الفصل السادس والعشرون

3.3K 135 8
                                    

الفصل السادس والعشرون





:- عمي

قالتها هبة بصوت متهدج ووجهها الشاحب كاد يخلع قلب عمها عليها ليهرع اليها مسرعا قلقا قائلا

:- حبيبتي ما الامر ؟؟؟

:- عمي صالح ارجوك وسام انه لم يعد للبيت منذ يومين لم يتصل ولم يرد على اتصالاتي كل ما اعرفه انه مع سليمان وامير لاجل عمل ما ولكن عمي .... اي عمل يتطلب ان يبيت خارجا ارجوك عمي قلبي قلبي يخبرني ان في الامر سوء

اقترب منها وغاب القلق عن وجهه على الفور ليجيبها مهادنا مطمئنا كما عادته

:- حبيبتي ان كان مع سليمان وامير فما من داع للقلق امير سيحميه بحياته وسليمان سياخذ حياته ان فعل سوءا

ابتسمت رغما عن كل قلقها وضعفها ابتسمت ليقول هو
:- ومع هذا ساتصل به الان لاعرف ما الامر

رفع هاتفه وضغط على رقم سليمان ليرد عليه الاخير باقتضاب كما اعتاد على الدوام منه
:- اين وسام سليمان ؟؟؟

:- انه معي

:- وما الذي يفعله معك شقيقته تبحث عنه في الانحاء تكاد تنهار من فرط قلقها

:- اخبرها ان لا تقلق وانه يعمل كما على شاب بمثل عمره ان يفعل اخبرها انه رجل صار رجلا منذ بعض سنين وليس عليها ان تدور خلفه في الطرقات كطفل ضائع يا الهي اي نوع من النساء هي

احتقن وجه العم صالح لردود سليمان الفظة وقال بحزم لم يهتز له سليمان
:- اعد الولد سليمان ولا دخل لك بينه وبين شقيقته

:- سافعل ساعيده ومعه رضعته لا تقلق بعد قليل سافعل

واغلق الهاتف لتتسع عينا العم صالح من ذاك الذي لا زال للان يثير فيه فضولا عجيبا
:- لا تقلقي حبيبتي سيعود بعد قليل تبدين متعبة

اجلسي قليلا ساعد لك بعض الافطار
:- لا لا عمي تركت الاطفال مع نرجس علي بالعودة في الحال الى اللقاء

قالتها واسرعت على قدر ما يسمح به ضعفها ذاك اسرعت تتلحف بعبائتها تتخفى من خجلها وحرجها من ذلك الحلم ذلك الذي تضمنه هو اميرها الوسيم امير حكاياها احلامها وواقعها كان هناك يعودها في مرضها يسهر على راحتها كان هناك بوجوده الاسر وسحره الازلي ..............

:- اذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قالها سليمان مخاطبا ابن شقيقه الذي وقف امامه دون ان يخجل يناظره بتحد اثار غضبه اكثر واكثر

:- اذا ماذا عمي ؟؟؟؟؟

اقترب منه سليمان وقد كان الانفجار ليس ببعيدا عنه .....الضياع ذاك هو ما يلوح لابن شقيقه ووسام .... الضياع وهو لن يكون متفرجا على ذلك

اجبره وطيلة اليومين الماضيين على ان يبقى معه في المشفى ملازما الفاشل الاخر وقد كاد والده يموت قلقا لاجله لو لا ان طمئنه هو اما الان فقد حانت لحظة الحقيقة لن يسمح له ابدا لن يسمح له بمجرد التفكير بان يسلك مسلكا كذاك لا ..... ان والده يكاد يموت حرفيا لاجل ان يطعم كل تلك الافواه الجائعة التي تملا بيته وها هو ابنه البكر ذاك الذي يعول عليه ليحمل بعضا من اعباء والده ها هو يلوح لهم براية الفشل والضياع

حين يبتسم الورد(الجزء الثاني من سلسلة سلاطين الهوى) مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن