العنود والغول..الجزئين .. للكاتبة رباب عبد الصمد

البارت 33

البارت 33

اعلمى يا عبير انه ليس كل ما نفعله فهو بالحتم نحبه وليس ما نحبه هو بالحتم الصحيح بل قد يذهب الانسان بروحه وقلبه للمكان الغلط ووقتها من السهل جدا ان يقاوم الانسان نفسه ولكن من الصعب ان ان يترك الانسان شىء احبه حقا بقلبه وروحه وكان هو حقا الشىء الصحيح بحياته وانتى كنتى الحب الصحيح فى حياته فصعب جدا ان ينساكى ولكن لكل انسان ذله فاغفريها

عبير : وان افترضنا هذا فلماذا خاننى ثانية بل وفجعنى فى صديقتى وتزوج زوجة اخى

من فيهما الخائن هو ام هى ام كلاهما معا لانه عرض وهى وافقت

بكت اكثر وقالت لم اعد اثق فى احد فالكل بات عندى خائن

لم يفى بعهده معها فباتت ترى كل الكائنات تخون لانها ادمنته بقلبها وقلبها كان كل ميراثها فى الحياة واصبحت بلا عمر لانها اهدته كل عمرها لترضيه . اصبحت مسجونة فى عباراتها لانها غير قادرة على استيعاب خيانته فقد جعلت منه خل فكان هو للخيانة اقرب فما كان منها الا انها انزوت لعلها تسمع من اخيها كلمة استيقظى فقد كان كابوسا

هنا ابتلع غصى فى حلقه وشعر بغيرة تنهش صدره خاصة انه طيلة تلك الليالى وهو يتخيل اشياء واوضاع وكلمات لعنود وسليم وهما معا على الرغم من انه يعلم ان شيئا لن يحدث ولكنه الحب

شعرت هى به فانبت نفسها داخليا ولم تعرف كيف تبرد ناره فهى لا تملك مثل ملكته فى جبر الخواطر ففضلت الصمت

طال الصمت للحظات ثم عاد يقول : هناك امر ما يا عبير لا نعرفه نحن وان اردت ان تعرفى صدق كلامى تذكرى تك النظرات التى كان يرمقك بها

ارجعى بذاكرتك وحاولى ان تصلى للعمق ستجدى ما اقوله فهو ليس تبرير ولكنها حقيقة

هنا اعتلى وجهها ملامح اخرى تحمل فى طياتها مجرد امل او مجرد اتقاد مشاعرها نحوه ولكنها لازالت تشعر بشىء يؤكد لها داخلياً ابغضيه فهو خائن

انهى كلامه معها وخرج وما ان اغلق الباب خلفه عاد وفتحه ثانية وقال لها : يا عبير تذكرى قوله تعالى ( وجعلنا بعضكم لبعض فتنه اتصبرون وكان ربك بصيرا ) فمن حولنا ممكن ان يكونوا فتنة او امتحان او ربما فرحه وحياة فتماسكى لعلها الفرحة بعد الشقاء وتذكرى ان بين الثانية والتى تليها يموت يأس ويحيا امل . تبتسم شفاه وتدمع اعين . يخون صديق ويخلص عدو . بين الثانية والثانية حياة اما حلوة او مرة

هنا اقبلت نحوه وارتمت فى حضنه وقالت له بحنان : اعلم انك تواسينا جمبعا وانت فى اشد الحاجة الى من يواسك واعلم ان بداخلك نار تتاجج ولكن تتماسك امامى فسلاما على بائعى الورد وهم احوج الناس اليه وسلاما على قلوب تقذف الينا الحب قذفا وهى اولى الناس بكلمة حب تحيها

وان لم نحكى بالكلمات حزنا فادمعنا من الالام تحكى

واقسى العمر يوما تبدى بانك صابر والقلب يبكى