البارت 15

4.1K 160 12
                                    

البارت 15

وما ان غادر العجوز البيت ووقف وليد فى منتصف الصاله متوترا واخذ يخلل اصابعه بين خصلات شعره بعنف فقد اصبح مكتوف الايدى لا يعلم كيف يتصرف فقربها منه اصبح مستحيلا لاكثر من سبب ان سمعته السيئة ربما لوثت سمعت وليد ثم ان وجود عنود معه سيتسبب لها فى خطر

اخذ يتحرك ذهابا وايابا وقد اصبح مشتت التفكير فعلى الرغم من شهرته بالحكمة والتريث الا انه الان لم يعرف كيف يفكر واى طريقة تلك التى تضمن له سلامة عنود

اثناء تفكيره سمع صوت تهشم اشياء ففزع ودخل غرفته على الفور فوجدها وقد هشمت زجاج النافذة بقبضة يدها فجرحت ونزفت ولكنها لم تكف فقد كانت فى حالة انهيار

صدم من منظرها وبسرعة كتفها حتى تكف عما تفعله فاخذت تصرخ وتبكى وتقول بصوت باكى : لقد سمعت كل شىء فيا حسرتى يوم ان اجده يوم ان امنع عنه هل هذا عدل السماء ؟ والله العدل الا اتركه

ضمها واخذ يربت عليها لتهدا واخذ يهدا من حالتها وبداخله لازال منزعجا فقد عرف انها عنيدة ولن تبرح ان تبحث عنه ليل نهار فهى دوما ما تختار الطرق المليئة بالاشواق لتخطو فوقها

لم يتفوه باى كلام الا كلمات لتهداتها

طال الليل عليهم حتى هدات تماما وعادت الى رشدها وهنا شعر انه حان وقت الحديث فقام واعتدل ثم بعد عنها قليلا وجلس امامها على كرسى مقابل التخت وقال : اسمعى يا عنود هناك اشياء قد نسمح للتهاون فيها وهناك اشياء لا يجوز معها التهاون وتلك التى تتعلق ام بالحياة و الشرف وموقفك تجاه والدك فيه المعنيان ففيه خطورة على حياتك وفيها تشويه شرفى

واظن انك لم تعى منى اى تحذير فيما مضى ولكن الان جاء وقت لا يسع لاى موقف او راى بينى فالقرار هنا ام نعم او لا ولا مكان لربما هنا

كانت ملامح عنود جامدة تحمل فقط ملامح العناد على وجهها حتى ان دموعها تحجرت ولم تتفوه بحرف حتى ينتهى من كلامه

وليد : اخر كلامى يا عنود انه لا سماح لك بمقابلة والدك ولن ترينه الا بمشيئتى وكيفما اردت

صمت قليلا وقال : اعدك انى ساجد الطريقة المناسبة لاجمعك به بعيدا عن الاعين ولكن اعطينى الوقت لاجد المناسبة واجمع عنه معلومات عن مكانه

انهى كلامه وساد جو من الصمت للحظات ثم بدات هى قطع الصمت قائلة : لقد افصحت عن نواياك واعطيت اوامك ولكنك لم تعطينى نتائج مخالفة اوامرك تلك

نظر لها مصدوم فقد علم نها تخبره انها لن تركن لاوامره فاخذ يقرا ملامح وجهها ليعلم خباياها فشعر انها لن تهدا ولن تكف البحث عنه بنفسها فقال زاجرا لها وقاطعا اى تاويل لكلماته : قلت لكى انا لا اتهاون فى اى شىء يخص شرفى وقلت لك لا مجال لربما فى اشيا مخالفتها تعرض حياتنا وسمعتنا للخطر ولهذا فنتيجة اوامرى لا تتوقعيها يا عنود فقد تكون فيها نهاية علاقتنا

العنود والغول..الجزئين .. للكاتبة رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن