البارت العاشر

3.6K 156 11
                                    


البارت العاشر

صفق له وليد فتبعه الباقين بالتصفيق بينما نظرت له ولاء نظرة اعجاب فاجابته السريعة دلت على ثقافته
انتبهت على سؤال منه وترها فقال لها : انتى أي بنت في تلك الاعمار
ردت بحياء ولكن وجهها قد تجهم وقالت : ابنث الثلاثين وشارفت العقد الرابع
ابتسم لها ليمنع عنها الضيق والخوف من تقدم العمر وقال : اذا انتى نة نعيم وليتك تجمعين معكى اللين
نظرت له بصفاء فقد شعرت انه يذهب عنها يئسها من تقدم العمر بها
بينما ذهبت عنود الى وليد وتابطت ذراعه وقالت بابتسامة انا ابنه العشرين
ضحك عاليا لها وحك انفها وقالت : بل انتى فى نظرى الحور العين فقد ارتسمتى فى الاحداق وانتى فى مهد طفولتك ولكنك كنتى تتمتعين بجمال بنت العشرين وجنة بنت التلاتين ولين بنت الاربعين
ابتسمت له فقال لها اذهبى واهدى ولاء هديتها
رحلت من امامه وما ان اتت ولاء حتى قطعت حديثها مع علي ونظرت للهدية فى يدها وقالت باشمئزاز وجمود : لم اتفق معكى على هدايا لاخذ منك هديتى فاذهبى بها لمن اتفقتى انتى معها
احمر وجه عنود فلم تتوقع مثل هذا ارد منها
كان علي متابع لولاء ولاحظ تبدل ملامحها فشعر ان فى الامر شىء وما اكد ظنه ان اتى وليد من خلف عنود وامسك منها الفستان واهداه الى ولاء تحت انظار كلا من عنود وعلي وقال : وما انا وعنود الا شخصين بروح واحدة ويوم ان اقترحت الهدية لم اقل ان انا من يسلمها بنفسه وعموما ها هى الهدية معكى
هم ان يختفى من امامها ساحبا عنود الا ان ولاء قالت بحدة وغرور وقد نست ان علي بجوارها ينصت اليها ويفسر ملامح وجهها الغاضب : لما لا تعترف يا وليد انك لم يكن فى استطاعتك ان تاتى الى وتهدينى هديتى لانك ببساطة غير قادر ان تواجهنى وانا ارتدى ما قد اهديته الى سابقا وكم تغزلت فى وانا ارتديه هل خفت من ضعفك امامى ام من جاذبيتى عليك ام من خشية اعترافك امام نفسك انك حتى الان لم تنسانى واكبر دليل انك ظللت طيلة حوارك ترقبنى وترقب حركاتى ولكنك تخفى الحقيقة
كاد ان يرد عليها الا ان عنود ولاول مرة تسبقه فى الرد بكل عناد او ربما بكل ثقة قد اكتسبتها من كلمات وليد او لان بداخلها قوة ا رادت ان تساعد بها وليد فى طرد لعنه تسمى ولاء : والله ما احد يخفى الحقيقة غيرك فانتى لا ترغبين على الاقل فى مواجهة نفسك بانه قد اختار غيرك وتزوجها وانه يحيا حياة سعيدة واراكى لا تخدعين الا نفسك بافكار مزيفة تزينينها انتى لنفسك فاين الملذة هنا ؟
ابتسم وليد على ثبات عنودته ومد له كفه فامسكت به وابتسمت مرة اخرى ابتسامة ثقة ورحلا الاثنين من امام ولاء التى كادت تصرخ لولا صوت علي قال لها بحنان : والله ما ارى الا ملاكا يشع جمالا يقف امامى فلما هانت عليكى نفسك ان تجعليها تحيا بنصف حياة ؟
تنبهت اخيرا انه جوارها وقد احمر وجهها لانها علمت انه سمع كلمات وليد وعنود الجارحة فتلعثمت وقالت : لا افهمك
قال لها بصدق : انتى جميلة حقا وهناك الكثيرون من يتمنوكى ويرونك انثى كاملة فلما ترين انتى انكى نصف انثى حتى تعيشين بنصف حياة وبنصف رجل ؟
ردت عليه وقد امتلات عينيها بالدموع : انه كان لى وحدى ولكنه اختلسته منى فى حين غفلة منى
قال لها علي : لا اصدقك فكلامهم لا يعنى هذا فهى تتحدث امامك فى ثبات وثقة ولا اريد ان اعرف كيف استولت هى عليه وما يهمنى هو انتى فلا تسحبينى للحديث عنها واعلمى ان هناك فرق بين الحب وبين التعلق فما انتى فيه الان ليس حبا بل تعلق فالحب احساس راقى اما التعلق فهو احساس مميت فلا تتعلقى الا بربك فهو الوحيد الذى ان تعلقتى به احياكى

العنود والغول..الجزئين .. للكاتبة رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن