الفصل الرابع والعشرون

4.4K 168 6
                                    

البارت الرابع والعشرون

عند وليد وعنود
صفعها  وامسكها من كتفيها واخذ يهزها ويقول : اهداى . اهداى ولكنها تسمرت مكانها للحظة دون النطق وفجاة ارتمت فى صدره تبكى وهذا كان ما اراده فقد اراد ان تبكى او حتى تهدا حتى تبتعد عن تلك الثورة
ما ان بكت فى صدره الا ربت على ظهرها وهو يشد على حضنها
صمت قليلا ثم اخذ نفس عميق ومال على اذنها وقال : لا تبكى فهذا اخر ما اريده ولكنى اردت ان اعيدك الى عقلك فقد سيطر عليكى عنادك حتى اصم اذنيكى ولم تعدى تسمعين احد
بكت اكثر وقالت وهى لازالت على نفس وضعها ولكنها ازدادت تشبثا به : لقد تذكرته ( تقصد ابيها ) وتذكرت طفولتى البائسة وتذكرت عاهتى واعتداءات ابن عمى ونظرت فلم اجد الا دموع اختى هى الاخرى ثم انى نظرت اليك نفسك وتذكرت رسالة ولاء اليك فلم اجد الا الخيانة تحاصرنى فى كل مكان
ضمها اكثر حتى كاد يعتصرها فقد حزن على حالها وقال لها : حبيبتى هونى على نفسك فقد اتعبتيها وانا لم اقصد ابدا ان ادافع عن الرجال او الخيانة بل اردت فقط ان تسمعينى بهدوء فربما تريثتى فى حكمك
هنا ابتعدت عنه قليلا لكنها لازالت فى حضنه ثم سالته : كيف اتريث وقد رايت الخيانة بام عينى
قال مواسيا لها وقد مد كفيه واحتضن وجهها وكفكف بهدوء دموعها وقال : اعلم كل ما تعانيه يا حب عمرى وانا كنت فقط اناقش اسباب الخيانة وليست طرق الخيانة او حتى مشاهدها فهذا لا جدال على حرمانيته ولكنى كنت اود فقط ان اوضح انه ربما عدم معرفة تفهم الحبيبان لبعضهما يؤدى الى الخيانة
ساد الصمت بينهم للحظة ثم اجلسها على طرف الفراش وجلس امامها وقال : اسمعى يا عنود انا لم ارى اباكى ولم افهم ما سبب خيانته ولم اعاشر والدتك الا ايام قليلة ولم افهم منها اسلوب تعاملها معه ولكنى كرهت اسلوب استسلامها وتقمصها دور المغلوب على امره او بالاصح المقهورة فهذا ما لا احبه ابدا ولا يحبه اى رجل وحتى اختك سما وجدتها تتعمد ان تعيش نفس الدور فتحدثت معها ونهرتها عن ذلك لعلها تستقوى بنفسها
شعرت عنود شعور غريب لاول مرة تشعر به وهو انه شعرت بالغيرة لذكره سما فهى وان كانت تعشق اختها الا انها لا تنكر عن نفسها صفة انها انثى فازدادت رعدة يديها وزيغة عينيها ولم يخفى عليه هذا فابتسم وقال : اتعجب على حالى وانا اراكى فى كل حرف انطقه فحتى وانا احدث كنت ارى الاختلاف بينكما جلى فابتسم فاخجل من نفسى ثم صمت وهو ينظر فى عينيه ويبتسم وهمس لها وهو يشد على كفيها هل تغارين ؟
شهقت مفزوعه لانه قراها وعرف ما الم بها فقالت بتلعثم ناكرة : لا ابدا لا اغار ثم قالت فى نفس اللخظة نعم اغار وهل لى غيرك لاغار عليه وهل لمن تصان فى قلبك الا تغار على مثلك ؟

وسالتها وشوقى اليها يقتلنى لكنى رطبت بالنظرالى عينيها أتغارين ؟
قالت : مثلى لا يغار فما هو الا قليل جمرا تشتعل فيه القليل من النار
هو بركان داخلى يتبعه الف اعصارولكنى احاكيك صدقا انى لا اغار
فما بداخلى ما هو الا احساس بالموت قربك بل هو رغبة فى الانتحار
ويكسونى لهيب من راسى حتى قدمى فلك عشقى مع نبض قلبى
الم اقل لك انى لا اغار ؟

العنود والغول..الجزئين .. للكاتبة رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن