الفصل الحادي عشر

3.3K 134 48
                                    

الفصل الحادي عشر



وللأرواحِ تواصلُ وإن بَعُدنا
وأعلم ما بقلبك وقد بَصُرت

تُحاكي روحي روحك حيثُ كُنتَ
ولما يدور بخاطرك قد سمعتُ

:- هل انت بخير جدتي ؟؟؟؟
قالها علي وهو يرى الحاجة ذهب تجاهد لتسترد انفاسها في السيارة التي تقلهم لخطيبته !!!!

موكب من سيارات حوت كل من ارادهم علي ومن ارادتهم الحاجة ... ندى فارس امير والريحانة اعمام واولاد عم وكل من كان فرحا لاجل علي متحمسا لزواج قريب لتلك العائلة التي عانقتها الاحزان لوقت ليس بقليل

:- نعم بخير بل انا بافضل حال
قالتها متنهدة وهي تلمس يده التي تحتضنها واكملت
:- انت تعلم اني لم اغادر الفردوس مذ دخلتها ولم اكن لافعل الا لاجل عينيك

قبل راسها بحب وصمت ..... صمت هو كل ما يملكه امام ضعفها هشاشتها دمعتها التي صارت اقرب اليها من النفس دمعة الحاجة ذهب تلك التي لم يرها يوما الا الان ... الا لاجله

تراءت له القرية بحدودها والنهر الذي يحاوطها من كل مكان فتح نافذة السيارة وهو يشعر بالاختناق بقرب الموت تلك الاراضي الخضراء المترامية امامه يراها كمدافن لروحه تلك الانفاس التي تشق صدره ببرودتها يشعرها سكاكين تقطعه دون رحمة او رافة

لحظات ليرتجف جسده الضخم باكمله يختض بطريقة ارعبت الحاجة التي كانت بقربه وهو يشعر بها.... اميرته ................

اغمض عينيه وعبء صدره من الهواء بينما السيارة تعبر بهم حدود تلك القرية الصغيرة ليصبح الاحساس اكثر وضوحا .... لا ..... ليس الاحساس فقط .... بل انها كانت امامه بشمسها الوضاءة روحها البيضاء المشعة تلك التي لم ير نظيرا لها بالنقاء

ها هي عينيها تتراءى له خجلة تختبئ خلف شجرة ثم تناوره لاخرى
هاهو عطرها يخترق ذرات وجوده كلها يثير العواصف يشعل النيران يوقظ ما لم يكن نائما حتى ....

كلما توغلت بهم السيارة ..... شعرها اقرب ....وصار العطر اقوى.... هدرت دمائه وتراقصت دقات قلبه بجنون .... جنون لم يعرفه قبلها وها هو يعيشه الان بالوانه وفنونه

:- علي
صوت الحاجة المتهدج جعله يشعر بما كان يفعل فقد اخرج راسه من النافذة دون ان يشعر او يدري

:- ما الامر بني انظر لوجهك انه شاحب
تراجع للخلف رفع يدها المرتجفة ووضعها على قلبه فارتجفت الحاجة وهي تشعر بقوضى دقاته التي تكاد تخترق ضلوعه وهو يهمس بنفس مقطوع
:- انه القلب يا جدة افعلي ما تجيدينه علك تقدرين عليه فقد عييت منه

تساقطت دموعها وقد ظنته متوجعا مريضا فبدات ترتل الايات وهي تحتضنه بذراعها الضعيف فاستكان بين يديها والاحساس بها باميرته صار كحقيقة وجوده .... ككونه على قيد الحياة .... كشعوره بيد الحاجة على راسه

حين يبتسم الورد(الجزء الثاني من سلسلة سلاطين الهوى) مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن