الفصل الرابع

7.7K 234 12
                                    

البارت الرابع

صمت وليد وابتلع ضحكته وقد اصابته غصة ولم يعد يعرف بما يجيبه
ساد الصمت فترة وعندما شعر مراد ان وليد حلت به الذكريات عاد وكرر سؤاله مضيفا عليه ان الذكريات الاليمة قد تنجلى بذكريات اكثر بهجة مع اناس نحبهم
صرخ وليد وكاد ان يبكى فقد اغرورقت عيناه وقال : ولاء ؟ واه من ولاء لقد ذبحتنى دون ان تترفق حتى بى والمتنى فى نفسى حتى كدت انتحر لولا وجود عنود فى حياتى
وبدا يسترسل فى حديثه وكانه اصبح فى عالم اخر او ربما لانه كان يريد حقا ان يتحدث ليخرج ما فى صدره
وليد : لقد كنت انا ووولاء مثال نادر للعاشقين فقد وصلت معها لدرجة ان انصهرت انا فى داخلها وانصهرت هى فى كل كيانى لقد اقتربنا من بعضنا حتى بت اتنفس برئتيها هى وانبض بقلبها هى فقد كانت هى اهم اولوياتى فكنت اشعر بالالم قبل ان تتالم هى
نظر للعجوز وبدت عصبيته تعلو  قال : هل تصدقنى فيما اقوله ايها العجوز ؟
ولكنه اجاب على نفسه غير منتظرا اجابة العجوز وقال :  ولما لا وانت قد تذوقت نفس الكاس . لا والله لم تتذوقه فانت قد خانتك انثاك لانك اهملتها اما انا فكنت من الاساس اعيش لها فكنت كلما كبرت هى عاما اشعرانى انا كبرت عامين عاما من عمرها وعاما من عمرى لقد كنت احبها حبا جما والحق يقال هى ايضا كانت تحبنى فكانت تفهم صمتى وتقرا ما يدور فى خلدى قبل اى احد اخر
صمت قليلا وكانه يجاهد ان يستنشق انفاسه ثم نظر للعجوز واخذ يشير بكفه الى صدره ويقول : لقد كنت اسكنها هنا فى صدرى حتى انى كنت ارى امى ولاء واختى ولاء وكل الاناث ولاء حتى المرضى كنت اعالجهم وكانى اعالج ولاء فكنت اشعر بالامهم لانى اعتقد انها هى من امامى
لقد شاركتنى كل شىء فعشنا حياة لا تضاهيها حياه
ثم صرخ فجاة وقال : ولكنها خانتنى . اطاحت بحبى وبكرامتى ورجولتى مع اول نزوة مرت بها و لم تسمع يوما انين قلبى فقد غلفت قلبها بغلاف الجحود لحبى

هل انت تسمع شهقتى وانينى او هل تحس بخيبتى وحنينى
مالى اراك مضيت عنى راحلا وتركتنى فى حسرتى وشجونى

لقد استيقظت يوما ولكنه ليس كاى يوم . يوم وفاة ابى فوجدتنى مسئول عن عائلة كبيرة تحتاج الى مال لتعيش وانت تعلم اننا من اسرة متوسطة الحال فما كان منى الا انى سافرت لاعمل فى الخارج واكمل دراستى العليا من هناك واصعب ما كنت اعنيه هو بعدها عنى ولكنها كانت تلازمنى فى احلامى وصورتها كانت محفورة فى احداقى فكنت اشعر انى لم افتقدها وتواعدنا انى ساعود وقد جهزت بيتنا وبالفعل سافرت واجتهدت وكنت ارسل المال لامى ولها وقررت ان ابنى بيت كبير يضم عائلتى ويضم اخوة ولاء لان والدها كان متوفى فكنت اشعر انى والدها مثلما انا حبيبها وكانت امى ترسل لى الصور وهى فرحة بالبيت الجديد فكنت اقول لها افعلى كل ما يسر ولاء فانا كل ما افعله لها  ولكنى فى ذات الوقت بدات اشعر بفتور فى علاقتها ولكنى كنت اكذب نفسى واقول انى واهم فما بيننا اكبر من هذا او ربما كنت ابحث عن اى ذنب لها لاعطيها العذر عليه لاهون عن نفسى 
ابتسم ابتسامة باهتة ساخرة على نفسه وقال لقد كنت اكذب نفسى لاجلها

العنود والغول..الجزئين .. للكاتبة رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن