الفصل الحادي والثلاثون

3.7K 127 5
                                    

الفصل الحادي والثلاثون





(إلهِي فَأَلْهِمْنا ذِكْرَكَ فِي الْخَلاءِ وَالْمَلاءِ، وَاللَّيْلِ وَالنَّهارِ، وَالإِعْلانِ وَالإِسْرارِ، وَفِي السَّرَّآءِ وَالضَّرَّآءِ وَآنِسْنا بِالذِّكْرِ الْخَفِيِّ، وَاسْتَعْمِلْنا بِالْعَمَلِ الزَّكِيِّ، وَالسَّعْي الْمَرْضِيِّ، وَجازِنا بِالْمِيزانِ الَوَفِيِّ.
الهي بك هامت القلوب الوالهة ))

كان صوته الشجي يخترق ذلك السكون من معتكفه فوق الجبل حيث يطيب له البقاء والتعبد والاختلاء بخالقه بعيدا عن البشر باكملهم

رفع راسه وهو يتطلع لبديع خلق الله لتلك اللحظات التي اختلطت بها الوان والوان بسحر لا يبدعه سوى الخالق القادر

الاشجار وقد انعكست عليها الوان الغروب فبدى خضارها مزدانا بلمعة تخطف الالباب

الغيوم التي اصطبغت باشعة الشمس البرتقالية والحمراء فعكست لونها على الصفحة البيضاء للنهر
ذلك النسيم الاخاذ الذي لا يشبه شيئا اخر هنا في الفردوس التي اخذت من اسمها كل صفاتها

لا يعلم من اين ولا كيف ولكن صورتها اخترقت كل ذلك الجمال اميرة الورود والحسن كانت هناك عطرها كان يخترق كل العطور ونغمات صوتها المتدللة تتناهى لمسامعه فتكاد تصيبه بجنون .....

هذا الجمال بدا مرادفا لجمالها بل خجلا مندحرا امام جمال روحها ووجهها ..... تلك الاشجار تشبه عينيها ساعة الصفاء تلك الاشعة الملتمعة الحزينة المغادرة تشبه التماعة خصلاتها المتطايرة على الدوام .... ذاك الصفاء كانه روحها وزهراتها المحتفلات يحطن به من كل صوب

نهض ولم يطق جلوسا وهويكاد يرى تلاشيها كما يحدث في كل مرة تخترق وجوده بالكامل وحين تصبح بين يديه تتلاشى تتطاير كبتلات ورودها

اقترب اكثر فبدا وجودها اكثر حقيقية اقترب وخطواته تتسابق فيما بينها ينتظر لحظة التلاشي المؤلمة ولكنها لم تحدث اقترب ليتناهى له صوتها فيتاوه بصوت شعره يبلغ عنان السماء بما يحمله من لوعة من شوق وتوق لا علاج له ولا دواء
............................

تقتنص لحظة الغروب النادرة وما تحمله من سحر فتسارع فرشاتها لتسجل ذلك السحر وهي تطبق كل ما تعلمته فتنحرف افكارها رغما عنها اليه وتحادث وردة حفرت الجبال بارادة من حديد ومدت لها جذرا بين الصخور
:- انه يقول ان حبي له خيانة

فيتملكها الغضب وتسارع الضرب بفرشاتها ...تنتقم من لوحتها شر انتقام وتكمل محادثة اياها
:- اتصدقين ذلك ؟؟؟؟ خيانة !!!! هو يخون وانا اخون وكلانا خائن اي قسوة يملكها ذلك التقي ليلصق بنا مثل هذا الاتهام

تبرز لوحتها اكثر واكثر وعيناه تحتلان الخلفية كظلال باتت ترافق كل لوحة ترسمها دون ان تشعر او تدري علامة مسجلة له ولها وتكمل محادثة رفيقتها العنيدة
:- لقد تركت له البلاد فليهنا بها وبعروسه عله يسعد عله يكون سعيدا كما يستحق وانا انا ..... انا ساسعد كذلك لقد وعدته وانا افي بوعودي دائما

حين يبتسم الورد(الجزء الثاني من سلسلة سلاطين الهوى) مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن