البارت التاسع
خرجا اخيرا من المعرض وقد اختاروا غرفتهم وطلبوا تصميم ما تمنوه على ان يستلمونها فى القرب العاجل وعلى الاكثر فى الغد فهو اراد ان يمحمو اسم ولاء نهائيا حتى لا تغتنم اى فرصة لتنغص عليه حياته
قضيا وقت كذلك بين المحلات وقد اشترت عنود ملابس لها وقد انتقتها بعناية وكان لها لمستها فى اختيار ملابسها واصرت ان يشترى هو الاخر بعض الملابس على ذوقها هى وقد اسعده طلبها ولباه لها ولا ننكر انه قد اعجب حتى بذوقها فى اختيار ملابسه هو الاخر
اخيرا انتهيا من مشترياتهم ولم تنسى عنود شراء الكثير من اللعب لعمر الصغير
اخيرا توقف وليد امام النيل وترجل من سيارته وفتح الباب لعنود التى كانت فى لهفة لمشاهدة مفاجئته وما ان ترجلت من السيارة بدوره وهى تمسك بيده الا استوقفها وقال انتظرى لاجلب العود
اتسعت ابتسامة عنود قالت : وكانى اصبحت انفر اى صوت الا صوتك فهو حقا يحمل دفئا خاصا
ابتسم لها وقال : لقد اعددت لكى نزهة نيلية ليلية حتى الصباح وساشدوا لكى ما تشاءين
اتسعت ابتسامتها وتحركا نحو المرفأ وكم كان هادئا فشط النيل هناك لايوجد به اى زحام مثل القاهرة وما ان وصلا حتى رحب بهم المراكبى وقال : اهلا بك مطربنا الجليل لقد افتقدناك كثيرا
انتبهت عنود وضيقت عيناها عند سماعها تلك الكلمات وعرفت انه كان معتاد التنزه هنا ولكن هل كان بصحبة ولاء ام وحده ولكنها لم تجهد نفسها بالتفكير اكثر حيث انها سمعت المراكبى يكمل كلامه قائلا : لقد استوحشناك كثيرا والهانم ولاء فى انتظارك داخل المركب كالعادة
وفى الحقيقة ما ان رايتها اليوم الا وقد سررت كثيرا وقلت لها انى انا وزملائى قد افتقدنا الرومانسية من بعد ان افتقدنا غناءك وحبك فانت كنت المثال الوحيد لنا بالحب الحقيقى
كان المراكبى يسترسل فى كلماته بكل حب وود حقيقى لوليد ولا يعلم ان كلماته كانت كما النار تحرق فى قلب عنود
تلعثم وليد وقد شعر بارتخاء كفها المحتضنة بكفه كما شعر بارتجافها وبرودتها ونظر لها بقلق فاذا به يسمع انفاسها المتلاحقة وعيناها الممتلئتان بالدموع ولكنها تابى الهطول
نظر لها وهم ان يبرر موقفه الا ان ولاء كانت الاسرع وجاءت اليهم وقالت بهدوء وثبات وكانها كانت على علم بميعاد مجيئهم : لقد تاخرت عن موعد الغروب بعشر دقائق يا وليد
هنا كانت انفاس عنود المتلاحقة قد وصلت بها حد الاختناق فسحبت كفها بسرعة من كفه وتركته ورحلت تسرع الخطى تاركة اياه مع ولاءه وحبه القديم فقد سمعت بام اذنيها ما قاله المراكبى وكم كان ولهاً بها
نظر وليد لولاء بحدة وقال لها : لما فعلتى ذلك ؟ ثم قال بضيق مصحوب ببعض العصبية : اياكى ان تعتقدين انك بتلك الاساليب قد تفقدينى اياها لا والله فالدنيا التى رايتها معها لن اراها الا معها
ضحكت بسخرية ولامبالاة لا تعكس ابدا نار الغيرة المشتعلة داخلها وقالت : ههه رايت الدنيا مع تلك الصغيرة يا وليد ؟ اين رشدك اذا واى دنيا تلك مع فتاه تكبرها كثيراً والله انك لا تفتا تحن لحبك لى وانك تحن لكل مكان جمعنا سويا فانا ساظل فيك انبض حتى تموت انت او اموت انا
أنت تقرأ
العنود والغول..الجزئين .. للكاتبة رباب عبد الصمد
Acakجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل والاقتباس