البارت 20

2.7K 133 6
                                    

البارت 20

مراد العجوز : كيف حالك يا عنود ؟ واين انتى ؟ طمنينى عنك

عنود : الحمد لله على كل شىء ايها العجوز لا تقلق على فانا بخير ولانى تعودت على المجاهدة فى الحياة فاطمئن فلازلت اجاهد بكل ما بقى لى من قوة

العجوز : كلماتك لا تدل على خير ابدا يا عنود

ابتسمت ابتسامة حزينة ساخرة وقالت : نعم ايها العجوز حقا ما استنبطت فقد عشت اسوء الايام بمفردى فكم تمنيت لو كان هناك نسختين منى لكى اربت على ظهرى فحولى الكثيرون ولكن لا احد احيك انا به لانى قد فقدت الشغف نحو الميل الى الاشياء واستوطنتنى برودة المشاعر وشحب كل شىء فجاة واصبحت ارى كل شىء مطموس

وان اردت وصف حالى بكلمات موجزة فقد اصبحت ميتة دون موت

بكى العجوز لاجلها فقد كان الحزن يملا صوتها

......

ما ان خل الصباح الا وتفاجا العجوز بادريان ينبح على صوت بوق سيارة وليد فتعجب انه كان منذ ساعات قليلة معه فلما جاء باكرا هكذا ؟ ولان العجوز هو الاخر يخفظ وليد فقد توقع انه قرا وجهه وترجم تلعثماته فركض بسرعة من خلف زجاج نافذته ليستقبله ولكن سرعته القصوى كانت لاجل التقاط هاتفه فقد تركه امس على المنضدة وتوقع ان يفتحه وليد لانه جاء خصيصا لاجله

ولكن على الرغم من سرعته الا انه قد تاخر فقد التقط وليد الهاتف وعرف كل شىء

استلقى على اقرب كرسي وارجع براسه للخلف لعله يعطى سعة لرئتيه فقد اختنقت انفاسه

مراد : لقد كنت غبى حين نسيت الهاتف بعيدا عن يدى ولم اقدر قراءتك لملامحى الا بعد فوات الاوان

وليد بحزن وكانه لم يسمع ما تفوه به العجوز وسال هل تحدثت معها هاتفيا ام اكتفت بتلك الرسالة ؟

مراد : لم احاول ان اثقل عليها من اول مرة وتركت لها الموضوع اختيارى حتى لا تضعف اكثر

وليد : لقد اغلقت صفحة التواصل لديها وهذه صفحة جديدة اذن ساتحدث معها عن طريقها وربما دب امل جديد

لم يرد عليه العجوز لان اى كلام لن يرد وليد عما عزم عليه

.............

راجية : اين انتى يا عنود لقد بحثت عنك كثيرا فلما اختفيتى عنى هل اعتبرتينى مثل و ليد ؟

عنود : ابدا ولكنى ايضا اردت ان ابدا حياتى دون ان اثقل على اى شخص

راجية : وهل انا اى شخص ؟ السنا بشقيقتان ؟ ثم اكملت كلامها معاتبة وناهرة : ماذا جنيتى من تواصلك مع هذا الرجل الذى تدعى انه ابانا الا خراب حياتك ؟ الم اقل لك ان وجوده فى حياتنا هو اكبر نقمة لنا ؟

عنود : لا عليكى من هذه المهاترات فهو ابانا ان شئنا ام ابينا ثم انه قد انصلح حاله فربما كانت دعوة لامنا ولكن لم يسعفها الوقت لتفرح بتحققها

العنود والغول..الجزئين .. للكاتبة رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن