الفصل الخامس

3.6K 147 25
                                    

الفصل الخامس

:- ان كنت مثلي للاحبة فاقدا ......وفي فؤادك لوعة وغرام
قف في ديار الظاعنين ونادها ..... يا دار ما فعلت بك الايام

كان الصوت لمنشد يستمع له دوما يتخلل الوعي واللاوعي فيوقظ به كل خلية تائقة مشتاقة .... يخترق مشاعره المتقدة وصورتها بشمسها الوهاجة وضحكة سمعها منها لمرة واحدة فقط تتراءى له يحوطها ضباب جعله ينهض... يطاردها بكل ما يحمل من وهن يحاول ان يسمك بها فلا يقدر

:- لا كتبكم تاتي ولا اخباركم ....تروى ولا تدنيكم الاحلام
فدمي حلال ان اردت سواكم ...... والعيش بعدكم علي حرام
ليت شعري كيف حال احبتي .......... وباي ارض خيموا واقاموا

:- اميرة اين انت ؟؟؟؟
صوته الذي بدا غريبا لاذنيه حتى وبيتها بظلامه الدامس دون شمسها يطبق على انفاسه فلا يقدر على التنفس حتى
:- والله ما اخترت الفراق .... وانما حكمت علي بذلك الايام

صوت همهمة قريبة جعلت امير يركض نحو ابن عمه الذي بدا ككهل عجوز لا يقوى على رفع يده حتى وقال
:- علي حمدا لله على سلامتك
قالها وهو ينظر لذلك اللون الابيض الذي اصطبغ به راسه بين ليلة وضحاها شعره الذي صار ابيضا بالكامل والذي ما ان راته الحاجة ذهب قوية الباس حتى تعالى صوت نحيبها وبكائها

:- الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
قالها علي وهو يجاهد ليرى امير بينما صورتها ترفض مغادرة الاجفان واكمل
:- اين انا امير ؟؟؟
:- لقد اقلقتنا عليك يا رجل ولكن يبدو بانك تتدلل على الحاجة لو رايتها كيف بكت وصرخت لم اصدق انها هي لا اذكر بانني رايتها تبكي من قبل

:- جدتي يا الهي ساعدني امير لاجلس او لا ساذهب اليها
:- علي لن تتحرك من هنا لديك فقر دم حاد وهبوط في الضغط كاد ان يجعل قلبك يتوقف .... بالموت اقنعنا الطبيب ان يبقيك هنا لاجل الحاجة فقط
:- الحمد لله
قالها وهو يغمض عينيه متعبا متنهدا وكان الكلمات التي قالها استنفذت كل ما يملك من طاقة

:- ساعدني لاجلس امير ونادها ارجوك اخشى ان يصيبها مكروه
اقترب منه امير واسنده الى ان جلس على السرير متكئا على حافته ليقول امير
:- قبل ان انادها اخبرني ما الذي حصل علي ؟؟؟؟؟ تلك المكالمة جعلت شعر راسي يقف وانا ابحث عنك كالمجنون الى ان استعنت بنظام تحديد المواقع من الهاتف لاجدك بعدها هناك .... ما الذي حصل ؟؟؟؟ وماذا كنت تفعل في ذلك المكان ؟؟؟؟؟

كان وجهه الان يحاكي شحوب الموتى وهو يتذكر تلك اللوعة ذاك الوجع الذي شعر به وهو يعلم بانها لم تعد هنا .... ما كان يبقيه صامدا متماسكا انها هنا بجواره يستطيع ان يراها متى ما ضعف واراد ولكن هي لم تعد ......
:- لم يحصل شيء امير
:- كيف لم يحصل شيء ؟؟؟؟؟ لقد كدت تموت حرفيا علي بالإضافة الى ..............

صمت وناوله مرآة لينظر علي لانعكاس صورته في المرآة وابتسامة مليئة بالمرارة جعلته يبدو اكبر عمرا وقال
:- سبحان الله
:- اتسبح الله ؟؟؟؟؟
قالها امير متفاجئا وقد توقع الما غضبا او تحسرا ...أي مشاعر طبيعية لشاب في الثلاثين يصحو ليجد شعره قد شاب بين ليلة وضحاها

حين يبتسم الورد(الجزء الثاني من سلسلة سلاطين الهوى) مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن