الفصل الثامن

5.4K 214 10
                                    

البارت الثامن

ابتسمت ولاء ابتسامة مزيفة ومدت يدها لوليد وقالت بصوت متحشرج : مبارك عليك عروسك الصغيرة
صافحها وليد بملامح وجه جامدة فقد اثارت غضبه بكلمة الصغية وكانها تجرح كرامته
بينما مدت يدها بهدوء لعنود التى كانت واقفة تراقب الموقف بينهم فهى كانت متاهبة لهذه المواجهه من قبل
واذا بها تشعر بولاء تضع فى يدها ورقة صغيرة دون ان يشعر وليد
كادت عنود ان تنطق ولكن عنادها جعلها تصمت لتفهم ما فى الورقة
وضع وليد يده حول خصر عنود وحثها على الصعود
ما ان دخل وليد وعروسه غرفتهم الا ونظر كل منهما للاخر نظرة باردة تحمل الاف الاسئلة
حاول وليد ان يذهب رهبتها من اى شىء حتى من مقابلة ولاء فاقترب منها ورسم ابتسامة هادئة وقال هيا لاساعدك فى خلع هذا الفستان فانا اعلم ان كل عروس تحمل الاثقال فى هذا الفستان
ضمها برفق لصدره ليشعرها بدفئه فهو يعلم ما يدور بخلدها الان ولكنه لا يعلم انها كمتوترة بسبب تلك الورقة
عنود بهمس : ارجوك اتركنى الليلة
ابعدها عنه صدره ولكنه ظل محاوطا لخصرها وقال : عنودتى الصغير ة الحياة بين عاشقين ليست كما تتخيلين انها علاقات حميمة فقط . ابدا انها علاقة ود وحب وحنان قبل اى شىء فانا احبك لاجل نفسك وليس لاى غرض اخر
ثم عاود الابتسام وقال ولن اتنازل عن مساعدتك فى خلع فستان زفافك فهذه اجمل لحظة تتذكرها الانثى مهما مر عليها الزمن
تركت له نفسها لانها شعرت انه حقا حنون وانه يحاول ان يسعدها حتى بابسط الاشياء
دخل وليد لياخذ حماما دافئا بينما عنود فتحت بسرعة الورقة فوجدت مكتوب فيها " لا تفرحين كثيراً ايتها الصغيرة الحمقاء فما انتى الا مجرد وسيلة ليتناسانى وليد والا ما كان تزوجك انتى بالذات فهو اختارك لاجل تربية ابنه ليس الا فصرتى انتى مثل اختك لقد تزوجها لاجل ان ينسانى ولكنه لم يستطع فحبى يجرى فى دمه والا فكان اقل ما يكون غير لك حجرة نومك التى هى من الاساس حجرة نومى انا وهو وان اردتى ان تتاكدى فانظرى الى حواف السرير وواجهات خزانة ملابسنا ..اقصد ملابسك فكل شىء محفور عليها اسمه حاضنا اسمى وان كنتى كلفتى ذاتك وسالتيها من قبل ما الذى يجبر شاب مثل وليد تتمناه اى انثى فى قمة جاذبيته وثقافته ويتزوج من بكماء مثلك
هنيئا لكى بقلب تملكه غيرك وحجرة تنطق باسمى  "
انتهى وليد من حمامه وكان لازال يرتدى ملابسه وينثر عطره الفواح فسمع انين مكتوم فتيبس مكانه وبدا يقترب من الباب ليتاكد مما يسمع فخرج مفزوعا بسرعة فوجدها تقف عند حافة السرير تنظر لاسمه واسم ولاء المحفورين وتبكى ولازالت الورقة بيدها تضغط عليها بعصبية فقد تذكرت اختها ايضا وانها بالتاكيد عانت نفس المعاناه وشعرت بنفس شعورها الان 
اسرع فى خطواته ومد يده بسرعه لها وضمها لصدره الذى كان لازال عاريا
بكت اكثر وكانها كانت فى حاجة لان يضمها لتبكى بين يديه وتشكيه لنفسه
ربت على ظهرها بحنان وشد عليها وقال بصوته الدافىء : ماذا حل بكى يا ابنة قلبى
رفعت راسها اليه فقابل وجهها وجهه وقالت بصوت باكى : لما تزوجتنى وانت لا تحبنى ؟ لما تزوجتنى وحبها لازال يتملكك ؟
فهم مقصد كلامها فعاد وضمها وقال : اقسم لكى انها لم تعد تهمنى او تحرك فى نفسى اى مشاعر ثم عاد وابعدها قليا لتنظر الى وجهه بينما مد هو يده وحضن وجهها بكفيه وقال : ان اقسمت لكى انكى الوحيدة التى حركت فى نفسى حب من اول نظرة هل ستصدقينى ؟
نظرت له ولم ترد
عادو قائلا وعينيه تنطق بالحب والدفء لها : هل تصدقينى انى لم اعرف كيف يكون الحب مع الامنية ولم اكن اعرف ان هناك قيود حريرية
صمت لعلها تجيبه ولكنه لم يسمع لها اى صوت وظلت محدقة فى عينيه فعاد قائلا : اقسم لكى لقد كنتى امنيتى التى اتمنى ان تتحق وحاربت لاجلها فوجدتنىاحارب لاجل حبى لكى وليس لاجل امتلاكك كجسد
يا عنود لقد كنتى لى قيدا من حرير فلا هو شد على فقتلنى ولا هو حررنى من حبك
مدت يدها واعطته الورقة فتعجب وسالها عن ماهيتها ؟
لم ترد عليه فالتقطها منها ولازالت يده الاخرى تحيطها ومع اول حرف قرأه صدم وجحظت عيناه فاخر شىء كان يتوقعه من ولاء هذا وما ان انتهى من قراءتها الا ورفع راسه لاعلى ورزفر نفس عميق ساخن مملوء بالضيق من تلك التى لا زالت تصمم على افساد اجمل لحظات نعيشها
نظرت له عنود دون ان تتفوه بشىء منتظرة منه اى رد يبرد وجع قلبها وشاهدته يطبق بيده على الورقة بكل غل ثم بدا يتحرك وهو لازال خاضنا لها واجلسها على طرف السرير بينما جثى هو على ركبتيه امامه فاصبحت مساويه له
نظر فى عينيها بعمق قبل ان يتفوه بحرف ثم قال : يا عنود ان كنتى قاتيها بعقل امراة لكنتى عرفتى ان ما بها الا مجرد حروف وكلمات خرجت من يد مرتعشة . يد انثى متمزقة من ضياع حبها . لقد نمت كلماتها على ما هى فيه من الغيرة منكى والا ما حاولت ان تفسد عليك ليلتك الاولى معى وقد نجحت
يا عنود انتى تعرفين انها كانت اول انثى فى حياتى وحقا قد احببتها حبا جما ولكنى شقيت من حبها لان غدرها بى جعلنى ارى حبها لاول مرة مجردا . جعلنى اكتشف حقيقة حبى لها
نعم لقد اكتشفت انى احببتها لانى لم اجد غيرها منذ طفولتى فانا كنت العب معها ونحن اطفال وعندما صرت مراهقا فاحببتها لانى لم ارى غيرها كذلك وعندما كبرت ظلت نفس الشىء فقد اغلقت على نفسى وهى داخلى ولكن عندما وقعت عينى عليكى شعرت ان هناك شىء ما تحرك داخلى ولكنى لم افهم ما هو حتى انى صرت انظر اليكى يوم عيد الميلاد بين الثانية زوالاخرى ولعلكى تتذكرين ومع ذلك لم افسر هذا الشعور او بمعنى ادق كنت اعلمه فانا طبيب نفسى واعرف كيف تتحرك المشاعر وكيف تحدث تلك الكيميا بين القلوب ولكنى كنت اكذب ما اشعر به ولكنك فجاة انصهرتى من الوجود حولى
وعندما عدتى وجدتك محرمة على للمرة الثانية فقد اصبحتى اخت زوجتى فكدت ان اصرخ ولكنى كتمت فى نفسى ولم اضن بالدعاء الى الله ليجمعنى بكى
ليتك تتذكرين يومها كم  فزعت عند رؤيتك
اخذ يسترسل فى الاعتراف بحبها وهى مصدومة ولم تعرف اتفرح انها كانت تحظى بحبه حقا طيلة الوقت ام تحزن لانها كانت السبب فى عدم سعادة اختها
قالت بعدم تصديق : احقا كنت تحبنى فى صمت
ابتسم وامسك كفها وقبله واوما بنعم
اغرورقت عيناها وقالت هل كنت انا سبب شقاء اختى ؟
وليد : والله ما شقيت اختك ابدا ولقد حاولت اسعادها ما كان بمقدورى ولم اؤذيها فى مشاعرها قط
قالت مقاطعة له : ولكنها اعترفت لراجية انها كانت تعلم تمام العلم انك تحب غيرها
وليد : ولكنى لم اشعرها باى شىء اقسم لكى حتى ان هذا الكتمان والتكلف كان يرهقنى انا لكنى كنت اكن لها ايضا كل ود واحترام يكفينى انها اهدتنى قطعة منها
.......
مر الوقت بينهما وقد أفلح وليد ان يبدل حزنها لسعادة

العنود والغول..الجزئين .. للكاتبة رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن