البارت 19

2.3K 125 6
                                    

البارت 19

فى اليوم التالى استيقظ وليد ووقف كعادته يرقبها ولكنه لم يراها فعرف انها لا تقوى على الخروج او ربما اعتزلت الحديقة نهائيا

خرج وعاد فى الليل ولكنه لم يجدها كذلك فتسلل اليها فى خلسة ليطمئن عليها فوجدها نائمة فى استسلام محتضنة الصغير عمر

عاد اى بيته بعد ان اطمئن عليها الا انه فى الصباح لم يجدها وكذلك فى المساء التالى

فى صباح اليوم الثالث استيقظ على صوت امه وهى تنوح

قام مفزوعا ووسالها عما البكاء فاجابته انها علمت ان عنود قد رحلت عن البيت

قام مفزوعا مما قالته واقترب على الفور من النافذة ولاول مرة يفتحها علنا دون ان يتوارى خلف الستائر ولما لم يجدها قال لامه لا تقلقى فبالتاكيد هى بالداخل

فى الحقيقة هو كا يحاول ان يطئن نفسه قبلها فهو كان قلقا

امه بنحيب : الم ترى الى الزهور التى ماتت معظمها وذبل بقيتها ؟

وليد : نعم رايت ولكن قدرى حالتها الان ؟

امه : يا ولدى انا لا اتكلم عن الزهور ولكن اقول لك ان حالها اصبح كحال زهورها

قال بالم : اعلم يا امى ولكن كانت نيتى معاقبتها لعدم طاعتها لكلامى ولكنى اقترفت فى عقابها فعاقبت نفسى معها

صرخت فيه امه وقالت : اذا انت لم تصدقنى بعد لقد قلت لك انها رحلت . رحلت عن حياتك وحياتنا ولكنها اخذت حفيدى الصغير معها

وقف مصدوما لم يعى كلامها بعد فظل جامدا كما الصنم وفجاة غرب عن وجه امه فى لمح البصر وراح يتاكد من كلامها ولكن ما ان ولج للبيت الا ولم يجد سوى السكون التام هو المخيم فيه

اخذ ينادى بصوت عالى ولكنه مهزوز وكانه ينادى ويرجو ان ياتيه رد ينم على وجودها ولكنه لم يسمع الا صدى حروفه تعود الى ذنيه وكانها تعاتبه عما اقترفه

اخذ يجرى كما المجنون يبحث فى كل ركن ولكن دون جدوى

اخذ يتنفس بصعوبة واستلقى على الكرسى وهو واهن الجسد وقد دفن وجهه بين كفيه واستسلم لبكاءه واخذ يتحدث كما لو كانت امامه

وقفت على باب الاحبة باكيا فقد بات من فى القلب يا قلب نائيا

لمست غبار البيت ثم شممته فما زال من ريح الاحبة زاكيا

تنهد باب الدار حين لامسته ومال نخيل البيت يهمس راجيا

كتبت على الجدران بعض قصائدى لعل خيالا منه فى البيت باقيا

اخذ يصرخ عاليا وقد لمح يمامة تحط على احد الاغصان فى الحديقة فهرع اليها بسرعه واخذ يسالها وكانما هى انسان يسمعه ويبادلة الكلمات

العنود والغول..الجزئين .. للكاتبة رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن