_ الفصل الثامن والستون _

7.9K 437 6
                                    


(( امرأة العُقاب ))

_ الفصل الثامن والستون _

توقفت جلنار بسيارتها أمام مقر شركة الشافعي ثم فتحت الباب ونزلت وقادت خطواتها القوية للداخل .. مرتدية نظارتها الشمسية الخاصة وعلى شفتيها ابتسامة تنضج بسعادة الانتصار ، فقد وصلت لها الأخبار في الصباح الباكر بأن خطتها الشيطانية نجحت وأنها تخلصت من تلك الدخيلة التي تحاول أخذ زوجها منها ! .

كانت تسير بالشركة وهي تعرف جيدًا وجهتها أين ستكون ، ملامح وجهها البريئة والناعمة باتت كلها خبث وبأس يليق بأنثى مثلها .. وصلت أخيرًا أمام الغرفة المقصودة وفتحت الباب دون أي مقدمات لتراها جالسة فوق مقعد مكتبها تدفن وجهها بين راحتي يديها وتبكي بصمت ومن حولها اشيائها الخاصة متجمعة مما يدل على أنها تستعد لمغادرة الشركة والعمل كله .

ابتسمت جلنار مستنكرة ثم أغلقت الباب خلفها وتقدمت نحوها لتقف أمام مكتبها وتنحنى قليلًا هامسة بنبرة تحمل الشماتة والسخرية :

_ زعلت أوي أوي لما عرفت باللي حصل .. واتمنيت إني لو كان بإيدي حاجة اقدر اساعدك بيها بس للأسف مفيش .. كان في وخلص !

رفعت مروة رأسها عن راحتي يديها ورميت جلنار بنظرة نارية تكاد تحرقها بأرضها من شدة الغضب وسرعان ما وثبت واقفة وقالت منفعلة :

_ انتي اللي عملتي كدا !!

أخفت جلنار ابتسامتها بصعوبة وتصنعت البراءة وهي نجيبها بعدم فهم مزيف :

_ عملت إيه ؟

مروة بعصبية وحرقة :

_ إنتي اللي خلتيهم ياخدوا ورق الصفقة الجديدة والفلوس ومفتاح الخزنة من مكتب عدنان بيه ويحطوهم عندي في المكتب عشان تطلعيني حرامية ويطردني من الشركة

فشلت في حجب ابتسامتها المتشفية والمتعالية بعد عباراتها .. مما أكد للأخرى حقيقة شكوكها أنها هي المتسببة في كل شيء فصاحت بها مستاءة ومتوعدة :

_ هقول لعدنان .. هقوله إنك انتي اللي ورا اللي حصل .. وهروح دلوقتي كمان واقوله

أنهت عباراتها واندفعت نحو باب الغرفة تنوي المغادرة وتنفيذ وعيدها بأن تكشف مخطط زوجته ضدها لكن صوت جلنار الممتلئ بالثقة والصلابة أضعف من شجاعتها بلحظتها وجعلها تتصلب بأرضها وبعد أن كانت حماستها تدفعها بكل قوة بات ترددها يتحكم بها :

_ وإنتي متخيلة إنه هيصدق الكلام الفارغ ده .. هتحطي نفسك في موقف انتي لا غنى عنه وهتقللي من كرامتك اكتر لأن عدنان مش بيرحم في شغله .. وطبيعي جدا يصدقني أنا

بقت الأخرى مكانها متسمرة بينما جلنار فتقدمت منها واستظارت لتصبح بمواجهتها وتقول بنظرة كلها غضب وشر :

امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن