البارت 26

2.9K 138 12
                                    

البارت 26

اخيرا وصلا الى البيت ولكن تبدل حالها وما ان وقفت امام بوابته الا وانتابتها كل الاحزان فقد تذكرت كلماته وقسوته عليها وتذكرت كيف فى لحظة مزقها اربا ولم يرحمها من قسوة كلماته

لوحت بعينيها نحو نافذة ولاء وقد وجدتها خلفها تراقب عودتها وكانما لم تبرح مكانها منذ تلك الليلة وكانما انها لازالت تشفى غليلها منها وتتشمت فيها

بينما كان على العكس فولاء اكثر منها الما فها هى للمرة الالف يخيب وليد ظنها واملها فى العودة اليها

انتبهت على صوت والدها وهو يمدح البيت ويمد حديقته فنظرت حولها فلم تجدهم بجوارها فتقدمت خطوات نحو الداخل واخذت تتامل الاشجار التى ماتت معظم اغصانها ونظرت للزهور التى ذبلت واغمضت عينيها واخذت نفس عميق بعدما شاهدت تلك الاريكة التى شاهدت بكاءها وذلتها

تذكرت كل شىء ولكن شىء واحد لم يتغير وهو دفء المكان ورائحة وليد التى تملاؤه فعلى الرغم من ان البيت كساه الغبار وبدا كما لو كان مهجورا الا انها شعرت بانفاس وليد ورائحته تسكنه وكمانه لم يغادره قط

سمعته وهو يرحب بوالدها ويشير له بالجلوس وقال : ساعد لك فنجانا من القهوة من صنع يدى

والدها : لا عليك يا بنى فاترك صاحبة الدار تعد لنا ما تشاء فانا الليلة ضيفها

شعرت عنود ان والدها انما يحاول ان يقويها بكلماته الغير مباشرة ليعطيها دفعة للبداية ولكنها ظلت مكانها متيبسة الخطوات ولم تجروء على الخطى نحو الداخل

عاد عليها ابيها قائلا : ادخلى يا عنود احضرى لنا ما شئتى قبل ان اغادر لاحضر الماذون

ظلت على حالها من الصمت والسكون

هنا شعر وليد انه لا مفر من مساعدتها فمد يده وسحبها نحو الداخل وقال مناغشا لها لعله يفلح فى كسر مشاعرها : اراكى نسيت مكان المطبخ

ما ان وطات اقدامها نحو الداخل الا جالت بعينيها بسرعة فى كل جدار تتامله وكانها تساله هل لازلت تذكرنى ها انا قد عدت اليك من جديد

وقفت تعد القهوة وهو يتاملها بسعادة واكثر ما اثاره هو خجلها وارتباكها وكانها لازالت عذراء

باغتها بان وقف خلفها وحاوطها بذراعيه كما كان يفعل واخذ يعد معها القهوة يدا بيد

توترت وحاولت ان تهرب من احاطته لها بهذا الشكل الا ان شىء ما بداخلها كان سعيدا وقد عادت بذكراها لوضعهم قبل الطلاق وقالت بصوت متلعثم : ارجوك يا وليد فوالدى فى الخارج وانت لم تعيدنى بعد

مال على اذنها وكانما لم يسمع منها اى شىء وقال : لم انساك لحظة ولم تغيبى عن عينى فكلما تقلبت حتى فى نومى رايتك الى جوارى فحتى عندما كنتى هنا لم اتركك لحظة بل كنت اتسلل لك كل يوم واسهر على باب غرفتك احرسك حتى تغفين ولا اتركك الا فى الصباح وبعدها ارحل لانام انا وشعرت بعدها انما كان وجودى بجوارك ليس لنى خائف عليك فقط بل لانى اكتشفت انى انا ايضا كنت اكتسب قوايا وقدرتى على العيش منك فبعد ان تركتينى جفانى النوم والراحة

العنود والغول..الجزئين .. للكاتبة رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن