الفصل التاسع والثلاثون

3.9K 141 1
                                    

الفصل التاسع والثلاثون





:- امير خذنا الى الفردوس
النظرة التي علت وجه فارس وهو يقول تلك الكلمات لم تكن مبشرة بالخير ابدا ولكن لم يستطع امير ان يظهر شكوكه مخاوفه وارتيابه لذلك التصريح فتوجه نحو الفردوس بصمت

الفضاء الصغير للسيارة المتحركة كان مزدحما مشتعلا متخبطا بالافكار بالخوف بالريبة والشعور بالنصر
ما قيل وما كشف عنه كان الامر فوق طاقة ايا من امير وفارس على الاستيعاب والتفكير بالحلول المناسبة له
اما صالح فقد كان يعيش بعالمه الخاص بين قلبه الممزق الما على شقيقته التي وقعت ضحية لمجنون وبين فرحه وشعوره بالنصر بين سيل لا متناه من الخسارات

:- الى اين نذهب ؟؟؟
قالها مرتابا وهو يرى الطريق طريق يعرفه جيدا طريق لم يره منذ خمسة وعشرين عاما حين اخرجته سهام في جنح الليل الى منفاه وقد كان بلا حول ولا قوة بعد ان مات والده

طريق اعاد اليه ذكريات الماضي .... ماضي برغم مرارته برغم لسعة المه التي لا تزول برغم ماسيه وظلماته الا انها اخر ايام العيش التي يذكرها فما بعده كان فراغا سحيقا ابتلع سنين عمره كلها دون رحمة

:- الى بيتنا سيد صالح سنرتاح قليلا ثم نتابع طريقنا امير متعب من القيادة لساعات متواصلة

شيئا ما في نبرة فارس لم يستسغه صالح ابدا بل هو لم يبتلع هذا الفارس ابدا لا يشبه باي شكل من الاشكال امير الصريح الذي يبدو ككتاب مفتوح ولا ذلك الفهد الغاضب الذي يموج خارجه بما في داخله

لا لم يكن يشبههما ..... غموضه ذاك بروده وردود افعاله المتوازنة التي وترته هو تثير فيه ريبة وشكا في نواياه
وصلوا القصر الذي لم يره صالح من قبل ولا لمرة واحدة بل كان يسمع عنه الحكايا والقصص التي تثير فضوله دون ان تشبعه وعجزه يمنعه على الدوام من ان يرى ولكنه كان اجمل من كل القصص والحكايا ......


كانت ندى كما العادة تقف بانتظار فارس عادة لم يمل منها ايهما ان تنتظره ليكون وجهها اول ما يراه واخر ما يراه ما ان يغادر ........ تلك الرحلات القليلة التي يتركها فيها كانت موجعة له لقلبه الذي لم يطمئن للان من انها صارت واقعا من انها موجودة وستظل هناك دائما تنتظره كهكذا تحمل مدللتها التي سلبت عقله كوالدتها واسمرها يتشبث بثوبها بتعلق يثير غيضه وغيرته على الدوام

انها الصورة الاكثر مثالية الاكثر جمالا والاجمل من كل حلم وخيال تصوره لحياته وهو سيفعل المستحيل لكي يضمن بقاءها

:- حبيبتي
همس لها بها وهو يقبل راسها بشوق وكان تلك الساعات القليلة التي افترق بها عنها كانت صياما لحواسه التائقة لها على الدوام

:- وانا اشتقت ايها الفارس
قبلت صدره لا بل قلبه الذي جن جنونه فبدت نبضاته كقرع الطبول لتبتسم قطرته برضا وغرور
ولكن بسمتها تلك تجمدت وهي ترى ذلك الغريب وامير يساعده مع كرسيه بينما يتحرك هو متجولا بحديقة القصر باريحية مريبة ونظراته تلتمع بطريقة لا تخطئها عين

حين يبتسم الورد(الجزء الثاني من سلسلة سلاطين الهوى) مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن