ولم انتبه لسعادتها فلم اعرف ما الذى انتابنى هل هو ندم ام مجرد شعور بالذنب ولكنى فى ذات الوقت لم ارد الابتعاد هن الاخرى فقد وجدت معها كل متع الحياة التى كثيرا ما حلمت بها وتمنيتها
صمت قليلا ثم نظر الى وليد وقال مستفهما : هل انا مريض بانفصام فى الشخصية ؟ اذ انى احب راجية ولكنى لا اجد السعادة معها واتمنى غيرها ؟
كان وليد يدون بعض النقاط ثم ترك قلمه وقد عقد ذاعيه على صدره وقال بهدوء : لا ابدا انت لست مصابا باى انفصام انك فقط تبحث عن السعادة ولكنك لم تجدها بعد حتى مع تلك التى تدعى انك وجدت كل السعادة معها لان السعادة بين يديها ما هى الا سعادة مؤقته بل ستصدم بعد الزواج منها انها انثى مثل اى انثى وان اختلفن فى اشياء الا انهن فى النهاية نفس البناء والتفكير
قال اكرم نافيا : لا اقسم لك انها تختلف كلية عن راجية وربما انت تقول ذلك لانك تحب عنود او لربما لان لها رونقا خاصا فى نفسها و...
انتبه لنفسه عندما لاحظ جحوظ عينى وليد بشراسة
توتر اكرم وقال : اعتذر منك يا وليد لم اقصد شىء على الاطلاق انا فقط كنت اقارن لاوضح كلامى و....
قال له وليد محذرا : لسنا هنا لنقارن راجية باختها ثم ان عنود ليست موضوع لنقاشنا والا فناهيك عن كيف سيكون تصرفى فلن ارحم حتى وان كان شقيقى نفسه
اعتدل اكرم فى جلسته واعتذر مرة اخرى انه لم يقصد شىء
ساد الصمت للحظات ثم كان وليد هو المتحدث وقال : لما لا تستقل بزوجتك فى بيت اخر ؟
قال اكرم : ولما وانا من الاساس مؤسس هذا البيت فانا رجل تلك الاسرة الوحيد ثم ان هذا ليس فى مقدورى الان
وليد : استقل بعائلتك ولو فى بيت بسيط فسعادتك واستقلاليتك تحتاج منك المجاهدة فاغلب الرجال الذين يتزوجون فى بيوت عائلتهم انما هم فى الحقيقة يؤدون سعادتهم بايديهم فكل رجل يحب ان يكون له حياته الخاصة فيخرط على زوجته من طباعه ويكتسب منها حتى يكونان معا خليطا ممزوجا بينهما ولكن كون العائلة بينكما فهذا فى حد ذاته حائلا بينكما فما النفع اذا فى التوفير اذا كنا ندفن معه سعادتنا ؟ ثم كون الرجل يعيش باسرته فى مكانا منفصلا هذا يكسبه هيبة لدى اولاده وزوجته الم تشعر بان هيبتك مكسورة فى بعض الاحيان بسبب عيشتك فى بيت اهلك ؟ انا عن نفسى انفصلت لاجل سعادتى
ما رايك ان اعطينا لك فرصة جديدة للتغير ورؤية ما لم تره من قبل فى راجية ؟
اكرم : كيف ؟
وليد : اغلق هاتفك مؤقتا ولا تحاول ان تتصل بالفتاة اياها وحاول ان تكرس الوقت الذى تقضيه معها مع اولادك حتى وان شعرت بالملل منهم ومن ضجيجهم بعض الشىء قل لنفسك وقتها انك كنت مثلهم فى يوما ما وانهم مهما كان فهم اطفال يحتاجون منك اللطف والحنان
والامر الثانى انم سمعت الاذان فلبى النداء فى المسجد وبسرعة قبل ان تتردد ( وننزل من القران ما هو شفاء ورحمة )
والامر الثالث : سنبدا باعادة بعض الاشياء التى كنت قد تركتها ومن الجائز انك قد نسيتها كلية
اعتدل اكرم اكثر وبدا مشدوه الانتباه
بينما اكمل وليد وقال : اجعل من نفسك قدوة لاولادك وبيتك ولن يتاتى هذا الا بافعالك فاعلم ان نشا ابناءك وهم يرونك خائن تحب النساء فسيكونون مثلك والعكس بالعكس ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )
وتذكر قول سولك الكريم تهادوا تحابوا اى ما رايك كل يوم وقت رجوعك من عملك تاتى لصغارك ولزوجتك بهدية ولا اقصد الاسراف فى الهدايا بل يكفى قالب شيكولاته فهذا فيه تقدير منك لزوجتك مثلا قد يكون تافه فى عينك ولكنه يعنى عندها حياة
هنا ضحك اكرم باعلى صوته ساخرا وقال : اقول لك انها لا تحب الهدايا انها كئيبة كل شىء عندها المال والتدبير
قال له وليد مقاطعا : هذه غريزة فى كل بنات حواء فهن يحرصن على تدبير البيت اما لم تعلم ان اول شىء نولت به حواء كان فى يدها حبة القمح كعلامة لتدبيرها لامور حياتها فكان ادم يزوع وحواء تدبر الامور
ولكنها ستكون فى قمة فرحتها ان اهديتها وردة مثلا وقد ترفض فى المقابل خاتما من الالماس على العكس فان فتاتك الاخرى لن تقبل بوردة وتقبل الخاتم لانه ببساطة ليست حريصة على مالك
صمت كلاهما لحظة ثم استطرد وليد قائلا : وان رايتها تنم او تحكى فى شىء ينفرك ما رايك فى هذا الوقت ان حاوطتها وذكرتها بحكاية او فكاهة او ربما فزورة فهذا يبعد بها عما كانت فيه ويشركها معك فيما تحبه فتعلم كيف تشترى سعادتك بابسط الاشياء
واعلم ان المراة لا تحب من يظل ليل نهار يحبط من افعالها بل على العكس مجد فى تعبها وارهاقها ستكن ليك كما تمنيت
اعلم ان نفورك منها شعور هى الاخرى شعرت به فبعدك عنها ابعدها عنك ولا تقل العكس فالمراة تاتى بمجرد كلمة حانية فطيب قلبها وربما بوضعك القيمة فى فمها تدخلك الجنة فكيف لك تنفر الجنة وتسعى راكضا نحو النار ؟
صمت برهة ثم عاد وقال : ماذا لو جاءك صديق واعطاك امانه ووصاك عليها لحين ان ياتى وياخذها فماذا انت فاعل بها ؟
رد اكرم بدون تفكير : ساحافظ عليها بالطبع
عاد وليد وقال : وماذا ان كان الذى استأمنك هذا هو حاكم البلدة
رد اكرم : يا الله ساقيم على حراستها ليل نهار
عاد وليد وقال : وما بالك ان كان رسولك هو من وصاك على زوجتك فماذا انت فاعل بها
فهم اكرم مغزى كلمات وليد فرجع للخلف واغمض عينيه واخذ نفس عميق وقال بصوت منخفض : نعم لقد كنت الامانة ولم ارعى الوصية
عاد وليد يقول : وما ادراك فمن الجائز انك انت من امت فيها المشاعر الفياضة او ربما لم تفهما ما يرضيك وما لا يرضيك فكل شىء بين الازواج لابد فيه من التفاهم وعرض وجهات النظر لنصل لنقطة تلاقى لانها علاقة مشتركة حتى فى العلاقات الجسدية بينهما
فى نفس اللحظات انتبه وليد على رسالة فنظر بطرف عينيه لاسم الراسل فوجدها راجيه فى البداية فكر الا يفتحها وهو مع اكرم ثم قرر فى النهاية فتحها لعل هناك شىء يحتاج الى مناقشته مع اكرم ففتح الرسالة دون ان ياحظه اكرم وقرا بعينيه بهدوء
كتبت له راجية : وليد لا تاخذك الرافة بذاك الجالس امامك فانه لن يكف عن نزواته فعلى الرغم انه توسل الى واخبرنى انه ات اليك ليتغير لاجلى الا ان امره افتضح فهو لا زال عاشقا لنزواته حتى ان عشيقته الاخيرة لتوها ارسلت لى برقية ورد كدعوة منها على زفافها عليه انا اكرهه اشد الكره ولانى اعلم ان لك اسلوبك فى التاثير على من حولك لم ارد ان اتحدث معك وجه لوجه ولكن اعلم انى لن اغفر له ولن اعود اليه مهما كان حتى وان مات فى سبيل عودتى بل اتركه يذهب هو وهى الى الجحيم ويتركنى انا لاولادى فلو انطبقت السماء على الارض فلن اعود اليه ولن يرىوجهى بارادتى حتى وان راه صدفة ساغسله الف مرة حتى اشعر انى اصبحت اطيق وجهى فى جسدى
وما ان تصلك رسالتى حتى اكون اجهز حالى لاعود الى بيت امى
توتر وليد فالرسالة ليس وقتها بالمرة فقام على سبيل طلب كوبين من الكاكاو كمهدىء ثم هاتفها وما ان جاءه ردها وكانت تصيح مزمجرة فتحملها وليد حتى افرغت شحناتها الغاضبة وثم قال : افرغى حاجياتك مرة اخرى والزمى بيتك فقد جاء ليتغير لاجلك والا فما الداعى للمحىء من الاساس فان كان يريدها بالفعل لتزوجها دون اخذ اذن ولكنه اتى فامهليه الفرصه بل وساعديه
سكنت راجية الى حد ما وقالت ك لن اساعده فما فيه سيظل فيه
قال لها : اعلمى ان مساعدتك له انما هى مساعدة لنفسك فهذه حياتك انت فاما ان تحافظى عليها واما ان تهجريها كلية ولكنى اقول لكى انه بدا واتى وعليكى انتى ان تبداى فهو الان افضل منكى لانه الابقى على العلاقة بينكما
صمتت راجية لثوانى ثم عادت وقالت : ما الذى علي فعله
اخذ وليد نفس عميق ينم عن راحته لانها بدات تستجيب ثم قال : اولا لا تخبريه بما كنتى تنوين فعله حتى لا يزمجر عن خطوته تلك ثم لا تخبريه ابدا عن تلك الباقة التى ارسلتها اليك ولا تخبريه انك علمتى باى شىء البته وان شعرتى منه اى تغيير فساعديه ولا تنفرى منه او تسخرى او تبدى حتى الدهشة بل استرخى واجيبيه
اما البقية فساخبرك بها فيما بعد
اغلق معها وعاد الى اكرم بعدما كان قد طلب كوبين من الكاكاو بالفعل
.........
اخيرا عاد الى بيته وقد انهكه الحديث مع اكرم وراجية ولكن مع ولوجه للحديقة ورؤيا عنود تلك الصغيرة وهى تركض خلف عمر ورائحة الازهار تملا المكان حتى نسى كل شىء
اقبلت نحوه وعانقته فقبلها
دلف لغرفته وفتح خزانته ليخرج ملابسه حتى استنشق عبير الزهور يملا خزانته فابتسم وانشرح صدره على ما فعلته عنود فقد رتبت ملابسه وعطرتها فابتسم لانها حتى فى رص خزانته قد تركت بصمتها فشرد قليلا وهو يبتسم وانتبه على صوتها قد اتت فاقبل نحوها وقبلها بنعومة فحاولت ان تفلت منه وعندما فشلت اخذت تداعبه فى لحيته فضحك عليها وقال : مازال للحيتى تاثير عليكى
ضربته بخفة فى صدرة وحاولت ان تنفلت اكثر فتركها لتتحرك براحتها وفجاة على صوت ضحكاتها وهو يدغدغها وقال : لقد تزوجت طفلة مخبولة لا محال وقد سلبتنى عقلى وهذا ايضا لا محال فيه
اخذت تركض امامه لتهرب من دغدغته ففلح وقبص عليها بذراعيه مرة اخرى ولكن فى تلك المرة دلف بها للحمام ففهمت ما نوى فعله فاخذت تضربه وتحرك ساقيها فى الهواء ترجوه ان يتركها ولكنه كان الاقوى
فى المساء بينما كانت عنود نائمة على صدره وهو يحكى لها اغرب حالات قابلة وهى منصته له اذ جاءته رسالة من ولاء وما ان لمح اسمها الا وتجهم فقد خشى ان تقلب لذته سهرته مع عنودته ولكن تجهم وجهه كان واضحا جليا لعنود مما جعلها تساله : هل هى رسالة من ولاء ؟
نظر لها واوما براسة بنعم وقد خشى غضبها فابتعدت عن صدره وقالت اقراها ان اردت وهمت ان تقوم من جواره فجذبها من مرفقها وسالها الى اين ؟
نظرت له وابتسمت ابتسامة حزينة وقالت : ساقوم لارقب الغطاء على عمر وساتى على الفور
خرجت وملامحها تنم على ضيقها
فتح رسالة ولاء فوجدها وقد ارسلت له اجابات الاسئلة وقالت انا فى انتظار هديتك فكم اشتقت لهداياك اتذكر يوم ان اهديتنى القرط عندما اجبت على اسئلة مثلها ؟ اتذكر كيف كانت لمساتك حانية وانت تلبسنى اياه ؟ اتذكر باى الكلمات الحانية هامستنى ؟

حبيبتى بدونك لا اكون فمازلت اعشق تلك العيون
فحبك قدرا وعشقك قدرا يلازم قلبى اين يكون
احبك حلما نما فى القلوب وعشقا عنه لا اتوب
واهديكى قلبى وعقلى وكل حياتى يا عشق العيون

. اتذكر كيف كانت حرارة جسدك وانت تتلمسنى ؟ اتذكر قبلتك الحارة ؟ اتذكر وقت ان حاولت الانفلات منك فشددت علي اكثر وقلت لى اجعلينى استمد منك دفء جسدك
والله انى اعلم انك ما سالت تلك الاسئلة الا لانك اشتقت لان تهدينى ولكن كبرياءك منعك
انا فى انتظارك يا وليد قلبى لادفئك بحرارة جسدى المشتاق اليك
هنا اغمض عينيه بضيق فقد اعادته لذكريات قد نسيها
اشتعل الغضب في كامل انحاء جسده فاخذ يلعن نفسه لما كان غبيا الى هذه الدرجة ؟ لما كان هائما بها الى هذا الحد؟
شعر ان جسده اصبح ساخنا من فرط ضيقه فقام ليغسل وجهه لعله يهدا
ما ان دخل الحمام حتى ولجت عنود الى الغرفة وبتلقائية لمحت الهاتف وكان لازال مفتوحا على الرسالة
وقفت متوترة للحظات تفكر هل تقرا الرسالة ام لا ولكن بالطبع غلبتها غيرتها
.......
تفتكروا عنود هتعمل ايه وهل هيدخل عليها حيلة ولاء وهل هتواجه وليد ؟
طيب تفتكروا ممكن يكون رد فعل وليد ايه ؟

العنود والغول..الجزئين .. للكاتبة رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن