العنود والغول..الجزئين .. للكاتبة رباب عبد الصمد

البارت 36

البارت 36

دنا منها ولازالت عيناه زائغة على ملامحها وهى تزداد ضراض قلبها حتى بدت مسموعه جلية له

جلس بجوارها على الفراش ومد كفيه واحتضن وجهها ثم كفكف باصبعيه دموعها ولازال الصمت هو السائد حتى بدا يقول لها بهمس ك اتعرفين ما هو اسوء عقاب تعاقبين به احد اذنب فى حقك ؟

لم ترد ولازال وجهها بين كفيه ولازالت عيناها زاغتان بينما هو اكمل كلامه قائلا

اشد عقاب ليس ان تهينى من امامك او تكرهيه او حتى تخرجيه من حياتك وانما اشد عقاب هو ان تعيديه مرة اخرى الى نقطة البداية

تعيديه شخص غريب مرة اخرى عن حياتك ولكن مع اضافة انه لا يكون لديه اى فرصة اخرى لان الغريب قد تعامله وتعطى له فرصة وربما فاز بالقرب منك اما من عاقبتيه هكذا فيعنى انه قد استنفذ كل الفرص لديك وانتهت صلاحيته فى قلبك وسيبقى دوما على هامش حياتك بعدما كان هو مركزها ونورها

والاسوء من هذا كله انه يكون على تمام العلم ان اى عابر سبيل له فرصة ان يحظى بمكانته بدلا منه او ربما كان من نصيبه اكثر من فرصة يتمنى هذا الشخص ان يخطف منه ولو فرصه ليعود اليك

يا عنود الاهانة والعتاب ومثلهم الهجرفلا يوجد اسهل منهم ولكن كل هذا امر هين مادام هناك فرصة للعودة وربما بعض المشاجرات تزيد لهيب الحب ولكن تكمن الطامة الكبرى عندما تعيدى هذا الشخص الى حجمه الطبيعى خارج دائرة حياتك

فهنا تكون النهاية فهل قد انتهيت انا من حياتك ؟ هل عدت الى حجمى الطبيعى خارج قلبك ؟ هل استنفذت كل فرصى لديك؟

جحظت عيناها وانهمرت دموعها فكيف له ان يشعر بهذا الم يشعر ان حجمه اكبر من ان يتحمله قلبها

قالت بصوت يقطعه صوت شهقاتها : هل فهمت هذا من كلماتى ؟

وليد بحزن وقد عاد يكفكف دموعها باصعيه ؟ لقد فهمت ما هو اسوء يا عنود فهمت انى لم اكن لكى سندا ولم اكن لك صديق ولم اكن اب ولا اى شىء بالمرة

فهمت انى لم اكن فى دائرتك بالمرة فى اى يوم كان

فان كنت اعنى لكى اى شىء لكنتى اعتمدتى على واخبرتينى بخطواتك واسرارك ولكنى فهمت ان العجوز وسليم هم افضل منى لديك

قالت بشهقة : اااه كيف فهمت هذا والله لقد كنت اقصد انك دخلت حياتى فجعلتنى اعشق نفسى بكل تفاصيلها كنت اقصد انى كملت حياتى بحبك لى . كنت اقصد انى حياتى بدونك هى وفاة على قيد حياة . كنت اقصد انى اخبرك انى مهما حاولت ان ابحث عمن هو يشبهك فكانما انا فى الحقيقة اركض فى طريق ليس له اخر

قاطعها قائلا وقد امتلاءت عيناه بالدموع : لقد اوجعتينى

اوجعتينى عندما شعرت انى بت صغيرا امامك . اوجعتينى عندما جعلتينى احقد على من كنت اظنه لا شىء فى سماءك