الفصل الثامن عشر

4.9K 199 19
                                    

البارت الثامن عشر

اشتاطت ولاء غيرة وغيظا فقالت بغل : كنت اريد ان يشرح لى وليد بعض النقاط
عنود ببرود : اوه معذرة مرة اخرى فوليد قال انه يحب ان يسترخى الليلة حتى انا ايضا كان قد واعدنى انه سيشرح لى ولكنه حقا منهك ولهذا طلب منى ان ادلك له جسده ليسترخى
لم تستطع ولاء سماع اكثر من هذا فقد فلحت عنود فى غيظها لاول مرة فاختفت من امامها وهى تنفخ اوداجها من الغيظ
خرج وليد وكانت عنود تغلق الباب وقد سمع اطراف الحديث ولكن ما جعله يتصلب فى مكانه هو مظهرها فالتفتت لتبدل ىملابسها فاذا بها تجده ملاصقا لها فشهقت وكادت ان ايغمى عليا فابتسم لها محاولا الا ينظر اليها او يتفحصها حتى لا تخجل اكثر مما هى فيه وسالها بهدوء : ماذا كانت تريد ولما قلتى لها هذا ؟
قالت وهى لا تزال لم تتمالك اعصابها وبدات تخبره بتلعثم  وهى تمد يدها بخفة حتى تلتقط روبها فقد كساها العرق وقد شعر هو بها فابتسم وقال ليزيد توترها : اممم والمفروض انى حقا احتاج للتدليك لاسترخى
كانت قد فلحت فى التقاط روبها وبدات ترتديه على عجل حتى بدان تستنشق نفس راحة ثم قالت : اظن ذلك
ابتسم بمكر وقال : وما الذى منعك ؟
قالت بخجل : انك لم تطلب ثم تحركت من امامه بسرعة قاصده الحمام لتبدل ملابسها وتعود الى ما كانت ترتديه
ضحك عليها واستلقى على السرير منتظرا اياها
وما ان خرجت الا واخبرته بما قالته لوالدته بشان الطعام وما كان منه الا ابتسم وقال : كنت لا اشتهى الطعام ولكن مادمتى ستشاركينى فيه هنا فقد عادت شهيتى
ابتسمت وقالت حالا ساعده لك بنفسى
مرت حوالى نصف الساعة وقد انهيا طعامهما ثم قالت : ساعد لك فنجانا من القهوة فقال : مارايك ان اعددناه سويا
خرجا معا وبدا يعد هو قهوته ويعلمها اياها مرة اخرى لتتمكن من اعدادها وحاوطها حتى اصبحت هى امامه ملاصقة لصدره واخذ يتحدث اليها وهى هكذا
رفعت راسها وهى تضحك على حالها وقالت : لقد استغرقنى صدرك وكنت قديما لا اظن انه يمكن ذلك فقد كنت بدينه جدا
ضحك اليها وقال ك انتى جميلة فى كل احوالك ثم ان العيب الان فى طولك فماذا انتى فاعلة فانا اميل حتى بدا ظهرى يشكو من الانحناء حتى استطيع ان اتحدث اليك
وخزته بيدها فى صدره فتاوة بضحك
صعدا مرة اخرى الى غرفتهما وما ان جلس على الكرسى الا وسحبها من يدها لتجلس الى جواره وبدا على وجهه ملامح الجدية وقال لها : اسمعينى يا عنود واعطينى رايك
بدت هى الاخرى مشدوة الانتباه له
قال : انتى تعرفين بالطبع ان عبير تحب سليم حبا جما
كادت ان تنفى عن صديقتها هذا الا انه قاطعها وقال : لا تنفى شيئا فانا اعلم واقرا وجهها ووجهه كذلك واعلم ما بينهم دون ان يعترفا بشىء وكم كنت سعيد بتلك العلاقة فسليم خير الرجال الذى ائتمن عليه اختى ولم احاول ان انهرها يوما عن حب رجل عاجز لانى على علم ان هذا ليس بيده ولا هذا ايضا شىء يعيبه فامتثلت للقدر وقلت ما دامت هى سعيدة فانا ايضا ساكون سعيدا
قالت له برفق : اذا اين المشكلة ولما هذا التوتر الذى اراه فى عينيك
قال : المشكلة ليست عندى ولكن المعضلة الان فى سليم نفسه
اقتضبت حاجبيها وقالت مشمئزة ك وهل تتوقع ان يرفضها الان بعدما اصبح سليما
نظر لها وقال بملامح جامدة : هو لن يرفضها هو رفضها بالفعل
اعتدلت واقفة وشهقت شهقة قريبة من الصرخة وقالت بصدمة : ماذا ؟ انه لخسيس اذاً
مد يده واجلسها مرة اخرى وقال اهداى واسمعينى للاخر فهو لازال يحبها ولكنه معذور فهو لم يرى نفسه يوما الا انسانا عاجزا ولم يرى الا نظرات الشفقة من كل من هم حوله فحتى حب عبير هو يشعر انها كثيرة عليه والان بعد ان ردت له عافيته اراد ان يشعر بذاته وبانه شخص طبيعى لا ينقصه شىء فاراد ان يرىويسمع كلمات الاعجاب الحقيقية ممن هم حوله فهو مثل المسجون لسنوات وما ان يرى بابا فتح له الا وركض بسرعه منه دون ان ينظر ما قد يخلفه من وراءه فهذا هو حال سليم هو الان يريد ان يثبت نفسه ويشعر بنظرات النساء اليه ويريد ان يجرب الحب من واحدة وغيرها غير عبير حتى يشعر بالثقة فى نفسه وربما بعد تلك التجارب يتاكد ان حبه لعبير هو الحب الحقيقى
صاحت هى قائلة : وربما لا يعود اليس كذلك ؟
وليد : نعم من الجائز ذلك
اخذت انفاسها تتلاحق وقالت بالم : اه عليكى يا عبير . يا ويلتى مما قد يصيبك بسبب خيبة املك فى هذا الندل الخائن
وليد : هو مظلوم يا عنود فقد شرحت لكى مبرراته التى قد لا يفهمها هو نفسه
قالت : ولما هى من تدفع الثمن فهى قد احبته وهو عاجز افلا يكفيه هذا ؟
وليد بالم ك انا اخشى على كلاهما ولكن اختى اكثر فكسرة قلب الانثى ليس بالهين فجرح قلبها لا يندمل بسهولة يا عنود
اما عن سليم فانا قد  شعرت انه من الان سيبدا علاقات عوغائية دون اى هوادة فما ينوبه الا انه قد يتخبط او ربما استغرقته المعاصى
قالت باسى : وماذا ستفعل مع عبير ؟
قال بالم : لا اعلم ولكنى لا اقوى على رؤيتها وهى تنهار فهى مثل ابنتى
ابتلعت ريقها وقالت : اعلم ذلك فمن يحب بصدق يكون جرحه اكبر
قال : سابدا معها باسنحالة رجوعه للبيت هنا بحجة ان والده اصبح لا يود مفارقته حتى لا تتالم وهى تراه يبتعد عنها تدريجيا
صمت قليلا ثم قال : عنود اريد ان اقول لكى على شىء وارجو ان تتفهميه
شدت كلماته انتباها بينما اكمل هو : انا اعلم ان ولاء لازالت باقية على الحب الذى كان بيننا واعلم انك تعانى ولكن كل ما اريده منكى ان تساعدينى لكى ابعدها عن طريقى برفق حتى لا اسبب لها الماص فهذا ما لا اوده وان خير طريق هو اشغالها باى عمل فاشغال العقل بامكانه ان يلهى القلب عن العواطف قليلا حتى يلهى النفس عما يؤلمها او ان يجعلها تتكيف مع واقعها فتتقبل وضعها بانى لن اعود لها ولهذا انا سررت بانها ستعود الى دراستها حتى وان كان غرضها الاساسى منه انها تكون جوارى
قاطعته قائله بغيرة : اذاص انت عالم كل العلم بانها لم تقعل هذا الا لاجل البقاء الى جوارك
قال : نعم اعلم هذا ولكن كما قلت لك فالعمل خير وسيلة وانا ساطلب منها الكثير من الابحاث لعلها تنشغل عنى بها ولهذا لا اريدك ان تغضبى منى ان رايتينى اطلب منها شىء
هزات راسها وهى تبتسم فها هو يسترضيها
مد يده وضمها لصدره وقال مناغشا اياها : ساعيد الى طريقتى السابقة وساطرح عليهم بعض الاسئلة التى يحاو لون ايجاد اجابة لها وانتى ستنضمين معهم
تمسحت فى صدره وهى توما براسها بالايجاب
عاد وقال : ساقيم لسليم  الحفل وساتكلم بحديث مهم سيستفاد منه الجميع واود ان تكونى اول الصاغين لى  كما اود ان تدعى اختك وزوجها كما كنت قد اتفقت معهم ثم تذكر اختها وقال : اعدك بانى ساتحدث مع اختك قريبا فى المركز وانى ساحل لها مشكلتها مع زوجها وساتحدث معه هو الاخر لانى تاكدت من قراة وجهيهما انهما يعشقان بعضهما حد ذوبان كلا منهما فى اعماق الاخر
اشرق وجهها وقال : حقاً
حك انفه بانفها مداعبا اياها وهمس لها وقال : حقا يا عنودتى وقبلها برفق
قضيا ليلتهما فى سعادة وهدوء ولم يجروء احد على ازعاجهما باى شىء يسبب لهما الضيق واخذ يدندن لها وهو يعزف على عوده حتى منتصف الليل
.........
حل الصباح وتجهزت كلا من عنود ووليد للذهاب الى الجامعه وكذلك تجهزت ولاء وتجمعا فى الاسفل ولكن سبقتهم ولاء وفتحت هى السيارة وجلست بجوار وليد وانتظرته هو وعنود
خرجت عنود ويدها فى يد وليد وما ان رات ما فعلته ولاء الا واشتعلت غضبا ولكنها لم تتفوه وكذلك فعل وليد ولم يرد احراجها
ركبت عنود فى الخلف وذهبا للجامعة وترجلت ولاء اولا من السيارة متوجهة الى محاضراتها بينما نظرت عنود لوليد نظرة ضيق فكانت تود ان ينهر ولاء عن فعلتها ولكنه لم يفعل
ما ان غادرت عنود متوجه الى محاضراتها هى الاخرى الا وعادت ولاء الى وليد محاولة ان تتحدث معه على انفراد
تنحنح وليد وترجل من السيارة بسرعة حتى لا يعطيها الفرصة ثم قال لها وهو يمد يده اليها : اعطينى مفتاح السيارة الذى بحوذتك
ولاء بعناد : لا انا لن اسمح لها ان تجلس جوارك
وليد وقد بدات ملامحه تتبدل : هى زوجتى وهذا حقها شئتى ام ابيتى وليس كونى لم ارفض جلوسك فى كل مرة انى ارضى بهذا بل حقها هى ان تجلس جوارى
جرحتها كلماته فمدت يدها واعطته المفتاح وقد شعرت بالخزى والجرح فى كرامتها من اسلوبه الجاف معها
جلست عنود فى محاضراتها بجوار نفس الفتاة وكانت قاصدة ذلك
الفتاة بعفوية : اه من هذا الرجل كل يوم يزداد جاذبية وكم راسلته ولكنه ابدا ما يعيرنى اهتمام ولكنى لن اياأس او امل حتى يكون لى
عنود بغيرة : كيف ترخصين حالك هكذا ويجوز انه متزوج
ضحكت الفتاه وقالت : حتى وان كان متزوج لن ارفضان اكون زوجة ثانية فبالله عليكى هل هذا رجل يجوز ان يترك هكذا دون ان تعشقه كل الفتيات انه لجذاب حقا ثم انا اعذره فى عدم مبالاته لى فهناك الكثيرات مثلى من يراسلنه
عنود بفزع : احقا ما تقولين هناك كثيرات يراسلنه
ضحكت الفتاه وقالت : يبدوا انك لا تعرفين شىء فمعظم الفتيات هنا وفى الفرق الاخرى يراسلنه ثم نظرت لها وقالت : هل لا ترين جاذبيته الناضحة نضجا لقد اثرنى حقا حتى انى بحثت عن عطره واشتريته
عنود بغيرة : ماذا ؟ وهل عرفتى اسم عطره كذلك ؟
الفتاه : انا اعشق كل ما فيه ولكن لما اراى على عينيك غشاوة فانا لم اراكى قد تاثرتى به
كادت عنود ان تقول لها : بل هو ياسرنى ولكنها خافت ان يفتضح امرها ولكنها كانت تنظر الى الفتاة بغيرة وتود الا ينظر اليها وليد ابدا ونظرت فوجدت الفتاه تكتب له
انا لا استطيع لمسك ولكنى على امل ان يلمسك ما اكتب
يا من بحثت عن العطور جميلها ليكون عطرك فى الانام نسيما

العنود والغول..الجزئين .. للكاتبة رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن