البارت ٣٧

3.2K 177 18
                                    

البارت ٣٧

.........

كان وليد فى مكتبه يحاول جاهدا ان يلملم شتات افكاره ليبحث هل هناك اى سبيل لاى ثغرة جديدة يبحث فيها عن عنود حتى انتبه على رنة هاتفه فوجد ان المتصل هو راجح فقضب حاجبيه فقد نساه من بين الاماكن التى كان من الممكن ان يبحث عنده على عنود

كان يتحدث مع نفسه وقد بدت علامات الغيرة تبدوا عليه وهم ان يرد الا ان الرنين قد انتهى فعاود هو الاتصال براجح بلهفة ولكن هاتفه خارج نطاق الخدمة

ازدادت عصبية وليد والقى بهاتفه وهو يسب ويلعن

انتبه مرة اخرى على طرقات خفيفة على باب مكتبه ثم دلفت خالته والدة ولاء وبوجه بشوش قدمت له كوباً من الحليب ومعه قطعتين من الكعك الساخن ووضعتهم على مكتبه والابتسامة لم تفارق ثغرها وقالت له بصوت هادىء : سمعتك تتحدث فى الهاتف بصوت ملىء بالضجر والسب وهذا لم اعهده عليك وبالارجح جميعنا لم نعهده عليك فشعرت انك فى حاجة الى الحليب مع بعض شطائر الكحك الساخن لعل الحليب يهدىء من مزاجك فهذا ما تعلمته منك

اضطر ان يبتسم رغما عنه لها ومد يده لكوب الحليب الدافىء وشرف شرفة وقال : والله انك لمحقة

كانت كلماته تخرج من بين شفاهه بالارغام فهو لا يريد ا يتحدث مع اى فرد

ومع ذلك تذكر ان تلك العجوز ليس لها اى ذنب فمد يده وقضم قطعة من الكحك وتذوقه وقال والله يا خالة لم اشعر يوما انك ام احمد وولاء فدوما وانا اعتبرك امى مثلهم

جلست امامه وهى لازالت مبتسمة بينما اكمل لها وليد قائلا : فى كثير من الاوقات كنت اظنك تحملين فى صدرك اى كره لى بسبب جفائى مع ولاء ولكن ما يصل الي هذا الشعور الا واجدك تقومين باى تصرف معى ينفى عنك اى شىء كنت اظنه وكانما قد تحدثت اليك وانتى تبررين

ضحكت اكثر وقالت : انا على العكس تماما مما قد تظن بل الارجح انى انا الوحيدة التى كنت اشعر بحقيقة حبك لابنتى وحقيقة حب ابنتى لك وكنت اعلم الفرق بينهما ولكن صدقنى يا ولدى كم كنت فى كل صلاة ادعوا ان يهدى ابنتى الى رشادها ويثبتها معك لانى كنت على تمام العلم انها ان تركتك فهذا يعنى شتاتها ولكن القدر قد كان وليس لنا يد فيه

بل ان ما احزننى اكثر ليس فراقك عن ابنتى بل هو تعاملك معها فكنت فى كل موقف ادعوا لك سرا بان يرزقك من تستحقك حقا لانى وجدتك رغم عما فعلته ابنتى الا انك لم تجرحها قط حتى عندما وجدتها وهى تتصيد المواقف لتخرب حياتك مع عنود كنت تنهرها ولكن دون ان تفقدها ثقتها فى ذاتها لانك اعلم الناس ان دمار الانثى يكمن فى انعدام ثقتها بنفسها

ولعل ما يثبت تعبيرى هذا ان لا شىء ابشع فى دمار انثى من انها ترى زوجها او حبيبها خانها مع اخرى

وهذا ما حاولت ان تقصيه عن ابنتى وكنت فى كل عتاب لها تذكرها انها هى من تركتك وخانتك محاولا الا تشعرها بانك ترفضها لان عنود افضل منها فكنت وقتها ادعو لك

العنود والغول..الجزئين .. للكاتبة رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن