العنود والغول..الجزئين .. للكاتبة رباب عبد الصمد

البارت 18

البارت 18

لم تعهد وليد بتلك الملامح فهى دوما ما تعهده وليد الوسيم الجذاب المتحكم فى اعصابه . وليد الحكيم الهادىء المبتسم ولكنها لم تجد اى شىء من هذا فلم تجدا الا ملامح مقتضبة وعينان ضيقتان تنم على الغل والعصبية وفم حاد لا ينم ابدا ان مثله فى يوم من الايام كانت ترتسم على شفتيه اجمل الابتسامات

وقفت بين يديه وهى مرتعدة الاوصال وقد ابتلعت غصة فى حلقها وقالت بصوت مهزوز : اهلا وليد

كانت تحاول ان تنظر فى عينيه ولكنها لم تستطع ان تثبت عينيها امام تلك النظرات الحادة منه

انتفضت على صوته العالى وهو يقول : ارفعى وجهك وواجهينى الم اقل لك لا تعاودين الاتصال بهذا الرجل الخرف المتصابى ؟ الم اعلق حياتنا على الكلام معه ومقابلته ؟ باى وجه قابلتيه بوجة الابنة التى تركها الرجل المتصابى الزانى ام بوجه فتاة الليل ؟

لم تصدق ما تفوه به وليد فقد اهانها واهان والدها قبلها

كادت ان تتكلم وتدافع عن نفسها الا انه سبقها بالصياح فى وجهها ويقول اخبرينى كيف عبر لكى عن دفء حضنك ؟ هل ضربتى بكلامى عرض الحائط لاجل هذا الخائن ؟

هنا لم تتحمل اكثر من هذا وتحولت لعنود العنيدة واعتدلت فى وقفتها متعمدة وقضبت هى الاخرى حاجبيها وضيقت عينيها وقالت وهى تشير فى وجهه بسبابتها : اياك ان تتلفظ بحرف اخر واعلم انك تتفوه عن ابى فلا تنسى نفسك يا وليد فان كنت احمل لك بعض الاعذار لانك لا تفهم شىء لكن هذا ليس معناه ان تهين ابى وعائلتى

قال ساخرا : عن اى عائلة تتكلمين وانتم عائلة جميعها يعانى من الخيانة واين هى عائلتك من الاساس فحتى شقيقتك تبرات منه

صرخت مرة اخرى وقالت : كفاك يا وليد فلم اعاهدك سىء الاخلاق

بتر كلامها بصياحه : ستعتادين من الان فقد فقدت عملى وسمعتى بسببك وبسبب هذا الرجل فهل تتوقعين من رجل فقد سمعته وشرفه ان يكون طيب الاخلاق ؟

بكت وقالت : يبدوا ان اذناك لا تسمع الا ولاء ولا يصدق عقلك الا ما تتفوه به ولاء ؟ ولما لا وهى حبك الاول والاوحد

كلامها زاد من عصبيته فهو يتحدث عن عمله الذى فقده وشرفه الذى اصبحت تتقاذفه الاقدام وهى تتحدث عن حب واهى

لقد تمكنت العصبية منه وافقدته رشده فلم يعد يدرى ما يتفوه به فصرخ فى وجهها وقال : والله انها لكانت اكرم منك فلم تدنس شرفى فى اى يوم حتى وقتما تركتنى تركتنى بعفة

قهرتها كلماته فهمت ان ترحل من امامه وهى مكسورة الكرامة فنادى عليها استوقفها وهو لا زال يصيح : عنوووود

وقفت مكانها وهى مولياه ظهرها

قال بصوت ثابت : انت طالق