البارت الثالث

4.3K 178 16
                                    


البارت الثالث

مر اليومان وهم فى اقصى سعادة لهم ثم عاد الى الشاطىء وقد قررا مضى بقية الاسبوع فى شالية قد حجزه وليد من قبل
كان وليد قد اغلق هاتفه هو وعنود حتى لا يزعجهما احد وبالاخص ولاء لانه كان يعلم انها لن تكف عن ملاحقاته
مر بقية الاسبوع ايضا فى سلام فى جو هادىء دون اى تعكير لصفوهم وكانوا يقضون يومهم فى الصباح على الشاطىء وفى المساء اما فى اى مكان او اكتفيا ان يقضياه معا فى خلوة بعيدا عن الناس وهذا ما كان يفضله وليد
شعرت عنود بالقرب الحقيقى منه فقد كان لها ونعم الرجل واكتشفت رومانسية حالمة منه لم ترها من قبل وتاكدت ان كلمات وليد عن السعادة لم تكن مجرد كلمات بل كان حقا يعطى السعادة مكانتها حتى انه كان يسعدها فى كل دقيقة وباى شىء حتى تعلمت كيف تكون السعادة بابسط الاشياء
كان رقيقا معها حتى فى علاقته الخاصة معها لم تشعر بانها بين يدى رجل قاسى او رجل لا يهتم الا بنفسه بل انه كان يقدمها على نفسه فى كل شىء حتى انه كان يطعمها بفمه
فى اخر يومين لهما كان وليد يلاحظ شابا يجلس وحيدا يصطاد وكم اعجب بصبره وخل وته فتعرف عليه وطلب منه ان يعلمه فن الصيد حتى انهما قضيا يومان معه فى قمة السعادة كذلك
طلبت عنود منه ان تهاتف عمر فقد اشتاقت اليه فضحك عليها وقال ك: ماذا لوعلمتى انه يبكى يوميا فى اليوم الف مرة ويدلف الى غرفتك يبحث عنك
حزنت عنود وانفطر قلبها على الطفل وقالت : ولما لم تقل لى هذا
داعبها فى خصلات شعرها وقال : لانى اعلم انه غريمى الوحيد وان كنتى سمعتى صوته لقررتى قطع خلوتنا لاجله
كادت ان تبكى على الطفل الا انه هداها بقبلة حانية وقال لها : كلاكما اطفالى ولكل واحد فيكما الحق فى ان اسعده بالطريقة التى يحبها
........
اخيرا عادا الى قريتهم وما ان دلفت الى البيت الا وركض نحوها عمر فجثت امامه حتى اصبحت فى مستواه واخذت تقبله باشتياق
بينما كان وليد يقف مبتسما على العلاقة بينهما وقال له : لقد جئت بيدى وقدمت زوجتى لغريمى
ضحكت عليه وقالت وقد حملت عمر واستقامت معتدلة : هذا ليس غريمك بل قطعة منك ومنى
ربت على ظهرها فقربت له عمر فقبله واخرج له هداياه
ما ان دلف ثلاثتهم الى داخل البيت حتى ركضت امه وخالته مهنأين له واقبلت نحوهم عبير تهناهم ولكن ملامحها كانت لا تزال حزينه فهى ايضا تمن ان حظت بشهر عسل مع سليم فحبهما كانت لا يحمل معنى الا السعادة
قرا وليد وجه اخته فمها هى وعنود تحت ذراعيه وقال مناغشا لها : هذه هى من ساعدتنى على الفوز بك وهى من جهزت لى كل حاجياتك فهل فلحت ام اعاقبها ؟
ضربتها عنود بخفة على صدرها وقالت : لقد خدعتينى يا عبير
ضحكت عبير وقالت : ما اجملها خدعة فلولاى ما صرتى الان مدام وليد
صمت الجميع على اثر وقع خطوات متثاقلة تقترب منهم فقد كانت ولاء فوقفت وقد بدت هزيلة شاحبة الملامح ومدت يدها الى عنود اولا وهناتها ثم مدت يدها الى وليد باحداق ثابته لا تطرف ابدا وهناته
لم تهتم عنود بها فى تلك اللحظات فقد كانت مشبعة بما يكفيها ويبعد غريزتها عن الغيرة فاستاذنت واخذت طريقها الى غرفتها ففر خلفها وليد بسرعة هاربا من ولاء
فى المساء بينما كان وليد فى مكتبه يراجع بعد التقارير عن الجلسات التى تمت بمساعدة بقية الاطباء مع فى المركز واخذ يضع خطوطا تحت كل تقرير يشعر انه لابد ان يكون له تكملة او تحت اى عبارة غير مفهومة
دخلت عليه ولاء واغلقت باب المكتب خلفها وجلست امامه صامته حتى ينتهى مما هو امامه
ترك ما فى يده ونظر اليها وقال : هل لديك معضلة فى الدروس ؟
ظلت ناظرة له بتجهم وقالت : بل هناك معضلة فى حياتى وهو انت يا وليد
انقبض قلبه وشعر بانكسارها فهى وان لم يعد يحبها الا انها تذكره بحب نادر الحدوث ثم انه لن يرضى لها ابدا الانكسار فهى ايضا ابنه خالته وتخصه قبل اى شىء
لم يستطع التفوه بحرف وظل ساكنا ولكن ان اردنا ان نصف حالته حقا فهو كان مثلها فى حالة انكسار فلا الماضى كان هينا عليه نسيانه ولا الان هو قادر ان ينسيها اياه بعدما تنعم بالحاضر
ما اوجع كسرة الروح حتى وان اصابت من غدر اولا
ظل صامتا متوترا بينما قالت هى : انت لا تعلم كيف امضيت هذا الاسبوع وانا اشعر انك تتنعم باحضان غيرى فقد ضاقت على الدنيا كلها حتى لم اجد فيها الا نفسى بين ظلام دامس ولكنك كنت الضوء الوحيد فيها ولكن ضوء تغشته الغيوم فاصبح باهت ودوما ما يبقى الظل اما بشارة بقدوم الغائبين او بقايا لاثر راحلين اى انك ستظل دوما فى حياتى يا وليد ولكنى تاكدت انك انت من نسيتنى فمادمت لامست غيرى فقد اكدت لى انك لا ترغبنى ولكنك لعنة حقيقة فى حياتى يا وليد ولا استطيع الخلاص منها فما كان بيننا ليس بالهين فاصبحت لا اريد الحياة الا وانت فيها
بكت بصمت وقالت بالله عليك يا وليد اذكرنى بخير
المته الكلمة وعرف ان ما بعدها موجع
قالت : انسانى كما تشاء وكيفما تشاء ولكنى لن اتنازل عنك ولن انساك فانت سر وجعى ولن اعيش موجوعة طيلة حياتى فانت حقى وللحق تدق الاجراس وانا سادافع عن حقى فيك ولن اتركك مهما طال بى ليلى حتى وان لم ترى عينى النهار ولكن ما اطلبه منك ان تعذرنى فى هذا . فهذا ايضا حقى ولكن ما اطلبه منك شىء واحد لاننى متاكدة انك ستشتاق يوما الى دفء صدرى ولكن وقتها اذكرنى بخير
فما دمت اشتقت اليه وان لست امامك فانا بالتاكيد عند ربك فهذا هو فراقنا الوحيد
صمتت قليلا ثم عادت و قالت بانكسار :

العنود والغول..الجزئين .. للكاتبة رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن