الفصل الثالث والعشرون

2.9K 129 31
                                    

الفصل الثالث والعشرون


:- انرتنا يا ولدي

قالها الحاج ابا وليد والد ديمة وهو يسلم على علي بود بالغ وسماحة وجهه تكاد تنطق قبل لسانه

:- الدار منير بكم عمي كيف حالك وكيف هي احوال الجميع هنا ؟

:- لكنت علمت باحوالنا كلها ان زرتنا او حتى سالت عننا

اجتاحه الحرج واخفض راسه خجلا من هذا الرجل الذي لا دخل له بكل ما حصل وما سيحصل ليقول اخيرا بصوت مختنق
:- العذر منك يا عم انه الحرج والخجل وقد ابقيت عندكم امانة وضيفا اكرمتموه كما يليق بكم الحاجة التي لا ترضى ببيت غير بيتها يبدو بانها استحلت الاقامة هنا انها ترفض حتى ان تاتي معي لبيتي

ابتسم الرجل بتسامح بالغ وقال
:- لا داع لحرجك علي البيت بيتك وقد صرت واحدا منا اما الحاجة فلن تغادر بيتنا هذا حتى لبيتك دعها معنا مع قريناتها وقريباتها

صمت علي قليلا يرتل ايات من الذكر الحكيم على نية تسهيل الامور بينما صورتها ... اميرته هو تجتاحه فيغمض عينيه متذوقا كونها صارت جاره الاقرب .....

كونها تمر كل يوم فتختطف شالها الذي يضعه بين الزنابق كما وعدها دون ان يراها اوتراه .... عطرها الوفي هو من يظل هائما يدور من حوله بدوامات تهلكه وتحييه ...... بتلات الورود التي تتراقص فرحة بمجيئها تحتفل ليل نهار باميرة الورود اميرتهن كلهن ...... ولهذا ربما يرى وجهها في كل ساعة محل وردة من الورود

تارة يراه بالزنبق المتراقص والاخرى في النرجس ذي الكبرياء وحين يمعن النظر يراها بهية كما الخزامى تعانق السماء بطولها الاشم ولونها البراق لقد صارت تحتله بخصامها بتمنعها بشوقه اليها الذي لا يخبو ولا يقل وآن له ان يفعل شيئا ليحل الامر كما يجب

:- وحتى اليوم عمي جئتك اطلب مشورتك لامر عجزت عن حله فلم ار من هو ارجح منك رايا وعقلا لاساله

:- قل قل يا ولدي

قالها ابا وليد وهو يعتدل بجلسته ليقول علي وهو ينظر لرسومات المفارش التي تملا مضافة عمه يحاول ان يرتب ما يود قوله لكي لا يحرج الرجل ولا ينتقص من قيمته شيئا

:- الامر عن صديق لي صديق قريب قرب النفس لي
:- وما هي مشكلته قل وايا يكن الامر سنعرض له بالخدمة والمعونة من يخصك يخصنا علي

ردود الرجل كانت تربكه تزيد من خجله ولكنه توكل على الله وبدا بحمده واستغفاره وقال
:- الامر يخص القلب عمي
:- اهو مريض بالقلب ؟؟؟؟

تعالت ضحكات علي المتوترة على رد عمه وقال متنهدا معتذرا
:- لو انه يسمعك الان لقال لك ليته المرض لكان اهون مما هو فيه

تبسم الرجل بذات السماحة والبشاشة ليقول بصوت العارف
:- اذا قل انه مبتلى القلب

:- هو ذاك يا عمي هو ذاك

حين يبتسم الورد(الجزء الثاني من سلسلة سلاطين الهوى) مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن