الفصل الخمسون والاخير
كان يسير دون هدى لم يطق المشفى لم يطق وجوده هناك وهي تبدو له بكل ذلك البعد لم يطق ان يظل هناك قربها بعد ما قالته بل للحقيقة هو لم يطق التنفس ..... لم يطق العيش حتى
الهواء المنعش البارد كان يضرب جسده فيرتد ساخنا محملا بقهره والنار التي تشتعل هناك
اقترب من ذلك البيت الصغير بشكله .... العظيم بمضمونه .... هناك حيث تسكن روحه حيث يجدها كلما فقدها... كلما ظن انه تاه عنها .... ظلها .... يجدها هناك عند ام سليم الطيبةخطواته كانت خفيفة هناك وكانما المكان سحب همومه كلها بقدرة عجيبة وحين راى والدته من بعيد جن جنونه تماما
تحمل الاكياس الكبيرة الثقيلة و تنهت من التعب تضعها تارة وتحملها اخرى ترجع عبائتها التي يطيرها الهواء وتعود لتحمل اكياسها ... ووجهها كان مرآة لقلبها الفريد من نوعه
اسرع سليمان نحوها والغضب يلون ملامحه من عنادها الذي لا مثيل له وبحركة لم تحسب لها حسابا وهي تراه والفرحة تلون ملامحها انحنى امامها وحملها على ظهره هي واكياسها
:- سليماااان يا الهي سليماااان عيب يا ولد ..... ستسقطني ... عبائتي سليمااااان
:- هذا لكي تتوقفي عن العناد كيف تخرجين لوحدك للسوق وبهذا البرد وتحملين كل هذا ؟؟؟؟
كانت تشاهق بين حين وحين
:- بني انزلني ارجوووك افعل:- ابدا والله لن افعل
وصل للبيت وانزلها ووجهه محمر من الغضب والتعب والهموم التي اثقلته فلم يعد يقدر على اخفائها ولكنها علمت بنظرة واحدة لوجهه علمت
:- كيف حالك يا ام سليم ؟؟؟قالها وهو يقبل راسها ياخذ يدها عنوة ويقبلها بحب يغرق وجهه بين يديها الخشنتين من كل ما تقوم به من اعمال عطرها الذي تغلغل بانفاسه تقاتل مع تلك النار المشتعلة بقلبه وللحظة واحدة ظن ان والدته ربحت الحرب
:- حبيبي ما عرفتك قاطعا
:- لا تعاتبي يا ام سليم لا تفعلي ارجوك .... ليس الان
:- لن اعاتب .... لن افعل صغيري والان هيا اذهب لتستحم واحلق لحيتك وعدل من حالك سياتي اخوتك بعد قليل ولا اريد ان يروك بهذه الحالة
قبل راسها مرة اخرى وذهب دون اي كلمة
الحمام البسيط بدا ملاذا له بينما رائحة النظافة تتغلغل لانفاسه المناشف البيضاء التي تصر والدته على اقتنائها كانت هناك بيجاما نظيفة لا يعلم منذ متى تحتفظ بها والدته كانت مرتبة بغرفته كان الامر كما لو انه عاد سليمان قبل هند ..... سليمان الذي احب ابنة عمه ذات يوم وكان حبا دون امل فاستسلم للخيبة وعاش حياته كما يجب بارا بوالدته مؤديا واجباته نحو الجميع على اتم وجه وصورة وحب ........... كان الامر كما لو انه كذلك ...... ولكنه ليس كذلك
أنت تقرأ
حين يبتسم الورد(الجزء الثاني من سلسلة سلاطين الهوى) مكتملة
Romanceالجزء الثاني من سلسلة سلاطين الهوى بقلم المبدعة Serendipity Green هي رحلة اخرى لعوالم زاهية الالوان بظاهرها تخفي خلف الالوان وزخرفها وجعا ..... خوفا .... تمردا .....وخيبة هي رحلة لتلك الذنوب التي بنيت على اطلالها حيوات .... هي رحلة بين اروقة ماض وحا...