الفصل العشرون

4.8K 140 10
                                    

البارت العشرون

مراد : اه منها تلك الفتاه انها تستخسر السعادة لقلبها لدرجة انها تعاند فى نفسها
ولي : انا اعطى لها عذرها فهذه هى المراة وردة تفرحها وكلمة تقتلها
مراد : ان ولاء استغلت عاهتها فاخذت تتلصص عليكما حتى عرفت اسراركما ولعبت بها
وليد : كنمتى اعطيها عذرها هى الاخرى ولكنى الان اصبحت العنها فقد وادت سعادتى قبل ان تبتدى
مراد : هذه ايضا هى الانثى فهى كانت تتصرف معك بطابع الغيرة وانت تعرف ان افضل طريقة للعلاج هنا
هز وليد راسه وقال نعم التغافل الذكى واشغال عقلها وانهاك جسدها معا وهذا ما كنت بدات فيه حقا فقد رحبت بفكرة اشغال ولاء بالدراسة وكانت هناك حالة اخرى عندى كنت ساحاول ان اقحم ولاء فيها ولكن عنود لم تصبر على لترى ثمرة ما كنت بداته
مراد : لانها لازالت صغيرة فهى لم ترتقى لمرتبة الحلم والرشد بعد فهى ليست مثلك على العموم ولكن لا تعطى للامر بالا فساقوم انا بهذا عندما تاتى الى هنا
وليد بعيون لامعة نظر للعجوز وقال : لقد اشتقت اليها من الان فكيف ساصبر على فراقها انا احبها فهى منى كروحى بل هى منها احب وهى للعين عين وللقلب نبض فكيف اقوى على هذا وان كنت اعلم ان الحلم يجمعنى بها لاغمضت جفنى طول الدهر
ابتسم العجوز على تلميذه العاشق وقال : هدا من ورعك ايها العاشق الراشد فالنبض لم يبرح القلب ابدا الا والموت يجمعهما
قام وليد واعتدل واقفا وهم ان يرحل وقال : ساتى بها لك فى الغد ولكن ساخذها معى للمركز فهناك حالة كنت قد اخرت استشارتها اكثر من مرة ولن استطيع الاعتذار اكثر من هذا فالمريض النفسى ربما دقيقة غيرت مجرى حياته بل يمكن ان تهبه حياة جديدة
ابتسم له مراد وقال : كل البشر مثله حتى انت ايها التلميذ النجيب فمجرد لحة رايت فيها عنودت تغيرت معها مجرى حياتك
مرر انامله بين خصلات شعره وابتسم وقال انا الان ابحث عن منزل لاستقل فيه بعيدا عن ولاء تماما فاصبح كل همى اسعاد تلك الصغيرة
وهم ان يرحل الا ان العجوز عاد واستوقفه وهم ان يتحدث الا ان التجهم الذى كسى وجهه جعل وليد يقرا ما الم به وما يريد ان يحكى عنه فاشاح بيده وقال : لا ترهق نفسك ايها العجوز فانا اعلم بما تريد ان تتحدث فلا تكلف نفسك عناء الاعتذار فسليم فى الاول والاخر مثل اخى الصغير واعلم انه يمر بحالة وقتية سيفيق منها عن قريب واود ان يفيق قبل فوات الاوان اما عن عبير اختى فانا كفيل بان ازيل عنها اى هم
تركه وغادر دون ان يسمع منه اى كلمة
...
سمعت عنود وولاء صوت سيارته قد عاد وبعدها صوت وقع اقدامه على السلم فقامت كلا منهما مسرعة متوجه اليه وكلاهما فتحت الباب وكلا منهما تفاجات بالاخرى وكذلك كلا منهما حاولت الا تبين انها فتحت لهفة عليه ولكن كانت اسرعهما فى العودة هى عنود فدخلت بسرعة واغلقت بابها خلفها ووقفت خلفه تبكى حسرة بينما انتهزت ولاء الفرصة وما ان صعد وليد حتى افتعلت انها كانت تهبط على حين غرة والتوت قدمها فوقعت فى صدر وليد وبين يديه
انزعج وليد من فعلتها وبدا يبعدها عنه بهدوء دون ان تتكلم
فى الحقيقة وليد نفسه توتر من قربها ذاك وقد ذكرته عندما كان يضمها سابقا بحنان بينما هى اخذت ترفع راسها وهى ملتصقة فى صدره واخذت تتنفس بعمق لتستنشق عطره الذى فقدت نسيمه منذ زمن
ابعدها بسرعة قبل ان يخرج احد ويراهما على هذا الوضع ولكنه لم يعلم ان عنود لتوها اغلقت بابها وانها الان خلفه تبكى
حاولت عنود ان تتلصص من خلف الباب لتستمع لاى كلمة منهما ولكنها لم تفلح بسبب ضعف سمعها فبكت الما على حالها بينما قالت ولاء مستغلة الموقف وسكون الليل وبالطبع فقد علمت بما حدث بينه بين عنودته على الرغم من ان احد لم يعرف ولكنها استرقت السمع عليهما : لا تكابر يا وليدى فانت تحبنى كما احبك انا وحتى ان حاولت ان تنسانى بها فلن تستطيع فكل انش فى جسدك ينبض باسم ولاء
وليد وقد فاض به الكيل وقد شعر بالقرف منها فقال ارجوكى ابتعدى الان حتى لاتسمعنا عنود
ولاء وهى تتشبث اكثر بصدره : تسمع او لا تسمع لا يهمنا فهى تعلم تمام العلم انك تحبنى وانا احبك حتى وان اوهمتها انك تحبها
وليد وهو يبعدها اكثر : ارجوكى  صوتك عالى وعنود ستسمع هكذا و..
لم يكمل كلماته فقد خرجت عنود لانها قد شعرت بتاخيره ولكنها سمعت اخر الكلمات فوقفت ثابته جامدة لا حراك فيها وكأن جسدها لم يعد يجرى فيه الدم وقالت وهى تصارع  انفاسها بصعوبه ولكنها لم تحاول ان تبين هذا : لكنى سمعت فلا ترهق نفسك بالتفكير فى شعورى فهنيئا لكما حياتكما وهنيئا لى ان اخرج ولم تمسسنى البته
واغربت عنهما واغلقت بابها خلفها والقت بنفسها فى فراشها واستسلمت للبكاء قهر
تيبس وليد مكانه فقد تهدمت حياته بالمرة فهى سمعت اخر كلمات فقط وكانه يحس ولاء على خفض صوتها بينما يبادلها هو لوعة الحب
تركته ولاء لانها شعرت ان ظلت بين يديه فى تلك اللحظة فربما ينسفها نسفا
بينما ظل وليد مكانه على السلم لا هو قادر على الصعود ولا قادر على النزول وقد شل عقله عن التفكير تماما فكان الظروف تلعب دورها باتقان لابعادهما عن بعضهما انتبه من تيبس حاله هذا على صوت رسالة ولكنه لم يهتم وهم ان يصعد الا انه تنبه ان تلك الرسالة فى ذلك الوقت من المؤكد انها منها فوقف وفتحها وكانت حقا منها وقد كتبت فيها : ايها الملاك الذى لم ارى مثله حتى الان كم تمنيت رؤيتك الان امام عينى لارتمى فى صدرك لعله ادفء مكان لى اريد ان اعيش فى دنيا اخرى ليس فيها خيانه ولم اجد الا دنيايا هذه فاصبحت اكرهها لانه هو كان تلك الدنيا ولكنها الان فقط قد اعلنت وفاتى ولم يعد لى اى مكان فيها وقد كتبت اليك وانا كلى يئس من حياتى كلها فاصبحت اكره نفسى لانها هوته يوما .. انه لخائن
تمزق صدره وهو يقرا كلماتها وارسل لها : لقد لعبت كل الظروف ضدك ايتها الصغيرة وانت بعنادك تحثيها على المزيد وكان عليكى ان تبصريها لا ان تنظريها حتى ترى بام عينك الحقيقة التى غشاكى نظرك بها فليس كل ما تنظريه حقيقى ولكن من المؤكد ان كل ما تبصريه حقيقى لان البصيرة محلها القلب والعقل اما النظر فمحله العين فقط والعين ترى ايضا وهى شاردة فلا حقيقة للنظر وقت الشرود
تلقت كلماته وبدات تهدا وتقول لنفسها : نعم ايها الغول لقد نظرت بعينى ولكن قلبى كذبنى فكانك شعرت بما يجول فى صدرى ولكن كيف اكذب امامهم عينى فان كذبتها فقد قهرت كبريائى فلطفت بنفسى ونايت عن حقيقة شعورى وبسرعة راسلته بحقيقة شعورها ذاك
دخل وليد الغرفة وهى تحدث نفسها ولم يحاول ان يتحدث معها ولم يبرا نفسه فقد شعر انها تتصيد له الخيانه ولهذا لم يتحدث معها ومد يده وحمل ملابسه ودخل للحمام لعله يهدا بفعل الماء الدافىء وما ان خرج الا وقد وجد ان رسالتها قد وصلته ففتح هاتفه وهو بعيدا عنها وما ان قرا كلامها الا وطابت نفسه قليلا : اذا ً فقلبها لم يصدق ما شاهدته عينيها
.......

العنود والغول..الجزئين .. للكاتبة رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن