الفصل الثاني عشر

4.8K 174 17
                                    

البارت الثالث عشر

دخلت عنود الى الحمام فقد شعرت بمغص وارادت ان تكذ ما شكت فيه ولكن رات ان شكها كان فى محله فتوترت ولم تعرف ما الحل فالمفروض ان اليوم هو زفافها الى وليد حقيقيا
ازداد الخجل لديها واخذت تبنى حجج واهية لتقولها له
واثناء ما هى كذلك سعت طرقات وليد على باب الحمام ففزعت وشهقت داخليا وقالت بصوت خافض : يا ويلتى ماذا ساقول يالا خجلى
طرق مرة اخرى زوقال وهو يداعبها : هل اختارتى الانفلات منى بالهروب الى الحمام ام انك عجلتى لتنتظرينى
لم ترد فتعجب صمتها فطرق بصوت اعلى وقد بدا عليه القلق ونادى عليها : عنودتى لما لم تردى ؟
فتحت الباب وحاولت ان ترسم ابتسامة ولكن فرط توترها منعها فقالت بتلعثم وهى تلملم ملابسها حول جسدها : ظننت انك ستتاخر اكثر من ذلك
نظر لها يتاملها فشعر بان هناك خطب ما فقال باستفها : ما ذا حل بكى ؟
نظرت له ولم تعلق وتحركت امامه وهى تحاول الا تظهر المها من المغص
شعر بها فمد بصره نحو الحمام ليتاكد مما شك فيه ولكنه لم يفهم شيئا فعاد ونظر الى يدها المحاوطة لبطنها فتاكد شكه فابتسم لها وقال : يبدو ان الانفلات اليوم قدر ومحتوم
نظرت له وقد شعرت بانه قد فهم ما الم بها فازداد خجلها ولم تعلق
اقترب منها وجلس جوارها على طرف السرير ومدد بجسده ومال براسه على كتفها وقال مناغشا لها : ما رايك فيمن يضيع عنى مغصك فانا وحدى من عندى الدواء
خجلت اكثر وانكمشت فى نفسها
عجبه توترها فاراد ان يزيدها فقال : سادخل لاخذ حماما دافئا وعندما اخرج اريد ان اجدك مستعدة
هنا ردت بسرعة : مستعدة لماذا ؟
ضحك عليها فقد نجح فى توترها اكثر وقال وهو يغمز لها بطرف عينيه : استعدى لاعطيكى الدواء الم اقل لكى ان الدواء عندى وحدى
قالت : انت لا تفهم شىء انا .. انا ..
قال بهدوء : انا علمت ما يؤلمك ولكنى اعيدها عليكى الدواء عندى فكيف ستعطينى ثمنه ؟
قالت : اذا كنت فهمت ما الم بى حقا فماذا تقصد اذا
ولاها ظهره متوجها للحمام وقال : عندما اخرج ستعرفين ما اقصد ولكن كونى مستعدة لاعطائى الثمن
تركها ودخل الحمام وجعل الماء الدافىء يتدفق على كامل جسده ليطد اى ارهاق الم به فهو كان يريد ان ينعم بليلة رومانسية معها كما نوى ان يزيل عنها اى خجل تجاهه بينما تركها هى وهى تطرح الاف الاسئلة لنفسها عما فى نيته فاذا كان فهم ما عندها فما قصده بكلماته تلك
ابتسمت داخليا لنفسها وقالت : انه رجل غريب ما يراه امام عائلته لا يراه وهو ينظر الى متفحصا هكذا فهو دوما ما يشعرنى انى فى عالم اخر بين يديه ثم اتسعت ابتسامتها وقالت لاهندم من حالى قبل ان يخرج ثم اخذت تضع ملمع الشفاه وتلملم شعرها لاعلى  ولملمت روبها واحكت اغلاقه خجلا منه ثم عطرت الغرفة وجهزت له ملابسه وهمت ان تذهب للسرير فوجدته فتح المقبض على حين غرة وكان قد ارتدى شورتا قصيرا لكنه كان عا رى الصدر فاسرعت من خطواتها نحو السرير فضحك عليها وقال : والله مهما ابتعدتى لبعد دقائق لتتمسكين بى وتطلبين تمام الالتصاق بى ووقتها سابتعد انا عنكى حتى تتوسلين منى القرب
قالت له : اذن انت لم تفهم شيئا
مد يده واخذ ملابسه التى قد اعدتها له وقال لا داعى لها فانتى سترغبين فى هكذا بالشورت فقط
كادت ان تبكى فقد لعب باعصابها اكثر من اللازم ولم تعرف كيف ستتصرف وماذا ستقول
جلست على طرف السرير بينما اقترب هو وجلس على الطرف الاخر وممد جسده وظل ثابتا دون حركة وامسك بالريموت يبدل القنوات وكانه لم يقل شيئا بينما هى ظلت على حالها تراقب حركاته واستعداده وهو  يفهمها وعلى حين غره جبها الى صدره فكادت ان تصرخ فكتم صوتها وقال : كنت اظننى تزوجت من طفلة عنيدة ولكنى اكتشفت اننى تزوجت من طقلة بلهاء مخبولة افخيل اليكى اننى مع كل تحركاتك هذه والمك لم افهم ما الم بكى ؟
انت لم تفهم شيئا والدليل هو جذبك الى بتلك الطريقة الان ضحك عليها وداعبها فى انفها وقال متصنعا الاندهاش : يبدو انكى فعلا مخبولة وهل جذبى اياكى هكذا ممنوع ام ان الحائض محرم عليها النوم جوار زوجها
هنا اغمضت عينيها وتنفست نفس راحة لانه فهم ما عندها ولكنها عادت وتوترت وبدات تنسحب من صدره بهدوء ولكنه كان الاقوى منها بل على العكس ضمها اكثر اليه حتى باتت كما الطفلة فى حضن والدها وقال لها بجدية : اسمعينى جيدا يا عنودتى : عندما خلق الله الذكر والنثى خلق فى كل منهما اشياء تكمل الطرف الاخر فمثلا عندما خلق الله الطفل فى بطن امه يشعر بما يلم بها وما ان كانت حزينة ام سعيدة ثم جعله يعرفها من بين ملايين هذا بالفطرة ومن رائحتها فبين الام وطفلها علاقة من نوع اخر
ثم بعد ذلك نرى ان الطفل عندما يصير رجلا فانه دوما ما يحتاج الى حضن المراة لتكسبه الحنان الذى يعطيه القوة والاقدام فعلى الرغم من ان الرجل هو من يملك القوة الا انه يستمدها من حنان المراة فلا تتعجبى من هذا
والمراة كذلك تستمد الحنان والدفء من الرجل وبين الزوجين يكون هناك تناغم من نوع اخر فمثلا لايصاب الزوجين باى عدوى من العرق عند التقارب بينهما اثناء اى علاقة الا اذا كان هناك عدوى من مرض ما فهذا شىء اخر وكن نجد ان كلاهما قد يصاب بالعدوى من عرق اى شخص اخر حتى ولن لم يكن به مرض
ثم ان الزوجة وحتى فى الحيوانات تبعث من جسدها رائحة لا تشعر هى بها ولكنها كفيلة باثارة زوجها فى حين ان تلك الرائحة لا تثيره مع اى امراة اخرى حتى وان اقام معها علاقة
ثم ان الرجل يفرز فى عرقه هرمونات مهداة للاعصاب ومرخية للعضلات لزوجته سبحان الله فاذا ما ضم الزوج زوجته فتشعر هى بالارتخاء والهدوء حتى ان المراة الحائض التى دوما ما تصاب بالالم يقولون لها سترتاح كل متاعبك بعد الزواج فهذه مقوله يرددها الكثير دون فهم فحواها
وهذه هى السكينى بين الزوجين يا عنود
فتجدين ان هناك ازواج لم يتزوجا عن حب ولكنهما ما ان يجتمعان فى فراش واحد الا ونزلت السكينة وهدات اعصابهم وشعر كلا منهما بالحنين للاخر هذا ليس شعور عابر ولكنها هرمونات فى جسد كلا منهما تهدىء الاخر ولهذا قلت لكى انى معى الدواء لالامك
تفاجا هو بحركتها فقد اقتربت منه اكثر واخذت تتمسح فى صده فشد على احتضانها واخذ يضحك عليها ويقول اين المقابل ؟ فهناك من الاناث غيرك فى حاجة الى هذا الحضن
رفعت راسها وضربته بخفة بجبينها فى صدره وقالت :لن يكون هذا الصدر الا لاحتوائى انا فهو لن يتسع الا لسواى اليس كذلك ؟
هز راسه ايجابت فعادت ودفنت راسها فى صدره فقال لها اتعرفين يا صغيرتى العنيدة لما جعل الله عدة المراة و فوت ثلاثة قروء عليها ؟
لم ترد ولكنها عادت ورفعت راسها لتستمع لرده
مسح على ظهرها وقال : لان الرجل يترك فى رحم زوجته بصمته الخاصة به فلا تزول عنها الا بعد ثلاث حيضات والبصمة هنا لا تخص الانجاب واختلاط الاجناس  اومجرد علاقة جنسية فقط انما تخص مشاعر المراة ايضا فمجرد وجود بصمته فى رحمها يجعلها دوما لا تتقبل اى مشاعر او تقبل على اى حب لان ماء زوجها كان فيه هرمونات تهدا من عواطفها وتكسبها راحة كما المسكن ولا يزول اثر هذا الا بعد ثلاث حيضات تامة كاملة 118 يوما
صمت لبرهه وربت على ظهرها مرة اخرى وكانه يبث فيها الاطمئنان وقال : ان الله كرم بتلك العدة المراة ورحمها فهو اكثر الناس علما بها وبقلبها فرحمها برحمته
نظرت له وقد اغرورقت عيونها بالدموع وقالت : ولما كانت كل تلك اشياء وضعها الله بين الزوجين فلما يكون الفراق ولما تكون الخيانة
شد عليها وقال : لاننا اما ان اختارنا الشريك الخطا او ربما ان كلا الزوجين لم يجهد نفسه ليفهم الاخر وفهم مشاعره
اتعرفين يا عنود انا رسول الله (ص) كان بيته مثل اى بيت فيه الخلاف وفيه الغيرة وفيه الحزن وفيه نقص عقل المراة ايضا بل والادهى انه كان فى بيته اجناس والوان مختلفة من النساء وبالتالى اختلفت العقول حسب الحضارات والنشاة ولكن رسولنا تربى بيد الله فعلمه ليعلمنا بدوره كيف تعالج الامور وكيف يكسب الرجل المراة بكل رحابة فعلى الرغم ان زوجات الرسول كان فيهن الكبيرات سنا العاقلات والشابات المندفعات وكذلك كان من بينهن التى تربت على جمود القلب وغلظة الالفاظ او التى تربت على الكره والدهاء الا انه علمنا ان فى النهاية كلهن مهما اختلفن فى الوانهن او سنهن او طبائعهن الا انهن اجتمعن فى صفة واحدة هى انهن جميعا اناث لا يحتاجون سوى عقل رشيد وقلب حنون ولهذا استطاع الرسول ص ان يؤلف بينهن ويرسى الثوابت بينهن فعاملهم بالعقل ولين الكلام وبالرفق والود
وان تعامل كل رجل بما تعامل به رسوله ما وصل بيت لما وصل اليه
صمت كلاهما ثم عاد وقال : هل لى ان اسالك سؤال
اومات بالايجاب فقال : لما عندما دخلت عليكى اول مرة وجدتك جالسة شاردة تقلبين قنوات التلفاز دون هوادة ودون رشد الى شىء بذاته
نظرت له بتعجب وقالت : هل لمحت هذا فى وعلى الرغم من ذلك تعاملت بكل رومانسية واضحكتنى ولم تحاول حتى سؤالى ؟
ابتسم لها وقال : نعم لانى شعرت وقتها ان سالتك لن تجيبينى بصراحة فتركتك لحين اجد الوقت المناسب ثم اى كنت مشتاق اليكى حقا فلم ارد ان افقد لحظة اللذة بشىء قد يضايقكى قبلى
ابتسمت بحنان له وقالت : انت حقا فريدى كما اسميتك فقد قراتنى وقرات ردة فعلى من مجرد نظرة والان ساعترف لك بما كنت اشعر به
لقد شعرت بكسرة كبيرة يوما ان زفيت اليك فلن استطيع ان اصف لك كسرتى وانا اتابط ذراعك وادخل الى دارك وليس لى سند يسلمنى اليك فكم تمنيت ان يكون ابى موجودا او ان لى اخا يرفع من راسى امامك ولكنى وجدتنى وحيدة انا واختى فحتى عمى لم يكلف نفسه ان يظل معى حتى اصل بيت زوجى وما زاد قهرى ان ارسلت لى راجية تعتذر عن الحضور فى الصباح بل ستاتى فى المساء لانشغالها بعملها فشعرت انى حقا وحيدة
قبلها فى جبينها وقال : اعتبرينى انا ابيكى واخيكى وان اردتى خادمك ايضا
حاوطته بذراعيها وقالت : بل انت تاج راسى
قال لها : ايتها المناغشة اتركينى انام قليلا ونامى ايضا فلديكى غدا اولى محاضراتك
قامت فى الصباح فلم تجده ولكنها سمعت صوته فى الحمام فابتسمت وقامت وهى ممتلئة نشاط وفتحت خزانتها وانتقت فستانا ذات الوان زاهية وحجاب ذات لون هادىء
انهى حمامه وخرج فوجدها قد استيقظت فابتسم لها وقال : صباح الخير كيف حالك اليوم ؟
ابتسمت له وقالت : لاول مرة يختفى الام فكل مرة اظل اسبوعا كاملا اتالم
ضحك عليها مناغشا وقال : اسبوع هذا كثيرا جدا ولكن ليس له دواء عندى
ضحكت ثم تركته بسرعة ودخلت بدورها لى الحمام فما ان اغلقت الباب الا وسمعته قول لا  تتاخرى سانتظرك فى الاسفل لنتناول فطورنا جميعا ثم اخذك فى طريقى للجامعة
نزل وليد فوجد الكل فى انتظاره وكذلك هبة واحمد فالقى على الجميع التحية وجلس وهو متوتر فقد وجد ان ولاء قد جلست الى جواره وهذا مكانها المعتاد فكيف يجعلها تتخلى عنه لاجل عنود ومن الناحية الاخرى كان يجلس سليم على كرسيه المتحرك
ظل يفكر فى الحل للحظة الا انه سمع صوت وقع اقدام عنود قادمة فتوتر ولكن سليم انقذ الموقف بنفسه ونظر نظرة سريعة لعبير ففهمته فافسحت له مكان جوارها فتحرك سليم بسرعة حتى ثبت جوار عبير بينما قام وليد بسرعة وجل كرسى لعنود ونظر نظرة امتنان عابرة لسليم لحسن تصرفه ورفع الحرج عنه
القت عنود هى الاخرى التحية وجلست فى هدوء وقد بدا عليها التوتر فهى لاول مرة تجتمع معهم على السفرة
اول من بدا الحديث كانت والدة ولاء : لقد ازدادت عائلتنا فردا يا بنيتى فى وجود وسطنا ونرجو ان تنعمى بحياتك مع وليد وان اغضبك يوما فنحن له
ابتسمت عنود وردت شاكرة بصوت خفيض من التوتر مع الخجل بينما ردت ولاء بصوت اعلى : وليد لا يغضب احدا قط بل هو من يحيطنا جميعا بحنانه الا تعتقدين ذلك يا عنود فقد قالت لكى امى ان اغضبك وليد يوما فنحن لها ولكن يبدو انك لم تسمعيها جيد ثم نظرت الى امها مرة اخرى وقالت : ان اردتى ان تتحدثى مع عنود يا امى فيجب عليكى ان ترفعى من صوتك
صمت الجميع من رد ولاء القامع للنفس ونظروا الى عنود نظرة شفقة فهمت عنود ان ترد الا ان وليد سبقها وقال : ليس كل الاصوات حميدة يا ولاء وقد حمى الله عنود من سماعها فلم تعد تسمع الا من تقررالانصات له غيرنا نحن الذى يلقى على مسامعنا كلام على السنة ناس كالبهائم لا تعى كما تقول
وقام من مكانه على الفور وسحب عنود من يدها وقال : هيا يا عمرى لقد تاخرنا
نظرت ولاء للجميع فوجدتهم ينظرون لها نظرة كره  وشعررت ان الجميع يود سبابها فبكت وقامت تركض نحو غرفتها
بكت امها هى الاخرى على حال ابنتها بينما نظرت والدة وليد لاختها وقالت : ارجوكى تحدثى معها لتقلل تلك الحماقات فهذا ابنى ايضا ولا اريد ةان انغص عليه حياته فما الداعى لتصرفاتها تلك مادام اصبح يهوى امراة اخرى
لم تتفوه والدة ولاء بحرف وظلت تبكى بينما قالت لها عبير بهدوء : ليتك تتحدثين لها يا خالتى وافهميها ان ما تفعله يذهب كله هباءص ولن تربح من وراءه سوى عداوة وليد وبعده اكثر بل قد يترك البيت كله برمته فلن يعذب زوجته كل يوما هكذا
احمد : هذه لم تعد اختى انا اعرفها جيدا هى لم تتكلم من داخلها ولم يعد لها رشد فهى غير مستوعبه ان وليد الان اصبح زوجا لاخرى بالفعل لا
امه وهى تنتحب : وما العمل يا بنى اخشى ان تضيع منى
احمد : كان علينا ان نمنعها عندما اختارت ان تتزوج من رجل اخر ونحن نعلم انها تعيش بقلب وليد مهما كان فنحن قد اشتركنا معها فى تدمير نفسها
هبة : مهلا على امك يا احمد فكفاها ما هى فيه من حسرة
عبير نظرت لخالتها نظرة وكانها تتشفى فى ولاء لانها نصحتها كثيرا انها من ستندم لانها اكثر الناس معرفة بقيمتها عند وليد
.............
فى الناحية الاخرى جلست عنود الى جوار وليد فى السيارة واشاحت بوجهها نحو الخارج فكلمات ولاء ذبحتها ومحت اى سعادة عاشتها معه ليلة امس
وليد ايضا ظل صامتا لا يعرف من اين يبدا فهو كان يفكر فى كلتاهما فهو حزين على موقف عنود ومتالم لاجلها ولكنه ايضا كان متالم لاجل ولاء ولكن تالمه ليس تالم عاشق وانما لانه اكثر الناس معرفة بها حتى امثر من نفسها فهو يعلم انها الان مقهورة مثلها مثل عنود على الرغم من ان الواضح للناس انها هى الفائزة بالجولة
اخيرا وصل امام باب الجامعة فتوقف بسيارته وقال محاولا تغيير الموضوع برمته : اليوم اول حياتك الجامعية ولكنى اريدك تلميذه نجيبة لا تهتمى بالتوافه وركزى على محاضراتك واياكى والشباب فانا رجل غيور ولا تدرين ما هو تصرفى وقت الغيرة فاحذرينى ثم غمز لها بطرف عينه
ابتسمت له وقبل ان تنطق لاحظت بعض الفتايات تنظرن اليه من خارج السيارة ويتهامسون فنظرت اليه بغيرة وقالت : واحذرنى انا الاخرى وقت غيرتى
نظر الى ما تنظر اليه فضحك عليها وقال : انتى لا تفهمين سبب همساتهم ومن الان لن انتظرك بعد اليوم هنا هكذا فسانتظرك بعيدا عن الحرم الجامعى
لم تفهم ما يقوله او ربما لم تنصت له بالمرة او بالاصح هى سمعت وفهمت وتعقلت ولكنها كذلك كانت مشغولة بغيرتها
دخلت عنود اول محاضرة لها وجلست بعيد فى زاوية حتى لا تختلط  باحد قد يحدثها فتحتاج الى ان تطلب منه رفع صوته ولكن لحظها السىء جاءت فتاه وجلست الى جوارها وقالت لها معذرة ساجلس الى جوارك هنا لاراقبه جيدا
لم تفهم عنود مقصدها ولكنها سمعتها لان صوت الفتاه كان عاليا نظرا لزحام الاصوات
فردت عليها قائلة : من هو الذى تقصدينه
ردت عليها فتاة اخرى تجلس امامهم وقالت : دكتورنا الذى سلب بوقاره عقولنا واكثرنا تلك الجالسة جوارك فهى للمرة الثانية ترسب فى مادته عن عمد لتنعم بمحاضراته
استمعت لهم عنود وهى لا تفهم شيئا بينما قالت الفتاة الاولى لها : نعم فانا متيمة حتى بصوته فصوته يحمل دفء ووقارا ص واه من عيناه الغائرتين فمن كثرة اعجابى بهما سمعته مرة يشرح لنا كيف نقرا وجوه الناس من ملامحهم  واعطانا مثال العيون فوجدت ان العينين الغائرتين تعبران عن رجل ذكى لماح عنده سعة صدر وثبات انفعالى و...
كانت تكمل كلامها بينما قالت عنود فى نفسها وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة عذبة : يا الهى انها حقا نفس صفات فريدى
انتبهت على صوت الاخر تقول : هذه المجنونه عندما شرح لنا صفات الشخص من ملامحه ارسلت له فى ورقة قصيدة اشعار واعترفت لها بحبه
ردت الاولى : ههه لقد اكتشفت وقتها انه يحمل ايضا خجل العذارى ثم عادت وتنهدت كالمتيمة وقالت ويا ويلتة قلبى من لحيته فلم يزدها الشيب الا وقارا
بدت عنود ترتعد وكانهم يصفون وليد ولكنها لم تعطى بالا ولكنها شهقت شهقت مسموعة وهى تراه يدخل الى المدرج فقالت فى نفسها : يا الهى لهذا كان يصر على عدم الانتظار اما الحرم الجامعى لانه يعرف هذا ولعل هذا ما كان يقصده عندما قال انتى لا تعرفين علام يتهامسون يالا غيرتى ويالا حظى السىء ايعقل ان اجلس هكذا بكل هواده وانا استمع لاخرى تتغزل فى زوجى اى عقل هذا يا ربى انه كان يقول لى لا تهتمى بالتوافه لانه كان يعلم ما سيصيبنى انه يحسب حساب كل شىء
اه من هذا الرجل
نظرت الى جوارها فوجدت الفتاه تكتب قصيدة شعر استعدادا لارسالها له فجن جنونها وكان انفاس غيرتها اصبحت مسموعه
لاحظت الفتاة الاخرى وجود المحبس فى يدها فسالتها معقول انتى متزوجة ولا زلتى تدرسين
تنبهت لها عنود وامات بلايجاب وكانت عيناها زائغة على حبيبها
عادت وسالتها ما اسمه : انقبض قلبها وتلعثمت وقالت : علي
انتبهت على صوته يقول: موضوعنا اليوم هو تاثير الكلمة الطيبة على النفس وكيف تغير الكلمة حال الانسان من حال الى حال وهذا فى علم النفس يسمى ...ولكنه وقع بصره عليها فوجدها تنظر الى ما تكتبه الفتاه جواره وهى متجهمة الملامح فقال بصوت مسموع : ايتها التلميذة النجيبة ولم ينادى باسمها حتى لا يلفت الانظار اليها انتبهى والتفتى الى ما اقول فساسالك فيه ثم ابتسم وقال :عندى حديث اريد اليوم اذكره وانت تعلم دون الناس فحواه

العنود والغول..الجزئين .. للكاتبة رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن