_ الفصل الرابع _

12K 486 10
                                    

(( امرأة العُقاب ))

_ الفصل الرابع _

يحدق في الصور ويده تقبض على الهاتف بعنف حتى كاد أن يهمشه إلى أجزاء بين قبضته ، لا يفكر بأي شيء سوى بما تراه عيناه أمامه الآن ! .. كيف أنها تبتسم لذلك الجالس بجوارها .. وكيف سمحت له أن يلمسها ! ، كلما تعصف بذهنه احتمالية خيانتها له وأن قد يكون هناك رجل آخر .. يصاب بالجنون وتتملكه حالة من الغضب المدمر ، والآن تلك الفكرة تستمر في التردد بذهنه دون توقف حتى أوشكت على سلبه لما تبقى من عقله .

مسح على وجهه وهو يزأر من بين شفتيه كالوحش الجائع لالتهام فريسة ، ويجز على أسنانه بقوة .. نظر لهاتفه وفتح إحدى تطبيقات السوشيال ميديا التي قامت مؤخرًا بمحادثته عليه ، وضغط على زر الاتصال بها ، يضع الهاتف على أذنه وينتظر ردها ومعالم وجهه مرعبة ، وعيناه حمراء تمامًا كنيران ملتهبة .

لم تجيبه بعد رنات طويلة فعاد مرة أخرى يتصل ومن بين شفتيه يطلق الفاظ نابية يتوعد لها بمجرد أن تفتح الاتصال .

على الجانب الآخر كانت جلنار تمسك بهاتفها ورنينه يرتفع أكثر فأكثر بين يديها ، وسؤال واحد تطرحه في ذهنها بتردد ( هل أجيب عليه أم لا ! ) .. وبعد لحظات طويلة من الوقت قررت أن تجيب وترى ماذا يريد .. فتحت الاتصال ووضعت الهاتف على أذنها وبمجرد ما أن فتحت افحمها بصيحة جهورية منه :

_ وياترى الهانم مبتردش عليا ليه بقى !!

ضيقت عيناها بدهشة وهتفت بخفوت مضطرب :

_ في إيه ياعدنان ؟!

عاد يصرخ ولكن هذه المرة بنبرة ارعبتها حقًا :

_ مين اللي متصورة معاه ده في عيد الميلاد يا مدام

سكتت لبرهة من الوقت لا تفهم ما يقصده ، أي عيد ميلاد يقصد !! .. ومن هو الذي التقطت معه الصور !! .. ( حاتم !!! ) همستها لنفسها بصدمة ، ثم هتفت بهدوء بسيط تجيب عليه :

_ قصدك على مين بظبط ؟

ضحك من بين حالته المخيفة وهتف بعصبية :

_ على مين !! .. ليه هو في كام واحد يا بنت الرازي ، اقسم برب العزة لو طلعتي بتخوينني لأكون .....

انفعلت هي الأخرى وصرخت به تقاطعه :

_ بخونك إيه أنت مجنون !!

_ جاوبي على **** السؤال

كانت صرخة عنيفة منه بعثت القليل من الرهبة في نفسها لتجيبه باستياء :

_ ده صديق ليا وهو اللي بيساعدني هنا ، مفيش حاجة اكتر من كدا

كور قبضة يده وقال محاولًا تمالك أعصابه :

_ اممممم صديق وبيساعدك

شعرت بغصة مريرة في حلقها من اتهامه المؤلم لها وصاحت بسخط :

امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن