البارت 24
فى صباح اليوم التالى استيظت عنود وهى لا تزال تشعر بهزل يزيد كل يوم عما قبله
شعرت بحركة ابيها وصوته الباكى وهو يدعو الله
خرجت بهدوء فوجدته يصلى فابتسمت فرحا لانه حقا قد تبدل كلية فنظرت الى تلك الطاولة الى جواره فوجدت ورقة وقد بلتها الدموع فاقتربت منها دون ان يشعر ابيها وبدات تقرا ا خطته انامله فوجدته وكانما يعاتب نفسه وينهرها ويبكى ندما على ما فعله طيلة حياته
وجدت ان اول كلماته كانت سؤال وكانه يتخيل نفسه فى قبره يحاسب فقد كتب : فيما افنيت عمرك ؟
فى الاجتهاد؟
لا افنيت عمرى فى الركض خلف غاية الوصول فغاوانى القلب تارة وخاننى العقل تارة اخرى وكثيرا ما كنت اغفو فى الهوى واطلق سراح قلبى واتبعت معه سجيتى فاستمعت لنبضه
وجدت راحتى فى مجرد خيال او ربما وهم فوضعت بيدى منهجى للابد وبالعشق فرشت ارضى ومن الامل نسجت فيه ولكن شاء القدر ان ينير فى قلبى نار ندم فتغيرت ارض العشق ومر زمن حلمى وهلا وضاع وقت انتظار الفاتنات فوجدت ان ركضى فى الهوى ما كان الا سوء اختيار وسوء حياه وعلمت ان خير اعمال البشر عمر فنى فى الاجتهاد وتربية الابناء .. فسلاماً على قلبى الذى اغتوى وشاب ولكنه لم يرتوى ووجدت العمر يسير بى نحو احضان القبر دون بلوغ ما كنت اركض خلفه
بكت عنود على تلك الكلمات ولكنها كفكفت دموعها بسرعة حتى لا يتاذى شعوره ولكنها وهى تعيد الورقة لمحت هاتفه مفتوح على محادثة كانت بينه وبين وليد فى الليل فقضبت حاجبيها وتعجبت وامسكت بالهاتف وهى فى حالة شغف وفى نفس الوقت توتر وخوف فلم تستطع ان تتوقع ما هو فحوى ذالك الحديث السرى بين وليد ووالدها حيث انه لم يخبرها انه تحدث معه بعدما رحل
امسكت بالهاتف واخذت تقرا
والدها : هل تريد ابنتى لانك حقا تريدها لنفسك ام لانك تريدها لابنك لانها اقرب الناس اليه ولانك رايت بنفسك تعلق عمر بها
لقد تحدثت معها البارحة فوجدتها حقا مجروحة وكلماتها آذتنى حقا واوجعتنى عليها فقد وجدت بداخلها حزن عميق لجرح كرامتها . حزن لانك انت الانسان الوحيد الذى تشبثت به ببراءة وعفوية فانصدمت عندما وجدتك انت الاخر تتخلى عنها وتجرحها
اخبرنى يا بنى هل انت حقا تريد لنفسها ام ماذا فقد اختلت الموازين بداخلى بعدما تحدثت معها
وليد : الازلت تسال ؟ هل حقا تسال ام انت تسخرمنى ؟ ففى الحقيقة قد قرات كلمات واعدتها على مسمعى وعلى نظرى لاتاكد هل حقا تسال ؟ عموما سارد عليك ان كنت لازلت لا تعلم
واول اجاباتى اقول لك : هل يحتاج الانسان الى روحه ؟ هل يحتاج الانسان الى عقله ؟ هل يحتاج الانسان الى الحياة عموما ؟
أنت تقرأ
العنود والغول..الجزئين .. للكاتبة رباب عبد الصمد
Rastgeleجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل والاقتباس