الفصل الرابع عشر ج١

2.9K 142 37
                                    

الجزء الاول من الفصل الرابع عشر


يمسك بمسبحته بيد مرتجفة والعرق البارد يملا يديه وجهه وجسده كله ....رجفة ادراك غريبة تضربه كل حين وحين مع كل نفس ياخذه ..... استغفر الله مائة ثم مائة اخرى واخرى وهو يدعوه يلهج له بخالص الدعاء والمسالة بقلبه بجوارحه كلها مغمضا عينيه مسافرا بين جوانحه

(( الهي .... يا من اذا ساله عبد اعطاه .... واذا توكل عليه احسبه وكفاه .... الهي اجعل لي من امري فرجا ومخرجا يا الله .... الهي ان كانت تلك الاميرة مقسومة لي فاظهرها وان لم تكن فمنً علي بصبر على البلاء بلطف على احتمال القضاء يا رب يا رب استغفرك اللهم واتوب اليك ))

:- علي هل انت بخير ؟؟؟؟
قالتها ديمة وهي تلمس ذراعه القريب وقد اذابها القلق عليه فانتفض فورا وكان ما فعلته اعظم خطيئة لتنزوي والالم يحفر على ملامحها مع الحرج وخزي كاد يجعلها تذوي وتذوب

:- انا بخير لا تقلقي
وفي لفتة لم يعلم لها معنى سوى عظم ذنبه نحو تلك الطفلة التي تكاد تذوب خجلا ونبذا امسك بيدها المرتجفة بين يديه وكانه يعتذر فشعر بان ارتجفاتها بين يديه كحركة منشار مسنن تجرح وتجرح دون رافة او رحمة

ضاق الفضا.... اختنق بانفاسه ودون ان يشعر كان يعتصر يد ديمة لدرجة جعلتها تفلت يدها من بين يديه بتعجب

صار التنفس صعبا ....تصاعد التوق والشوق لخيال اميرته ليبلغ مديات لم يعرفها من قبل ..... خطوات مترددة تصل لاسماعه فيكاد يقسم انها لها ..... رائحة الورد البري تغرق صدره فتنعشه وتجعله يشعر بالعيش بالحياة التي غابت عنه لايام وايام
.........

:- اميرة تعالي صغيرتي
اميرة ؟؟؟ هل قال اميرة ؟؟؟؟
رفع راسه مجفلا نحوها دون ان يشعر دون ان يدري دون ان يعلم او يخطط وهناك حيث النور حيث الشمس المتلئلئة ..... حيث الظلام انقشع وولى هاربا حيث النشاط دب والعمر صغر وبانت ارادة الله بابهى تجلياتها وقد كان يدعوه للتو

وحين التقت النظرات حين غرق بغاباتها الخضراء حين حبست دموعها وهي ترى شعره الابيض الذي خالط بياضه سواده بمشهد عصر قلبها عصرا

غاب العالم والدنيا كلها من حولهم لم يبق سواهما سوى تلك النظرات... الدمعات.... نبضات القلب الثائرة
نهض ولم يطق قعودا بعد الان جلست ولم تقو على الوقوف وما بينهما وقف الجمع مراقبا مستغربا منتظرا نهاية لما يحصل !!!!!!!!!!!!!!

:- اميرتي
همستها شفتيه دون ان يصدر صوتا وهو يود لو انه يسجد لله شكرا ..... اهكذا يكون الفرج بعد الكرب ؟؟؟؟؟ اهكذا تتجلى قدرة القادر وارادته .... ان يجدها في التو واللحظة ؟؟؟

عقله كان غارقا بنشوة من الحياة ...حياة بعد موت وانحلال فلم ير اي شيء سواها ولم يشعر باي شيء سوى رفرفات رموشها زمة شفتيها خصلات شعرها المتلاعبة من حولها اراد ان يحيد ببصره ان يشيحه عنها تبتلا ووقارا كما يفعل دوما اراد ان يغمض عينيه على الاقل وقد راى تورد وجهها بعد شحوبه وهي تطالعه كما يفعل معها اراد الكثير ولكنه لم يقدر سوى على التسمر مكانه والنظر اليها كمن سيفقد البصرر ان لم يفعل لم يكن هنالك من خطا في النظر اليها بل كان الشيء الوحيد الصحيح لفعله ..... ضلعه القاصر ذاك الذي كان منتقصا من دونه وقد بلغ الكمال الان برؤياه ذاك هو الصواب الوحيد !!!!!!!!!!!!



حين يبتسم الورد(الجزء الثاني من سلسلة سلاطين الهوى) مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن