الفصل الأخير الجزء الثاني

5.4K 220 39
                                    

البارت الخامس والعشرون والاخير الجزء الثانى

استيقظت عنود فى الصباح على اثر لمسات عمر الصغير يوقظها ففزعت وقامت وهى تلهث وترتعد فقد كانت مستغرقة فى حلم مخيف . فقد ظل عقلها الباطن يحدثها حتى فى منامها فحرم عليها الراحة حتى وهى مستغرقة فى النوم
كانت قلقة من فقدها لوليد ومن فقدها للغول كذلك
انتبهت مرة اخرى على ضربات عمر الخفيفة وهو يطلب منها الطعام فقد كان جائع
مدت يدها لتحمله ففزعت مرة اخرى عندما وجدت ان هاتفها كان فى يدها فقد غفت وهو فى يدها فنظرت وهى تشهق الى وليد الذى لازال نائما جوارها وهى تسال نفسها هل اطلع على الهاتف وقرا ما كان بينها وبين الغول 
شعرت للحظات انها خائنة وهذا ما لا تتقبله ابدا
بدا صوت عمر يعلو من التضرع جوعا فقامت بسرعة من مكانها وحملته وخرجت حتى لا تقلق وليد واخذت هاتفها معها لعله تسترجى الغول مرة اخرى على عدم التلاقى والا يخرج من حياتها كصديق
قام وليد هو الاخر من فراشه وفى الحقيقة هو قد استيقظ مثلها على صوت الطفل عمر ولانه يعلم انها نامت وهاتفها فى يدها فتعمد ان يظل نائما لحين ان تبتعد هى بهاتفها حتى لا تظن انه قد راى شيئا اى انه اعطاها فرصة الهروب لاجل اللقاء المحتوم بينهما
قام واغتسل وهى لازالت فى الخارج مع عمر وما ان فتح هاتفه الا ووجد رسالتها تسترجيه فاخذ نفس عميق وكتب اليها وقد اقتربت ذاته على الاحتراق فقد حان وقت تحديد المصير فقال فى نفسه وهو ياخذ نفس عميق  اااه يا رباه من انخلاع قلبى من بين الضلوع فلا اكيد اطيق ذلك اللقاء وذلك الامل الباهت فى الدوام
كتب لها ( لقد ابتليت بعشق بلا امل فى اللقاء وانى لى تحمل هذا الابتلاء فاكاد اجن وحالتى تدعو للشفقة وللرثاء وتكتوى ضلوعى بنار الشوق ايما اكتواء وعجزت عن التعبير عما بداخلى من عناء وكيف اعبر والكلمات داخلى اصبحت صماء وخرساء واسترضيت ان اذوب فيكى عشقا واتململ بين الياس والرجاء فلا اطمعا سوى فى لحظات بين يديكى تنسينى عمرا من الشقاء ولن افقد الامل يوما ولن امل الرجاء وختم كلامه بتاكيد مكان وموعد اللقاء

سقيت حبك حتى سار ادمانا وعشقت فيكى صنوف العشق الوانا
من لى ببرد فجمر الشوق يحرقنى والشوق يحرق مثل النار احيانا
انى واياك فى صحوة وفى حلم نريد اللقاء ونسترجيه ازمانا
شقيت فيكى لان الحب جمعنا والدهر فرقنا والشوق ابكانا
وفزت منكى بصوت كان مسمعه مثل الاغاريد انغاما والحانا

ما ان وصلتها رسالته الا وبكت على حاله فقد اشفقت عليه حقا وتمنت ان لم يكن وليد فى حياتها فوقتها لن تتمنى اعظم منه رجلا ولكن الحب ليس بيدها فقلبها ينادى وليد ولا حياة بدون وليد فسلمت امرها لله على ان ستقابله لتكون اخر مرة فتكون هى مرة جامعة ومانعة فى ذات الوقت مرة مجمعة ومفرقة
اخذت نفس عميق متوتر وقالت فى نفسها : يالمرارة الايام فكنت منذ ايام وحيدة شريدة اكره الرجال واتمنى ان اجد حتى ولو نصف رجل استند عليه وان كنت بداخلى اتمنى رجلين كانا صعبى المنال الي والان كلا الرجلين بين يدى وانا افر من الاثنين فاى عذاب للنفس هذا فاكاد اقتل من الخوف ان يعلم وليد بمقابلتى للغول
.......

العنود والغول..الجزئين .. للكاتبة رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن