الفصل الثالث والأربعون

3.1K 134 25
                                    


:- علي اجلس قليلا

قالها امير وهو يرى ملامح قريبه التي بدت كانها لميت وليست لانسان بقلب ينبض..... لم يترك جانبه ولا للحظة يخشى ان يعاوده المرض بل بدا بانه قد عاوده حقا

كانت شفتاه تلهجان بما لا يسمعه امير يداه متعرقتان ووجهه بدا كلوحة من الالم الصرف الذي جعل امير يكاد يصرخ بالجمع المحتفل من حولهم بان الرجل يوشك ان يموت

:- رضا بقضاءك يا رب رضا بقضاءك يا رب رضا بقضاءك يا رب يا رب كن معها يا رب انها بعيدة وانا بعيد وانت قريب مجيب

لم يتوقف للحظة كان يدعو لها بكل نفس تلك الغالية تلك الصغيرة تلك الوردة تبكي لوحدها تنزوي بعيدا عن الجميع كما اعتادت تبكيه تبكي خيبتها خساراتها مرة بعد مرة وهو هنا ميت بجسد حي

:- يا الله كن معها يا الهي برحمتك ارحمها

لم يتوقف ولا لثانية وقد كانت تمتمته تلك مثار استغراب كل من يراه

:- علي يا الهي تبا لذلك تبا لكل شيء هيا لنرحل لنغادر من هنا لنذهب لنذهب من هنا وليحصل ما يحصل

:- لا علي لا لن اترك ديمة لتنهشها الالسن والاعين لن اتركها وقد كنت انا من ادخلها لمازقنا هذا كنت انا من ظن ان الحب قد ينسى كنت انا من ظن بان الواجب يمنح الرضا كنت انا من ظن بان الاميرة ذهبت دون رجعة كنت انا من يئس من رحمة ربه فاراه الله عقاب الآيسين في الدنيا قبل الاخرة لن اتركها لاخر لحظة

:- ولكن

اغلق علي عينيه يحبس نارا تشتعل هناك كلما خطر على باله انها وحدها بعيدة لا تقدر على ان تشرب شربة ماء حتى لتطفئ نارا تشبه ما يشتعل بصدره هو

:- انا لست مهما امير انا لا شيء اسمع ما ان ينتهي العرس اريدك ان تاخذ ندى والفتيات بالتو اليها ارجوك امير انها يا الهي انها وحدها وهي تعلم بانه اليوم....... بان الزفاف اليوم وقد ترجتني ان لا تعلم بالموعد ....... ان اذهب دون ان تسمع خبرا قد يقتلها كما يفعل بي والان هي .. انها ... يا الهي

انقطع كلامهم مع دخول ديمة وجدها كان علي ملتهيا عنها بمنظر اميرة الباكية يكاد يشعر بحرقة دمعها تكويه تحرقه فلم ينظر نحوها حتى

:- هيا يا ابنتي سلمي على والدك

قالها جدها وهو يدفعها نحوهم ولكنها لم تتحرك ثبتت مكانها وهي تناظر وجه والدها الذي لا يزال يخاصمها للان وتناظر وجهه هو الذي اشاح عنها دون ان ينظر نحوها بفضول كما قد يفعل اي عريس لعروسه
خالفت المعقول كله واقتربت من الشيخ لتقول وهي تمسك بيده المتغضنة بيدها المنقوشة بالحناء بصوت متوسل
:- انا دخيلتك يا شيخ

صمت الكل واحتبست الانفاس لقولها ذاك بينما الشيخ الجابري يعتدل بنخوة ويقول بصوت اصمت الجميع
:- وقد اجرت يا صغيرة

حين يبتسم الورد(الجزء الثاني من سلسلة سلاطين الهوى) مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن