الفصل العاشر

5.1K 195 15
                                    

البارت العاشر

ثم لما ذا بين الحين والاخر لا تمطرها بكلمات اعجاب رقيقة تعطيها قوة لتهتم بذاتها وتشبع ثقتها فى نفسها فكل انسان يحب ان يرى الجمال والصحة والسعادة والانسان خلق ليؤثر ويتاثر فكان فى امكانك ان تؤثر فيها بزرع ثقتها فى نفسها فتتاثر انت بحيويتها الدائمة فالرجل الذى ينظر لزوجته نظرة حنونة انما يبذر فى ارضه ليجنى امراة جميلة يستمتع بها والذى يحرمها من مجرد كلمة انما هو فى الاساس يقتل ذاته قبلها لانها عندما تفتقد الاعجاب تتحول لانسانة كئيبة
فالمراة مثلها مثل الزهرة ان اعتنيت بها ينعت وتفتحت واستمتعت انت برائحتها وان اهملتها ذبلت وانغلقت على نفسها ثم تتساقط اوراقها ورقة تلو الاخرى وتكون انت سبب حرمان نفسك من جمالها
يا احمد انعم بحياتك مع من تحب حتى ولو باقل القليل فالحياة اقصر من ان نقصرها
شعر احمد بتانيب الضمير لانه حقا اهملها وطلب منها دون ان يعطيها وشعر بدناءة نفسه لانه هو حقا من افقدها جمالها
تلعثم فى الكلام ثم قال وهو نادما : وما الحل
ابتسم وليد ابتسامة هادئة وقال : الحل قلته لك ولا يحتاج منك مجهود شاق ولكنى لانى منذ البداية وقد قلت انى ساكون محايد فهى الاخرى لديها بعض القصور ساعالجة بعدما استمع الى شكواها ولكن الاهم من هذا الان ان تقبل على التغير مع توقع ما ليس منه بد
احمد : ماذا تعنى ؟
وليد : اى انك لا تظل محبوس الماضى وخياله فهناك طريق واحد للسعادة ستجده ان كففت عن خيالات الماضى وتقبل الحاضر حيث ان خيالات الماضى ليس بارادتنا السيطرة عليها فلما من الاساس نجعلها تسيطر هى علينا ثم انه ليس هناك اى قوة فى مقدارها ان تعيد الماضى فلماذا تنشر النشارة اذاً
وكف عن النقمة عن حياتك التى هى  بين يديك الان واعلم ان لديك من القوة ما يجعلك تخلق حياة افضل خافلة بالسعادة وهذا معنى كلمة ارضى بما ليس منه بد لان حياتك الان هى امر حتمى ليس منه بد الا اذا اخترت ان تحيا حياه اخرى بعيدا عن حياتك التى بين يديك فهذا امر اخر وله ابعاد سعادة اخرى
واعلم ان حياتنا هى من صنع افكارنا فاذا راودتك افكار ناقمة عشت تعيسا وان كنت تفكر بالعكس عشت سعيدا
يا احمد حياتك تبنى على هدفين اولهما انك تجتهد لتحصل عما تريد وثانيهما ان تستمتع به ولقد كانت اكثر امنيتك هى الزواج بهبة فلماذا لا تستمتع بالحياة معها مادمت حققت امنيتك فى الوصول اليها ؟
لا تنظر لحياة غيرك ولا كيف هو سعيد لان حياته غير حياتك وربما ما يسعده لا يسعدك ابدا
والرجل المثالى هو الذى يجد السعادة عند اسداء المعروف للغير وزوجتك اولى بالمعروف من الغير والمعروف هنا فى حالتك انما كمن فى مجرد كلمة طيبة
قام احمد واعتدل واقفا امامه وقد اعتلت وجهه ابتسامة طاقة ايجابية وقال : اعدك انى سابدا بالتغيير
خرج من عنده واول شىء وقعت عليه عيناه كانت هبة فظل محدقا فيها يتاملها وكانه لم يرها منذ زمن وانب نفسه لانه لمح حقا لغة عينيها تناديه بان يحتضنها ولكنه تماسك لاعطاء الفرصة لها لتشتى منه لاخيها لعلها تفرغ طاقتها السلبيه كما فعل هو فقد شعر انه حقها ولكنه فى ذات الوقت لاول مرة منذ زمن شعر بانه يريد ان يحتضنها ويشعرها بحنانه
شعر كم هى ضعيفة حقا وفى امس الحاجة للمسة حانية منه
ابتسم لها ابتسامة صافية وكانه يعتذر لها ولكن الغريب انه وجدها بكت بحرقة فلم يحزن انها قابلت ابتسامته بالبكاء فقد عرف ان بكاءها انما هو حنين له ولتلك الضحكة التى ضن بها عليها وقال فى نفسه حقا فالانثى تصبر فى العيش مع رجل فقير المادة غنى المشاعر ولا تصبر فى العيش مع رجل غنى المادة فقير المشاعر

العنود والغول..الجزئين .. للكاتبة رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن