العنود والغول..الجزئين .. للكاتبة رباب عبد الصمد

البارت 16

  عذرا على الخطا 

البارت ال 16

اكرم بحدة : وكيف تريدنى ان اكون وانا كل يوم استعد داخليا انى ساقتل من قتل اخى فليس كل من حمل الحمل يقال عليك قادر

وليد بسرعة فهم سر اهتزاز نبرة اكرم فهو لا يقوى ابدا على الاخذ بالثار ولهذا هو يشجع ابن اخيه حتى يكون بديلا عنه بما انه هو الاقرب للقتيل

وليد فى نفسه : والله لاكرم يعانى من النقص فى ذاته ويكمل رجولته بالخيانة ليشعر انه مرغوب وليس كما يشعر بنفسه داخليا

غسان وقد اعتلاه القلق هو الاخر فهو ليس من نفس القرية ولم يصدق ما يقال : الم تقل ان ابنه هو من سياخذ تاره فلما تحمل انت وجميع افراد عائلتك السلاح ؟

اكرم : سلاحى هو شرفى ثم ان ان خذل ابن اخى فى الاخذ بالثار ساتولى انا عنه اخذ وليد يتعمق فى كلمات اكرم فقد بدا وكانه يهرب من الجبن باظهار الشجاعة

عنود بدموع : والله يا وليد ان هذا ليحدث حقا حتى انى كنت اتعجب من اخلاق الغول نفسه وكنت دوما ما اتسائل كيف لهذا ان يكون من بلدتنا

هنا تعجب وليد هو الاخر فعنود هى الاخرى تتحدث وكان الامر عادى بالنسبة اليها وقد راى تاثير ملامح وجهها من كلام الندابة

اصبح وليد لا يفهم شىء فلم يعتاد على مثل هذا من قبل واخذ يتساءل فى نفسه : ايعقل ان يكون هذا هو اكرم صاحب الليالى الحمراء والشخصية الضعيفة امام النساء ولكنه تذكر على الفور امه وكلام راجية عنها من انها كانت هى المسيطرة وانها كانت عنيفة فى تعاملها

اخذ ينظر ايضا الى راجية واريحيتها فى الكلام واخذ يتعجب كيف لها هذا الهدوء وكانها تقبل كل ما قاله اكرم

ثم عاد وتذكر والد عنود فكيف كانت تلك هى اخلاقه مادامت هذه هى جذوره

قام ووقف بجوار مراد ليسانده فى الكلام فقد خشى عليه من هجوم من حوله خاصة انه انضم لاكرم كثيرمن الموظفين

وليد : ولكنى رايت منكم طبائع اهل المدينة فكيف لهذه النزعة التى ظهرت الان

ضحك احد الحاضرين ساخرا وقال : وكيف تريد ان تجدها ايها الطبيب ونجن نعاملك معاملة الكرام لانك ضيف علينا وحتى الضيف فله مكانته عند الاخذ بالثار فيمنع اخذ الثار ان كان المراد بصحبة ضيف فمتى رحل عنه ضيفه حل دمه

وان تسببت رصاصة طائشة فى اصابة الضيف فيكون امامه اثنين اى ان امام الرجل الضيف رجلان من العائلة الاخرى وكذلك امام الانثى الضيفى رجلان وهى هنا تتساوى مع الرجل ما دامت ضيفة

وليد فى نفسه : ضيف ؟ حتى بعد كل تلك السنوات يعتبروننى ضيف

عاد الرجل ليقول : والله ايها الطبيب لن تجد من ضمن مرضاك اى من ابناءنا فان كنا نعمل كموظفين الا انك لن تجد منا مريض حتى تفهم طبائعنا عن قرب