_ الفصل السابع والثلاثون _

10.1K 444 20
                                    

(( امرأة العُقاب ))

_ الفصل السابع والثلاثون _

بعنوان ( أحبك ! ... )

كان مقيد من الجهتين بأثنين ضخام البنية يجرانه لمكان غريب ومهجور .. يعي جيدًا ما ينتظره بذلك المكان .. فبعدما وصل لمنزله ووجده يحترق ومن بعده فورًا انفجرت سيارته .. تأكد أن تلك الأحداث من فعل عدنان الشافعي .. كان يعرف مكان تواجده طوال هذه الفترة ولم يقترب منه .. والآن يحسم النهاية المحتومة له ! .

كان يعلم بكل شيء عنه لذلك تعمد حرق منزله الذي يدس به كل أمواله وكل ممتلكاته كبداية صغيرة لانتقامه .. أما السيارة فكانت إشارة أنه لو أراد لفجرّها وهو بداخلها لكنه لا يرغب بذلك ! .

وصل أخيرًا إلى ذلك المكان الأشبه بصندوق ضخم مغلق من جميع الجهات دون منفث معادا الباب .. انفتح الباب ودخل وقد ترك الرجال يديه وتولى أحدهم مهمة زجه للداخل بعنف حتى وقف وتصلب عندما رآه يجلس على مقعد خشبي واضعًا ساقًا فوق الأخرى وبيده سيجارته يرفعها لفمه يسحب الدخان ثم يخرجها وينفث الدخان بشراسة في عينان ثاقبة تخترقه بشكل مرعب .

لحظات معدودة واستدار الرجال لينصرفوا ويتركوه معه بمفرده .. استقام عدنان من مقعده وعلى ثغره ابتسامة مرعبة يهمس في سخرية :
_ إيه كنت متوقع إني مش هعرف اصطاد فار غبي تحركاته وامكانه متوقعة ومعروفة
بقى نادر واقفًا كما هو لا يتحرك رغم الخوف الذي تمكن منه وبالأخص عندما وقف عدنان أمامه مباشرة وغمغم بخفوت دب الرعب في أوصاله :
_ كنت سايبك بمزاجي .. عشان اتكتلك وافكر على رواق هعمل فيك إيه
ثم انحنى على أذنه وأكمل بصوت أشبه بفحيح الأفعى السامة :
_ تتوقع هعمل إيه في واحد خاني مع مراتي واذاني في شغلي وحاول يأذي بنتي .. لا والكبيرة أن المفروض أنا كنت بعتبره صديق  !! .. ياخي دي الناس بقت ***** أوي .. ولا إنت إيه رأيك !
خرج صوت نادر أخيرًا مضطربًا بعض الشيء :
_ لو قتلتني هتبقى إنت الخسران
ضحك بعينان مظلمة تنبع منها شرارة الانتقام :
_ ومين قالك إني هقتلك .. الموت ليك راحة وأنا عايز اتفنن في تعذيبك
تفوه نادر بالكلمات الأخطر على الإطلاق في سذاجة منه لعدم إدراكه للطوفان العاتي الذي سيقوم الآن :
_ مراتك هي اللي باعتك وباعت نفسها ليا .. هي اللي كانت بتجيلي كل ليلة وتنام في حضني وتقولي إنها بتحبني يعني مش أنا اللي كنت بجبرها

يقسم أن النظرة التي استقرت ببندقيته أوقفت قلبه .. وبالمعنى الحرفي لم يعد يرى اللون البندقي بعيناه بل فقط السواد ووجهه تقوس كالوحش الهائج الذي سينقض على خصمه ويفتك به .

وعلى حين غرة وجد لكمة مبرحة وجهت له واسقطته ارضًا من قوتها وسط صوته الثائر :
_ عشان هي ***** زيك
كان سيهم بالتكلم لكنه باغته بضربة أخرى وتوالت الكلمات من بعدها بجميع أنحناء جسده .. تارة يستخدم يده وتارة قدمه .. وكأن غمامة سوداء غطت على عيناه لا يرى شيء أمامه سوى الظلام وكل تفكيره منصب بأن يفرغ نيرانه الملتهبة وانهيار رجولته به كلها .. لم يتمكن من لمسها أو اذيتها لكنه سيفعل به وسيكون هو المحظوظ بنيل بطشه وطموحه القاتل .
لم يستفيق من حالته الثورانية إلا عندما رأى وجهه غارق بالدماء كأنه سقط ببركة من الدماء وجسده ملقى كجثة هامدة .. لم يمت لكنه فقد وعيه وتغيب عن العالم لعدم تحمله الضرب المبرح الذي تلقاه للتو .
أفرغ به كل الكبت الذي كبحه بنفسه منذ اكتشافه لخيانتها له .. كان يكتم بداخله ويتصرف كأن كل شيء لم يكن إلى الدرجة التي اشعرته بأن أنفاسه ستستمر بالتضييق عليه  حتى تخنقه ويموت .. والآن قد أفرغ القليل من تلك الطاقة المكبوتة .

امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن